الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في اختبار جامعة ستانفورد للقراءة
تمثل قاعدة بيانات ستانفورد للأسئلة والأجوبة «إس كيو يو إيه دي» اختبارًا موثوقًا به يقيس قدرة الآلة على القراءة، وللمرة الأولى تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في هذا الاختبار.
اقرأني
طورت مجموعة علي بابا الصينية ذكاءًا اصطناعيًا تفوق على مشتركين بشر في اختبار للقراءة والفهم صممته جامعة ستانفورد، إذ أحرز الذكاء الاصطناعي 82.44 بينما أحرز البشر 82.304. ويتكون اختبار جامعة ستانفورد من قاعدة بيانات للأسئلة والأجوبة عددها عشرة آلاف، وهي مستقاة من خمسمئة مقال على موقع ويكيبيديا، وتحدد الإجابة على كل سؤال بنص معين من إحدى المقالات.
وتزعم شركة علي بابا أنها أول شركة تطور ذكاء اصطناعيًا يتفوق على البشر في هذا الاختبار، ووفقًا لوكالة الأنباء بلومبرج، فإن شركة مايكروسوفت طورت أيضًا ذكاءً اصطناعيًا أحرز الإنجاز ذاته، فتفوق على البشر بدرجة بلغت 82.650، غير أن مايكروسوفت أعلنت رسميًا عن نتائجها بعد فترة وجيزة من الإعلان عن نتائج شركة علي بابا.
تفوق الذكاء الاصطناعي لكلا الشركتين على البشر بفارق بسيط، ومع ذلك فإنه يعد إنجازًا بارزًا في تقنيات قراءة الآلة لأنها ما زالت تقنيات ناشئة، وقد تفتح آفاقًا واسعة في تطبيقات مختلفة كخدمة العملاء المؤتمتة. وهكذا تتطور اليوم دقة الآلات في الاستجابة على الاستفسارات، ما يلغي الحاجة لوجود البشر في تقديم تلك الخدمات، فربما نشهد قريبًا حواسيب وأنظمة ذكاء اصطناعي توكل إليها مهام من هذا النوع.
نموذج علي بابا للذكاء الاصطناعي
أعلنت شركة علي بابا في أكتوبر/تشرين الأول 2017، عن خطتها لاستثمار 15 مليار دولار في تقنيات ناشئة كالذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية وإنترنت الأشياء، ولا يمثل نموذج قراءة الآلة سوى جزءًا من مبادرة بحثية ضخمة تستثمر فيها.
أصبحت شركة علي بابا واحدة إحدى أضخم عشر شركات في العالم خلال فترة زمنية لم تتجاوز عشرين عامًا، بعد نجاحها في تجارة التجزئة عبر الانترنت. ولا ريب أن الإنترنت أدخل تغييرات هائلة إلى عالم التسوق، ولهذا ضخت الشركة أموالًا ضخمة في مشاريع بحثية لتضمن لها مواكبة التطورات المستقبلية الحاسمة في التجارة الإلكترونية.
يوفر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء المؤتمة استمرار عملها مدار الساعة، ويخدم ذلك العملاء حول العالم، وقد توظف هذه التقنية أيضًا في قطاع التسويق، فتستخدم في إضفاء مزيد من الدقة إلى الدعاية الموجهة على وسائل التواصل الاجتماعي.
غدت الصين مرتعًا لأبحاث الذكاء الاصطناعي، فضلًا على أن الموارد التي توفرها شركة علي بابا ستجعلها رائدة في هذا المجال، وأعلنت الصين في بداية الشهر الحالي عن إنشاء منطقة صناعية للذكاء الاصطناعي ليستثمر فيها 2.1 مليار دولار، وهي خطوة لتحقيق هدف الصين طويل الأجل في أن تصبح الدولة الرائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول العام 2030.
يشهد العالم تحولات غير مسبوقة بفضل الذكاء الاصطناعي، ولا ريب أن أبحاث اليوم ستحدث تغييرات جذرية في عالم الغد.
المصدر:
مرصد المستقبل