الكاتبة الكويتية أمل الرندي: يجب تهيئة الظروف الملائمة للطفل لكي يظهر إبداعاته
أكدت كاتبة كويتية مشاركة في (ملتقى الإمارات للابداع الخليجي) المقام اليوم الأربعاء على ضرورة تهيئة الظروف والأجواء المناسبة للطفل لكي يظهر إبداعاته الأدبية والعلمية.
وقالت الكاتبة الكويتية امل الرندي في الندوة المقامة على هامش الملتقى وحملت عنوان (الطفل مبدعا) ان هناك اطفالا يتمتعون بالذكاء ولكن لا يبدعون ليس بسبب خلل في قدراتهم بل لعدم تهيئة الظروف الملائمة “فلا يمكن أن يبدع الطفل في ظروف سلبية مهما كانت درجة ذكائه”. وبينت أن معظم الأبحاث العلمية الحديثة تؤكد أن السنوات المبكرة في حياة الطفل هي الأكثر حرجا ففيها تبدأ عملية تشكيل هويته النفسية الأساسية وتبدأ اكتساب مقوماتها وتوازنها “فقد أثبتت الدراسات أن نسبة ذكاء الأطفال من سن الولادة إلى الخامسة من أعمارهم تصل إلى نحو 90 بالمئة وبالطبع تلعب الأسرة والمدرسة والبيئة دورا كبيرا في تلك المرحلة”. وأوضحت الرندي ان الأسرة تعد المحيي الأول لنبتة الإبداع في الطفل “فكلما روتها الأسرة بمساحة من الحرية والحوار القائم على النقاش الهادئ والهادف زرعت الثقة في نفوس الأطفال ودفعتهم إلى الاكتشاف والإقدام على إنجاز ما يثبت شخصيتهم”. واعتبرت الكاتبة الكويتية المتخصصة في تأليف قصص الاطفال أن مرحلة الطفولة المبكرة من سن الثالثة الى ست سنوات (مرحلة رياض الأطفال) من المراحل المهمة التي يكتسب فيها الطفل كثيرا من أنماط السلوك والتفكير فتؤثر خبرات الأطفال في تفكيرهم وبخاصة التفكير الإبداعي مبينة “انها مرحلة خصبة لاكتشاف المبدعين”.
وعن الأطفال في منطقة الخليج قالت ان الاطفال فيها لا يعيشون تطورا بسيطا بل بين أيديهم كافة أنواع التكنولوجيا الحديثة “وهذا ما يضعنا أمام مواجهة صعبة عنوانها كيف يفكر الطفل في المستقبل وكيف يبدع وهو يتلقى كل بضعة أشهر جيلا جديدا من الابتكارات أو الأدوات التي بين يديه”.
وذكرت أن قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حرصوا على تطوير المناهج التربوية ضمن استراتيجيتهم العامة للتنمية الشاملة حيث أصدر المؤتمر العام للمجلس الأعلى في دورته العشرين التي تم عقدها بالرياض في شهر نوفمبر 1999 قرارا ينص على “جعل مرحلة رياض الأطفال جزءا لا يتجزأ من السلم التعليمي”.
وتطرقت الرندي الى التجربة الخليجية في مجال تربية رياض الأطفال قائلة ان اهم تطور اتخذته هو عن طريق التوصل إلى اتفاقية مع (أكاديمية فان) الفنلندية وهي شركة متخصصة للتعليم المستلهم من الأنشطة المرحة وتنص هذه الاتفاقية التي تم توقيعها في الخامس من أكتوبر الماضي على تطبيق المنهج التعليمي الفنلندي القائم على الأساليب المرحة في رياض الأطفال.
وأوضحت الرندي ان هذا المنهج قائم على المشاركة والإبداع والتفكير المحفز على الابتكار على أن يبدأ تنفيذ الاتفاقية اعتبارا من شهر سبتمبر من العام المقبل 2017 وانطلاقا من الامارات العربية المتحدة.
وتحدثت خلال الندوة عن التجربة التعليمية في الكويت مؤكدة انها من التجارب المتميزة والغنية بالأنشطة الإبداعية للطفل من خلال استخدام وسائل الإيضاح والفعاليات خارج الفصل الدراسي والتي تصقل الطفل بالخبرات التربوية المتنوعة والثرية.
يذكر ان ملتقى الإمارات للابداع الخليجي بدأ 22 نوفمبر الجاري ويستمر مدة ثلاثة ايام وهو فعالية أدبية تقام كل عام حيث يجتمع الأدباء والكتاب العرب وتتضمن ورش تدريب في الشعر والقصة القصيرة والكتابة الإعلامية والرسم كما يضم الملتقى معرضا للكتب الموجهة للأطفال واليافعين يحتوي على قرابة 2000 عنوان. (كونا)