أخبار منوعة

شريك حياتك ليس طبيبك النفسي.. ما حدود ما يمكن للأزواج مشاركته؟

هناك خيط رفيع بين مشاركة المشاكل وبين إثقال كاهل الطرف الآخر بمشاكلنا 

 

•عند المرور بأزمة يمكن للزوجين أن يقفا إلى جانب بعضهما بعضاً وأن يخففا عن بعض لكن ذلك لا يعني أن يتحول أحدهما إلى معالج نفسي 

يتبادل الأزواج الأفكار والمشاعر التي يمرون بها، وذكريات الطفولة والصدمات، والأسرار التي لا يعلمها أحد من قبل، وبالطبع المشاركة هي جزء أساسي من العلاقات، إلا أن خروجها عن حدودها حتى تصبح عبئاً وتجعل طرفاً يعتمد كلياً على الآخر قد يؤثر سلباً على العلاقة الزوجية.

واتخاذ أحد الزوجين الآخر بديلا عن المعالج يمكن أن يؤدي في النهاية إلى إلحاق الضرر بك، كما أن له تأثيراً سلبياً كبيراً على العلاقة، لذا يجب التفريق بين الدعم المنتظر من الزوج والدعم المطلوب الحصول عليه من مختص نفسي.

ليس حديثاً عابراً

لا تعد مشاركة الوقائع والأحداث والأسرار بين الزوجين مجرد حديث عابر أو تنفيس عن المشاعر، بل لها أهمية كبيرة في تقوية العلاقة الزوجية، وكلما عرف الزوجان مزيداً عن بعضهما بعضاً، عرفا كيف يتبادلان الحب والتقدير.

ويوضح ذلك مستشار الصحة النفسية هوي تينغ كوك، لموقع “فيري ويل مايند” (Very Well Mind)، قائلا “يتشارك الأزواج المعلومات عن حياتهم للتعرف على بعضهما بعضا وتقوية التواصل بينهما، والمشاركة شكل من أشكال الحميمية، إذ يشعر الشخص أنه آمن بما يكفي ليكون منفتحاً وصادقاً حول أفكاره ومشاعره”.

وكشفت دراسة نشرتها “المكتبة الوطنية للطب” (National Library of Medicine) عن أن الإفصاح عن الذات بشكل صحي يساعد على تعميق العلاقات وتقويتها، ويصل بالأشخاص إلى مراحل عالية من التقارب.

شريكك ليس كل شيء

ومع هذه الفوائد الكبيرة للمشاركة، إلا أن هناك خيطاً رفيعاً بين مشاركة المشاكل، وبين إثقال كاهل الطرف الآخر بها وانتظار الدعم والتعاطف الشديد قد يقود الآخر إلى الاستياء والاستنزاف.

وحتى مع ما يكنّه أحد الزوجين للطرف الآخر من حب، واستعداد لتقديم أفضل مساعدة، ربما لا يتمكن من ذلك أو لا يتقنه إذا كان يفتقر إلى الآليات والأساليب اللازمة للتعامل مع الأزمات.

ومن ناحية أخرى، قد يشعر الطرف الآخر بالإهمال عاطفياً لأن مشاكلك هي التي تسيطر على العلاقة طوال الوقت ولا يجد مساحة للتعبير عن نفسه.

ولهذه الأسباب، من المهم أن يكون شريك الحياة هو أحد مصادر الدعم في حياتنا، وليس المصدر الوحيد، وأن نسعى لإيجاد الدعم من أقارب آخرين ومن مختصين نفسيين عند الحاجة.

لماذا نحتاج إلى دعم المختصين؟

عندما تستمر الأزمات ولا تمر بمجرد مشاركتها مع زوجك، يجب البحث عن معالج لتلقي دعم حقيقي، وتعلم مهارات التعامل مع أفكارك ومشاعرك، وسيكون لذلك تأثير إيجابي وقد يغير من نظرتك لنفسك وللحياة.

ويوفر العلاج نفسي مساحة خاصة للفرد للتحدث عن مشاكله، فهي علاقة مهنية أحادية الجانب بطبيعتها تركز على تلقي العميل للرعاية المطلوبة، ويفسح له المعالج المجال.

هل يستخدم أحد الزوجين الآخر معالجا؟

قد تشعر بالحيرة حول طبيعة ما تشاركه مع شريك حياتك، وإذا ما كانت في الحدود المقبولة أم لا، ولتوضيح ذلك أكثر، هذه بعض العلامات تدل على أن أحد الزوجين يعتمد على الآخر ليقوم بدور المعالج:

تعتمد عليه كلياً

تصبح العلاقة الزوجية اعتمادية عندما يعطي أحد الزوجين أكثر وقته وطاقته وتركيزه للزوج الآخر، وهو ما يؤدي إلى اختلال شديد في توازن العلاقة.

وتشير الطبيبة النفسية والمعالجة المختصة في العلاقات الزوجية باتريس إن دوغلاس إلى ضرورة ألا يكون الزوج معتمدا على الآخر وألا تكون لديه توقعات عالية في الحصول على كل الدعم من شخص واحد فقط.

ولذلك إذا وجدت نفسك تعتمد بشكل كامل على زوجك للتعامل مع مشاعرك واتخاذ قراراتك الخاصة، وتسير وفق نصائحه فقط، فقد يؤدي ذلك من دون قصد إلى إرهاقه وإثقاله بالهموم.

علاقة أحادية وشريكك يتجنبك

تعتمد العلاقات الصحية على تبادل البذل والعطاء بين الطرفين، ولذلك عندما يصبح أحدهما متلقياً فقط، تندثر احتياجات ومشاعر الآخر ويشعر بعدم الأهمية وغياب التقدير.

عندما تمر بأزمة ما، سيرغب زوجك في فعل أي شيء بوسعه للتخفيف عنك، ولكن إذا بدأت في الاعتماد عليه كأنه معالج نفسي، يمكن أن يؤثر ذلك على مشاعره تجاهك، ويشعر بالعبء النفسي، وقد يبدأ بالابتعاد عنك، تجنبا للغرق في مشاكلك وتزداد الفجوة بينكما.

حاول التعبير لزوجك عن تقديرك وفخرك بمحاولاته لمساعدة نفسه 
كيف يمكنك دعم زوجك؟

إذا كنت أنت الشخص الذي يلعب دور المعالج وتود التحدث مع شريكك للحصول على معالج نفسي، تقترح الطبيبة النفسية جاكلين شيرمان خطوات بسيطة لخوض هذه المحادثة، من دون إيذاء مشاعره أو التقليل من ضعفه، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق باختيار التوقيت المناسب، وأسلوب الحوار، والنبرة المستخدمة.

وتقول إنه على أحد الزوجين أن يبدأ “بالثناء على الطرف الآخر وشجاعته في الانفتاح عليك وطلب دعمك، ثم اقترح الاستعانة بدعم إضافي من شخص مختص لديه قدرة أكبر على المساعدة”، مع الأخذ في الاعتبار أهمية إظهار تقبلك وتعاطفك مع شريكك واحترام مشاعره في هذه اللحظات.

ويمكنك أيضاً مساعدة شريكك في إيجاد مصادر أخرى للدعم، وأشارت دراسة حول المرونة العاطفية إلى أن وجود شبكة اجتماعية غنية من الأهل والأصدقاء وعدم الاعتماد على مصدر واحد فقط له فوائد عديدة، من بينها تقليل التوتر واضطرابات المزاج.

المصدر : مواقع إلكترونية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock