الوسط الديمقراطي : زهق الباطل .. بعد ١٩ عاما

  
جاءت اللحظة التي كنا نتظرها منذ ما يقارب ١٩ عاما , وعادت الأمور إلى نصابها وطبيعتها وتجلى الحق بأسمى معانيه بحكم المحكمة الدستورية التي أعتبر قانون منع الإختلاط سيء الذكر هو قانون ينص أساسا على التعليم المشترك ولا يفرض عزل فصول الطالبات عن الطلبة ولا مبانيهم عن بعضهم البعض.
بعد ١٩ عاما كنا فيها القائمة الوحيدة التي آمنت بالتعليم المشترك ولم تلتفت لضربات القوائم الأخرى التي زادتنا صلابة وتمسكا بموقفنا المبدئي. تحقق ما نصبوا إليه. لولا وجود قائمة الوسط الديمقراطي خلال تلك السنوات لغاب صوب العقل الذي نادى بتعليم مشترك حقيقي حيث تقف الطالبة بجنب أخوها الطالب , كما يقف المواطن بجنب أخته المواطنة بكل مجالات الحياة محاولين أن يضعوا لبنة أخرى تعلي من شأن هذا البلد, بمطلب طبيعي موجود بأغلب دول العالم , وبالتأكيد بكل الجامعات المتوفقة على مستوى العالم. فوجود الوسط الديمقراطي كان ضرورةً لا ترفا ليكون هناك صوت آخر مؤمن أن الحق سيظهر وإن طال وقته , وأن الفوز الحقيقي هو التمسك بالمبادئ والمواقف بعيدا عن حسبة الأصوات الإنتخابية.
إلى الأخوان في القوائم الأخرى ( المستقلة , الإئتلافية , الإسلامية ) إذ ندعوكم في هذا البيان لتغيير مواقفكم الداعية لـ”منع الإختلاط” على حد قولكم , فلا عيب أن تغير القائمة موقفا إذا رأت عدم مناسبته للأوضاع الحالية , خصوصا مع وجود “ التنسيق المشترك” ضمن دائرة أعمالكم المتعلقة في الإنتخابات بين الطلبة والطالبات.
وإلى إدارة الجامعة, إذ نطالبكم بتطبيق التعليم المشترك إبتداء من الفصل القادم, خصوصا بعد أن فندت المحكمة الدستورية كل الأسباب الداعية لغير ذلك. لنتناسى حقبة سيئة الذكر من تبديد الأموال العامة , وتأخير تخرج الطلبة , ومخالفة كل الأعراف التعليمية العالمية , ومنطقنا الداعي ان الطلبة والطالبات , جناحين لن يطير الوطن إلا بهما معا. 

الوسط الديمقراطي

( ١٩-١٢-٢٠١٥)