طلبة تخصص اللغة الإنكليزية في «الآداب» … منفتحون ومتقبلون للآخر
- طبيعة تخصصهم تكسبهم التعرف على الثقافات الأخرى وتقبل الآراء المختلفة برحابة صدر
- عبدالرحمن حياتي: لا توجد حواجز بيننا وبين الطلبة
- فاروق المشاري: تعليم اللغة الإنكليزية في المدارس يعاني الكثير من المشاكل
- خالد الطبيخ: تخصص «الإنكليزية» يفتح المجال للعمل في مختلف المؤسسات
- عبدالله المبارك: حبي للترجمة منذ الصغر جذبني لدراستها في الجامعة
- عبدالمحسن القلاف: نريد مكاناً مناسباً للاستراحة بين المحاضرات
- موضي العتيبي: نتمنى أن تحل مشكلة تعارض أوقات المواد الدراسية والاحتكار
لطلبة قسم اللغة الإنكليزية في كلية الآداب في جامعة الكويت حضور مميز في أروقة الكلية، فهم متميزون ومختلفون عن بقية الطلبة بنمطهم الذي يمزج ما بين الثقافة الغربية والثقافة الكويتية، إذ يتجلى ذلك في طبيعة تفكيرهم المنفتح على الآخر والمتقبل له، ولباسهم البسيط البعيد عن التكلف و«الكشخة» الزائدة، ولغة حوارهم التي يغلب عليها اللغة الإنكليزية، وربما أحياناً يكسرون القاعدة ويتحدثون باللهجة الكويتية!.
هذا التميز والاختلاف أرجعه الطلبة إلى طبيعة تخصصاتهم في اللغة الإنكليزية والتي تكسبهم انفتاحا على الثقافات الأخرى، وهو الأمر الذي يمنحهم القدرة على فهم واستيعاب الآخر ومنحه المجال ليبدي وجهة نظره، بحيث يكون الجسر الرابط ما بيننا وبينه هو الإنسانية.
وقال أكثر من طالب، ان اختيارهم لتخصص اللغة الإنكليزية جاء بسبب شغفهم وحبهم لهذا التخصص، خصوصاً أن العديد منهم قد اهتم منذ صغره بتعلم اللغة الإنكليزية، وتزداد أهمية هذا التخصص لما يحظى به من قبول كبير في مختلف القطاعات والمؤسسات في سوق العمل وهو الأمر الذي سيسهل عليهم الحصول على وظيفة مناسبة مستقبلاً.
وبين الطلبة في حديثهم لـ «الراي» أن تدريس اللغة الإنكليزية في المدارس يعاني الكثير من المشاكل وهو بحاجة إلى المزيد من الاهتمام حتى يتمكن الطلبة من إتقانها وتجنب التعثر فيها خلال المرحلة الجامعية، مشددين في الوقت عينه على أهمية الاختيار المناسب للمدرسين وتأهيلهم ليكونوا قادرين على تدريس الطلبة بشكل أفضل، وكذلك النظر إلى طبيعة المناهج التدريسية المطروحة في تدريس اللغة واعتماد أسلوب يمكن الطالب من تحقيق المزيد من التقدم في مستواه في «الإنكليزية»… والى المزيد من التفاصيل:
بين الطالب عبدالرحمن حسن حياتي، أن ما يميز طلبة تخصص اللغة الإنكليزية انفتاحهم على الآخرين وعدم وجود حواجز بينهم وبين المجتمع الطلابي بمختلف انتماءاته ومشاربه واهتماماته، مبيناً أن طبيعة دراسة هذا التخصص تمنح الطلبة مثل هذه المميزات لاسيما وأن التخصص يفتح للمتعلم المجال للتعرف على الثقافات الأخرى، الأمر الذي يكسبنا أدب الحوار والأسلوب الراقي في مخاطبة الآخرين وتقبلنا اختلاف الآراء، ومثل هذه الصفات نحن أحوج إليها خصوصاً في هذه الفترة من الزمن في المسيرة الإنسانية.
وأشار حياتي، إلى أن اختياره للتخصص جاء بسبب حبه للغة الإنكليزية التي اجتهد منذ أيام دراسته في المدرسة بتطوير مستواه فيها، مبيناً أنه يجد نفسه في هذا التخصص ويطمح الى أن يكون بعد التخرج ضابط اختصاص.
ورأى حياتي، أن ضعف مستوى اللغة الإنكليزية لدى طلبة المدارس، ولاسيما طلبة الثانوية سببه طبيعة التدريس التي تقدم إليهم، وعدم وضع منهج واقعي يمكنهم من تعلم اللغة بالشكل الصحيح، فالمقرر الدراسي في المدارس يعتمد بشكل كبير على القواعد والكلمات، ويفتقد للكثير من الأشياء منها تعليم الطالب مهارات الكتابة والمحادثة والاستماع، بالإضافة إلى تعليم الطالب للحكم والأمثال الأجنبية الدارجة في المجتمعات الغربية.
من جهته، أشار فاروق المشاري، إلى أنه يحب اللغة الإنكليزية ويستمتع بمتابعة الأفلام التي تقدم بهذه اللغة، مبيناً أن الطالب المتخصص في «الإنكليزية» يحظى بفرصة مهمة في التعرف على الثقافة الغربية، وهذا بالطبع لا يعني أن يتغير الطالب الكويتي وينسلخ من هويته ويتحول إلى هوية أخرى، بل بالعكس تعلم الثقافة الأخرى يكوّن لدى المتعلم رصيداً محترماً من المعرفة والخبرات التي تعزز من شخصيته وتنمي من مهارته وليكون أكثر وعياً واهتماماً بهويته وثقافته الأم.
ولفت المشاري، إلى أن تعليم اللغة الإنكليزية في العديد من المدارس يعاني الكثير من المشاكل وأبرزها عدم الاختيار الموفق للمدرسين والذين أحياناً تجدهم لا يجيدون نطق الكلمات الإنكليزية كما ينبغي، مبيناً أن الطالب بعد التخرج في المدرسة ودخوله الجامعة يجد فرقاً كبيراً في العملية التعليمية ويستشعر ذلك لاسيما في جدية الدراسة الجامعية ومتطلباتها، وهذا بعكس ما نراه في كثير من المدارس، حيث الإهمال في تدريس اللغة الإنكليزية وعدم الاهتمام في تقديمها بصورة تمكن الطالب من تعلمها وفهمها بالشكل الصحيح.
وتابع، «حديثنا هذا لا يعني كمال التعليم الجامعي الذي نتلقاه، فهناك العديد من المشاكل خصوصاً في ما يتعلق بدراسة بعض المواد التي عفى عليها الدهر ولم يعد اليوم لها حاجة، ومثل هذه المواد يجب استبعادها حتى لا تثقل كاهل الطالب، ويجب على الجامعة أن تقدم المعرفة المفيدة والتي تتواكب مع متطلبات العصر».
بدوره، قال الطالب خالد الطبيخ، «مكثت في كلية العلوم ما يقارب 3 سنوات، وواجهت بعض الصعوبات في مادة الرياضيات وعلى إثر ذلك قررت الانتقال من الكلية، ولم أجد تخصصاً مناسباً إلا تخصص اللغة الإنكليزية، وهو تخصص بالفعل كان مناسباً لي كوني متمكنا من اللغة ومحبا لها، وقد وجدت فيها انجذاباً وشغفاً في دراسة موادها المختلفة».
وأضاف الطبيخ، «يفتح تخصص اللغة الإنكليزية المجال للطلبة في العمل في مختلف المؤسسات سواء في القطاع الخاص أو القطاع العام، وفي المدارس والبنوك والهيئات المختلفة، وهذا الشيء يمثل عامل جذب مهما لطلبة التخصص نحو الاهتمام بتخصصهم بشكل أكبر».
من جانبه، أوضح عبدالله المبارك أن حبه للترجمة خلق في نفسه انجذاباً نحو التخصص في هذا المجال المميز، مبيناً أنه ومنذ صغره كان يحب أن يكون مترجماً محترفاً قادراً على نقل المعاني من لغة إلى أخرى، وهي عملية جميلة تمنح العقل القدرة على الانفتاح المعرفي والتوسع في فهم المعاني ودلالاتها المتعددة في اللغات المختلفة.
وقال، إن «قسم اللغة الإنكليزية في الجامعة يتميز بسلاسته، وتعاون وتفاهم الأساتذة مع الطلبة وهو عامل مهم لنجاح العملية التعليمية»، لافتاً إلى أن «الطالب في هذا القسم يكتسب العديد من المهارات، منها مهارة التحدث والحوار والانفتاح على الآخر».
ودعا المبارك إلى مراعاة الطلبة غير المتخصصين في اللغة الإنكليزية والذين أحياناً يضطرون لأخذ مواد في هذا التخصص، وذلك بسبب خلفيتهم غير المتعمقة باللغة بعكس المتخصص بها، مبيناً أهمية وجود المرونة في التعامل مع الطالب حتى يتمكن من إظهار قدراته وإبداعاته.
وطالب عبدالمحسن القلاف، بضرورة وجود مكان مناسب لطلبة قسم اللغة الإنكليزية في الكلية، مبيناً أن الطلبة يعانون بشكل كبير لاسيما في الفصل الصيفي في ظل الجو الساخن من عدم وجود استراحة أو مكان كاف يتمكنون فيه من قضاء وقتهم أثناء فترة الاستراحات ما بين المحاضرات أو حتى المذاكرة فيه.
ولفت القلاف إلى أن أكثر ما جذبه لتخصص اللغة الإنكليزية هو الفعاليات التي ينظمها القسم خصوصاً فعالية يوم اللغة الإنكليزية، والذي استطاع من خلاله أن يتعرف على العديد من الأشخاص الملهمين، والتمثيل في العروض المسرحية والتي اسهمت في تطوير لغته.
وانتقد القلاف تلك النظرة السلبية التي قد يبديها البعض تجاه الطلبة العرب الذين يحرصون على الحديث في ما بينهم باللغة الإنكليزية، مبيناً أنه لا يجد أي مشكلة أو عيب في ذلك!، مشيراً الى انه «أحياناً تتأثر اللغة العربية لدى الطالب، لكن من يهتم بتطوير نفسه لن تحدث له أي مشكلة في لغته الأمة».
من جهتها، أوضحت موضي العتيبي، أن اللغة الإنكليزية وحدت الحوار في ما بين الطلبة في القسم خصوصاً أن بعض الطلبة قد لا يجيدون التعبير باللغة العربية، وهم الطلبة الذين عادة ما يأتون من المدارس الخاصة الأجنبية، ونجد أن غالبية الطلبة في القسم دائماً ما تسقط بينهم الحواجز، فالخطاب في ما بيننا خطاب عقل لعقل وفكر لفكر، يرتقي معه أدب الحوار والمناقشة وتقبل الآخر، وهو تقبل غير مشروط بالإيمان بأفكاره إن لم تعجبني تلك الأفكار، بل مشروط باحترام الطرف الآخر.
وأشارت العتيبي، إلى أن تعلم الطالب الكويتي للغة الإنكليزية ليس له تأثير سلبي على لغته العربية، بل بالعكس «فنحن عندما نتخصص في الترجمة نستفيد بشكل كبير من كلتا اللغتين العربية والإنكليزية، والترجمة توسع من مدارك الطالب في اللغة العربية وتجعله أكثر اهتماماً بها».
ولفتت العتيبي إلى أهمية أن ينظر قسم اللغة الإنكليزية لطلبة القسم لاسيما في مسألة تعارض أوقات المواد الدراسية واحتكار بعض الدكاترة لبعض المواد، مشددة على ضرورة حل هذه المشكلة حتى يتجنب الطلبة التأخر في مسيرتهم الجامعية.