هل استحم سامي أم لا؟.. سؤال مدرسي يحيّر الآباء والتلاميذ ويفجر موجة سخرية في تونس
“هل استحم سامي؟”.. سؤال بسيط لتمرين في كتاب الرياضيات موجّه لتلاميذ السنة الأولى من التعليم الابتدائي في تونس أثار موجة سخرية شديدة عبر مواقع الشبكات الاجتماعية، وانتقل حديث التلاميذ والمربّين والأولياء من الهزل إلى انتقاد جاد لمنظومة الإصلاح التربوي والمناهج الدراسية في تونس بعد الثورة.
ويُظهر التمرين المدرسي الذي خلّف كل هذا الجدل طفلاً صغيراً يدعى سامي داخل حوض الحمام وقد وضع رجلاً في المسبح وأخرى خارجه ليطرح السؤال على التلاميذ كالتالي: “اشطب الخطأ: استحم سامي نعم أم لا”.
انتقادات
السيدة سماح مهذبي، أم لطفل يدرس في الصف الأول الابتدائي، وجدت نفسها تقاسم ابنها ذات الحيرة وهي تحلّ معه هذا التمرين، وقد شاركت باقي التونسيين حيرتها عبر الشبكات الاجتماعية كما تقول لـ”هافينغتون بوست عربي”. وتضيف مبتسمة: “صراحة عجزت عن الإجابة الصحيحة هل استحم سامي أم لا، ولم أجد تفسيراً منطقياً لكيفية طرح هذا السؤال لتلاميذ لم يتجاوزوا سن السادسة”.
وترى هذه الأم أنه “حتى لو كان القصد من هذا التمرين هو تحفيز التلميذ على التفكير في الفضاء والتمييز بين الداخل والخارج فإن الصورة لم تكن موفقة وطرح السؤال كذلك”، حسب قولها.
الجدل ذاته تقاسمه معها مجموعة من الجامعيين والمربين وحتى رجال الدين في تونس.
ومن جانبه اعتبر كاتب عام نقابة التعليم الأساسي، المستوري القمودي، أن مسألة الإصلاح التربوي لمناهج التعليم الابتدائي والأساسي شكلت ولا تزال نقطة خلافٍ بين النقابة ووزارة التربية بعد تجاهل الوزارة إشراك النقابة ولجان الإصلاح التربوي في وضع مناهج الكتب الجديدة لتلاميذ السنة الأولى والثانية الابتدائي على حد السواء. وحمّل كاتب عام نقابة التعليم الأساسي مسؤولية مثل هذه الأخطاء وتبعاتها على مستقبل التلاميذ في تونس للوزارة.
حسم الجدل
وفي ردّه على الانتقادات التي طالت وزارة التربية ومناهجها الدراسية انطلاقاً من حيرة خلّفها تمرين مدرسي، قال مدير عام المرحلة الابتدائية بوزارة التربية، كمال الحجام، لـ”هافينغتون بوست عربي”: “إن الصورة التي تداولها رواد الشبكات الاجتماعية الخاصة بتمرين في كتاب الرياضيات للسنة الأولى تعليم ابتدائي لطفل في الحمام هي وضعية ينطلق منها المدرس تتعلق بمحور تنظيم الفضاء حتى يتعلم التلميذ الفرق بين الداخل والخارج”.
واعتبر الحجام أن صورة الطفل التي حيرت بعض التونسيين هي “وضعية إشكالية مقصودة تجعل التلاميذ يبدون آراء مختلفة حول فهمهم لمشهد أو لوضعية ما”، مضيفاً أن “هذا المشهد تم اختياره بشكل مقصود لتحفيز التلاميذ على تدقيق النظر لفهم ماذا يفعل الطفل تحديداً، هل هو خارج أم داخل الحوض؟ وهل استحم فعلياً أم لم يستحم؟ وهذا الإشكال الذي سيخلق بين التلاميذ داخل القسم هو ما يبحث عنه المربي لإثراء النقاش مع تلاميذه وما نبحث عنه نحن كرجال تربية”.
وحسم مدير عام المرحلة الابتدائية الجدل الذي أثير حول وضعية الطفل بالقول: “بعد التدقيق في شعر الطفل وملابسه التي لم تبلل سيتضح للتلميذ أن الطفل فعلياً لم يستحم، وهكذا ننطلق من وضعية عامة إلى البحث عن القرائن والتفاصيل الدقيقة، وهو أمر مطلوب ليتعلمه الطفل في مثل هذه السن”.