مدرسة دنماركية تفصل الأطفال بناءً على عرقهم.. حتى المولودين في الدولة
بعد عام تقريباً من بلوغ تدفق المهاجرين إلى أوروبا مستوى الذروة، يمكننا الآن لمس تداعيات هذا التدفق في آلاف الفصول الدراسية المنتشرة عبر القارة العجوز مع حلول العام الدراسي الجديد.
بينما تسلط غالبية المدارس تركيزها على استيعاب الأطفال المهاجرين، قررت مدرسة دنماركية واحدة في مدينة “آرهوس” عزلهم. أثارت هذه الفكرة انتقاد العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان والذين شككوا في مدى قانونية فصل الأطفال بناءً على عرقهم، وفق صحيفة واشنطن بوست.
وتوفر العديد من الدول مدارس منفصلة للوافدين الجدد في مسعى منها لتسريع عملية استيعابهم. ففي “فصول دولية” خاصة بألمانيا على سبيل المثال، يتلقى الأطفال المهاجرون واللاجئون تدريباً لغوياً مكثفاً في محاولة لنقلهم إلى فصول دراسية ألمانية عادية في أسرع وقت ممكن.
لكن نهج المدارس الدنماركية مختلف بعض الشيء؛ فهي لم تصمم بالأساس لجعل علمية إدماج الأطفال المهاجرين أفضل، بل لجعل الأطفال يتجنبون التواجد في فصول بها مهاجرون أكثر من ذوي العرق الدنماركي، وفقاً لصحيفة “يولاندس بوستن” التي كانت أولى وسائل الإعلام في نشر هذا الخبر.
هناك حالياً 4 فصول للأطفال المهاجرين وثلاثة فصول مختلطة، والتي تتساوى فيها النسبة بين الأطفال المهاجرين والأطفال من أصل دنماركي.
ولا تطبق هذه السياسة فقط على اللاجئين أو الأطفال المولودين بالخارج، بل تمتد إلى التلاميذ الذين نشأوا في الدنمارك بينما كان أبويهما مهاجرين من الخارج.
وتُعَد مدرسة “آرهوس” حالة منفصلة. ففي عام 2007، كانت نسبة التلاميذ المهاجرين أو الذين لديهم أبوان مهاجران حوالي 25% بالمدرسة، غير أن هذه النسبة ارتفعت إلى 80% منذ ذلك الحين.
ويقول بعض منتقدي الخطة إنها تعكس نزعة عميقة داخل المجتمع تعارض فكرة استقبال المزيد من المهاجرين.
احتلت الدنمارك عناونين الصحف العام الماضي عندما أقرت قانوناً يسمح للشرطة بمصادرة المقتنيات القيّمة من اللاجئين، كوسيلة للمساهمة في تحمُّل تكاليف استقبال الوافدين الجدد، وكثير منهم قادمون من دول دمرتها الحرب مثل سوريا والعراق.
ويقول المعارضون لهذه السياسات، إن الدنمارك تعزل نفسها بشكل مطرد، وتصور البلد بأنها غير مرحِبة باللاجئين وغيرهم. ونتيجة لهذا، تراجعت أعداد اللاجئين الوافدين إلى البلد بدرجة كبيرة.
“عندما تصنف الناس على أنهم دنماركيون من ذوي البشرة البيضاء أو الداكنة فإن هذا تمييز واضح”، يقول جيتي مولر، رئيس منظمة غير حكومية تدعى “إس أو إس ضد العنصرية” لصحيفة “يولاندس بوستن”.
ومن جهته، رفض مدير المدرسة هذه الانتقادات بقوله إن هذه الإجراءات كانت ضرورية لمنع ذوي العرق الدنماركي من مغادرة المدرسة.
المصدر: هوفنغتن بوست