قسم السلايدشو

(النتيجة الكويتية)…من أقدم كتب التقويم الفلكي وأندرها

طافت سفن الكويت قديما بين البلاد حتى بلغت سواحل أفريقيا والهند وهي تشق مياه بحر العرب والخليج العربي بقيادة ربابنة مهرة سبروا أغوار البحار متسلحين بأحدث وسائل ذلك الزمان من آلات ومعدات في مجالات علوم البحر والفلك.
وشهد تاريخ الغوص والسفر (فترة ما قبل النفط) نبوغ الكثير من هؤلاء الربابنة (النواخذة) الذين ذاع صيتهم في منطقة الخليج من أمثال النوخذة محمد بن عيسى العصفور والنوخذة حسين عبدالرحمن العسعوسي اللذين أصدرا عام 1933 أول كتاب في التقويم الفلكي تحت عنوان (النتيجة الكويتية) مستكملين جهود النوخذة عيسى القطامي مؤلف كتاب (دليل المحتار في علم البحار – عام 1915).

ويعد كتاب (النتيجة الكويتية) الذي ألفه كل من النوخذة العصفور والنوخذة العسعوسي رحمهما الله وتمت طباعته على نفقة عبدالله الحمد الصقر وعبدالله الزيد الخالد من أول وأندر كتب التصنيفات الفلكية الكويتية.

وفي هذا الصدد قال الباحث في التراث البحري الكويتي نواف العصفور في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان هناك اعتقادا شائعا بين الناس بأن الدكتور صالح العجيري هو أول من وضع التقويم الفلكي في البلاد بينما أكد العجيري بنفسه انه الثاني أو الثالث في هذا المجال اذ سبقه الكثير من نواخذة البحر المتمرسين في أمور البحر وأحواله والعارفين بوقت هبوب الرياح والتضاريس البحرية ووقت هطول الأمطار والمد والجزر.

وأوضح الباحث العصفور “عند لقائي بالعم الدكتور صالح العجيري بين لي ان نواخذة البحر القدماء كانت لهم محاولات جادة وأصدروا رزنامات علمية من بينها (النتيجة الكويتية) الذي صدر سنة 1933”.

واضاف نقلا عن الدكتور العجيري ان هذا الاصدار طبع في البصرة حيث اشتمل على متطلبات نواخذة ذلك الزمان بالتقويم الميلادي الذي يعتمد عليه البحارة لان التقويم الهجري يتغير من وقت لآخر.

وأوضح العصفور أن كتاب (النتيجة الكويتية) يحوي 41 صفحة وطبع في المطبعة الوطنية “بالعشار في مدينة البصرة” على نفقة عبدالله الحمد الصقر وعبدالله الزيد الخالد حيث وضع مؤلفاه العصفور والعسعوسي شرحا مفصلا لطريقة استخدام الجداول في الصفحات (من 3 الى 7) وتبدأ هذه النتيجة بشهر المحرم سنة (1350 هجرية) الموافق لشهر مايو عام 1931 ميلادية وتنتهي في شهر ذي الحجة سنة (1414 هجرية) الموافق لشهر مايو عام 1994 ميلادية أي انها تغطي نحو 60 عاما.

وذكر ان المؤلفين وضعا جدولا آخر لمعرفة أوقات الصلاة طوال السنة وفي هوامشه فوائد حول البروج والمطالع في الصفحات (من 7 الى 26) بينما احتل جدول معرفة دخول البرج في أي يوم من أيام الاسبوع وكم يعادل في الشهر القمري الصفحات (من 27 الى 34).

واضاف الباحث العصفور ان الكتاب اختتم بفوائد فلكية متنوعة منها أبيات في معرفة السنة الكبيسة منتقاة من منظومة نادرة للعلامة الجليل محمد بن عبدالله بن محمد فيروز الحنبلي الذي توفي في البصرة عام 1216 هجرية وهو أحد علماء الحنابلة في القرن ال 12 الهجري عنوانها (عجالة المستعجل).

وطبع كتاب (النتيجة الكويتية) مرة أخرى عام 1986 بمطبعة حكومة الكويت اذ تم صف الكتاب بحرف جديد واضيفت في بداية الكتاب صور شخصية للمؤلفين وشهاداتهما الملاحية الصادرة من قبطان البارجة البريطانية (شورهام).

وعن مؤلفي الكتاب فقد كان النوخذة محمد بن عيسى العصفور (1908 – 1962) من أمهر نواخذة السفر في الكويت حيث ركب البحر وعمره 15 عاما وتعلم مبادئ السفر واستخدم (آلة الكمال) لتحديد موقع السفينة في عرض البحر وقراءة الخرائط البحرية.

أما النوخذة حسين بن عبدالرحمن العسعوسي (غير معروف – 1986) فهو أيضا من أهم نواخذة السفر الكويتيين حيث ركب البحر وعمره 13 عاما وترك هذا العمل عام 1949 لانقطاع الطلب على السفن الشراعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock