كتاب أكاديميا

أ.د. بهيجة بهبهاني تكتب: إلا ميزانية التعليم زيدوها!

يعتبر التعليم حجر الاساس في صرح الدولة، ومصدراً أساسياً لاقتصادها، ومطلباً رئيسياً لاستمراريتها في ركب الدول المتقدمة. والتعليم في هذا العصر مكلف بسبب الاكتشافات التقنية الحديثة، التي يتطلب شراؤها ميزانية ضخمة، مثل توفير اجهزة الحاسوب للتلاميذ في جميع المراحل الدراسية وللطلبة في المرحلة الجامعية، بالاضافة الى تجهيز المختبرات العلمية بأحدث التقنيات العلمية. كما انه يلزم استحداث برامج دراسية ودورات تدريبية للناشئة والشباب لإكسابهم مهارة استخدام تلك التقنيات الجديدة وصيانة تلك الاجهزة الحديثة، حتى يتعلموا تحمل المسؤولية ويكتسبوا مهارات العمل الجاد. لقد تم أخيراً تقليص ميزانية المهمات العلمية والدورات التدريبية لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات العالمية بتبرير الترشيد الاقتصادي، علماً بأن الهيئة التدريسية بأمس الحاجة الى هذه المشاركات العلمية لاكتساب الجديد في العلوم والتقنيات الحديثة في مجال تخصصاتهم. ان اقتصاد الدولة يعتمد على مدى كفاءة مخرجات التعليم وجودة انتاجيتها ليكون بذلك منافساً لدول العالم المتقدم.

لقد اثبتت الدراسات العلمية وجود علاقة وثيقة بين مستوى التعليم واقتصاد الدولة، حيث لوحظ ان المجتمعات ذات مستوى التعليم العالي تكون أكثر إنتاجية.. وبالتالي اكثر دخلاً. وذلك يعود إلى قدرة العاملين فيها – من خريجي الجامعات – على اداء الاختصاصات المنوطة بهم بجدارة. لذلك فإن مثل هذه المجتمعات تقوم بتوفير عدد كبير من الجامعات –بخاصة الحكومية- محاولة منها لتحسين الانجاز الاقتصادي لها.

ان اعتماد دولة الكويت –حاليا- في اقتصادها على مصدر دخل واحد، وهو النفط وتصديره، يعتبر وضعاً خطيراً يجب ان تتم دراسته وايجاد البدائل له، من خلال انشاء صناعات حديثة تعتمد على النفط ومنتجاته، بالاضافة الى صناعات اخرى تعتمد على الثروة البحرية (الاسماك والقشريات وغيرها) والصناعات الغذائية، خصوصاً ان الدولة منحت المزارع لأعداد كبيرة من المواطنين بأسعار رمزية لاستغلالها. ان تقدير الدولة للأساتذة في الكليات الجامعية والتطبيقية وعدم المساس بمكتسباتهم بقصد الترشيد، لهو دعم لاقتصاد الدولة وتأكيد على الارتقاء بمؤسساتها، فجميع العاملين بالدولة هم من خريجي الجامعات –سواء الحكومية او الخاصة- ولديهم القدرة على العمل الجاد لضمان الجودة بالإنتاجية ودعم الاقتصاد الوطني.. وكلما كانت ميزانية التعليم كافية كان الانتاج مميزاً.

.. ومنا الى من سيأتي وزيراً او نائباً.
أ.د. بهيجة بهبهاني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock