كتاب أكاديميا

أ.د. بهيجة بهبهاني تكتب: التعليم العام دمَّرهم

كشفت إحصائية لوزارة التعليم العالي أن: «إجمالي عدد الطلبة المتعثّرين دراسيا من طلبة البعثات الخارجية بلغ 8181 طالباً وطالبة خلال العامين الدراسيين الماضيين، بين فصل وتجميد بعثة، وانقطاع عن الدراسة او ايقاف بعثة او انسحاب، وذلك في جامعات عربية وأوروبية وأميركية».

إن هذه الأرقام المهولة من الطلاب والطالبات الذين لم تمكنهم حصيلتهم العلمية من اجتياز الدراسة بنجاح في الجامعات الراقية في مقررات سبقت لهم دراسة اساسياتها والحقائق العلمية بها، في مراحل التعليم العام، ليدل دلالة أكيدة على ان هؤلاء الطلاب والطالبات اجتازوا الثانوية العامة بطرق ملتوية وبأساليب الخداع، وذلك اما من خلال الحصول ـــ بطريقة ما ـــ على أسئلة الاختبارات ويحفظون اجاباتها، وإما بالغش، بمعنى ان هؤلاء الطلبة تجرّعوا العلوم والمعارف قسرا من دون فهم او استيعاب لمحتواها العلمي، وانما فقط للحصول على التفوق ونيل مقعد في البعثات الخارجية للسفر الى العالم المتقدم والاستمتاع بمتع الحياة التي لم يجدها، او لم يستطع ممارستها في بلده الكويت.. وكذلك، فان الطالب اصبح اتكاليا ولا رغبة لديه في تحمل المسؤولية، فهكذا جرى إعداده من قبل اسرته التي توفر له كل متطلبات الحياة المريحة.. فأصبح الطالب لا هدف له في الحياة الا التمتع بمباهجها، وحتى انه يعتبر نجاحه في المدرسة مسؤولية اسرته.

ان المدرسين الخصوصيين أصبحوا يلقنون الطالب في البيت المعارف والعلوم، فلا يهتم بالإصغاء الى معلميه في المدرسة، وكذلك ـــ ان صح ما يتردد من أخبار ـــ يزود هؤلاء المدرسون الطلبة ـــ وبمقابل مادي ـــ اسئلة الاختبارات النهائية، ما يجعلهم يحفظون اجاباتها من دون فهم ولا استيعاب، ولهذا فعند حصولهم على بعثة دراسية الى جامعة عالمية، فإنهم لا يستوعبون علومها ولا يفهمون موادها، حيث انهم تعودوا على مساعدة الآخرين لهم في اجتياز الاختبارات، في حين انهم بالبلاد المتقدمة التي التحقوا بجامعاتها عليهم ان يبحثوا بأنفسهم في الكتب والمراجع العلمية لنيل النجاح.

لقد دمّر التعليم العام هؤلاء الطلبة، وبالتالي خسر الوطن أبناءه وامواله وجرت الاساءة الى سمعة الكويت العلمية، وكذلك فان الطلبة خريجي الثانوية العامة لم يجتازوا اختبار القدرات الاكاديمية بجامعة الكويت.

اما آن الاوان لاتخاذ قرار حاسم بهذا الشأن وإعداد المناهج الدراسية بأسلوب جديد يعتمد على الفهم باستخدام التقنيات الحديثة، ولدينا نخبة من الاساتذة الكويتيين الذين بإمكانهم انجاز هذا العمل بجودة عالية؟.. فمتى نبدأ؟
أ.د. بهيجة بهبهاني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock