جامعة مجانية.. خطة كلينتون لاستمالة الشباب إلى صفها
لم يتسم اللقاء بين هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز بحرارة مميزة، الأربعاء 28 سبتمبر/أيلول 2016، خلال اجتماعهما الثاني منذ نهاية الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، لكن الأمور كانت أفضل من السابق، كونهما يواجهان هدفاً ملحاً يتمثل بالتغلب على دونالد ترامب في 8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وخاطب سيناتور فيرمونت المستقل الذي صفق له طويلاً 1200 شخص في حرم جامعة نيو هامشر في دورهام، هيلاري كلينتون قائلاً: “أطلب منك أن يكون تفكيرك واسع الآفاق”.
وقد أيد الشبان الديمقراطيون السيناتور البالغ 75 من العمر، بحصوله على 80% من أصواتهم في بعض الولايات.
البحث عن أصوات الشباب
لذا يستعين به فريق كلينتون لرفع شعبية التي تغلبت عليه في أوساط هؤلاء الشبان من الميول اليسارية، لكن المهمة دونها صعوبات.
ففيما صوّت ثلثا الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً لصالح باراك أوباما عام 2008، بالكاد تبلغ كلينتون النصف في استطلاعات الرأي المتعلقة بالانتخابات الرئاسية.
وبين الذين خيب ساندرز آمالهم، وأولئك الذين يحاول المرشح غاري جونسون استمالتهم، يقلق عدد الذين ما زالوا مترددين، أركان حملة كلينتون.
وقالت كلينتون: “أنا فخورة لأننا تواجهنا، أنا وبيرني في حملة الانتخابات التمهيدية، حول مسائل أساسية بدلاً من تبادل الشتائم”.
لكن هذه العبارة لم تحمل السيناتور الذي كان جالساً الى جانبها على التصفيق. وأضافت: “كنت أنا وبيرني نتوق للعمل سوية”.
وقد أيد السيناتور مشروع كلينتون جعل الجامعة الرسمية مجانية للطلاب الذين ينحدر 80% منهم من عائلات غير ميسورة. وتعد هذه الخطة نسخة ملخصة للمجانية غير المشروطة التي كان ساندرز أول من اقترحها.
وأجاب ساندرز: “أؤكد لك أني سأعمل مع الرئيسة كلينتون من أجل إقرار هذا القانون بأسرع وقت ممكن”. وقد حصل هذا الوعد على موجة من التصفيق.
امتناع الشبان
والحصول على تأييد الشبان يمر عبر الموضوع الذي لا مفر منه والمتمثل بكلفة الدراسة العليا الذي تمحور حوله لقاء الأربعاء. ففي جامعة نيو هامشر تصل الكلفة حتى 28 ألف دولار في السنة.
وعلى غرار 80% من الشبان في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، صوتت كل من آبي جنسون وسيليست سوزا (20 عاماً) لصالح ساندرز الذي وصلتا للاستماع اليه الأربعاء، لكن القاعة كان قد غصّت بالحضور.
وقالت سيليست: “لقد أسر قلوبنا”. أما بالنسبة لكلينتون فأوضحت أن لدى كثيراً من زملائها “فكرة مسبقة عنها”.
وأكد الطالب في الدراسات العليا تيريل جاكسون (30 عاماً) خلال لقاء آخر لكلينتون في إحدى جامعات كارولاينا الشمالية أن “حملة الانتخابات التمهيدية ضد بيرني ساندرز نجمت عنها أضرار كثيرة”. وأضاف أن “إعادة بناء الجسور ستحتاج الى كثير من الوقت”.
استنفار في حملة كلينتون
وعام 2012، شارك نحو 20 مليون أميركي تقل أعمارهم عن 30 عاماً في الانتخابات، أي 54% منهم فقط، كما أفادت دراسة إحصائية. وبالمقارنة، شارك 72% من الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، أي نحو 30 مليون شخص، يشكل المحافظون غالبيتهم.
لذلك تستنفر الآلة الديمقراطية كامل أدواتها لحمل الشبان على التصويت لهيلاري في نوفمبر المقبل.
وعلى الصعيد اليساري، تبدو جيل شتاين مرشحة حزب البيئة خطراً يمكن احتواؤه، لأنها حصلت على 2% من نوايا التصويت في استطلاعات الرأي.
لكن غاري جونسون الذي أيد اليسار حول قضايا المجتمع (مثل الزواج والمخدرات) واليمين حول الاقتصاد، تمكن بفضل الشبان من الارتفاع الى نسبة يبلغ متوسطها 7% في نوايا التصويت.
وأفاد استطلاع أجرته شبكة “إن بي سي” بأنه حصل على 16% من أصوات الذين تقل أعمارهم عن 30% في مقابل 49% لكلينتون و26% لدونالد ترامب.
وتداركاً لهذا التهديد خصوصاً يعول فريق كلينتون على بيرني.
وقالت جنيفر بالميري مديرة الاتصال في فريق كلينتون: “بصفته رجل سياسة معروف منذ فترة طويلة جداً، يتسم صوته بالاقناع الشديد”.
ولم يعقد حتى اليوم سوى اجتماعين عامين مشتركين مع كلينتون. وليس من المقرر عقد اجتماع آخر حتى اليوم، لكن بالميري توضح “نقوم بتثبيت المواعيد”.
المصدر: هافنغتون بوست