د.هشام السرحان: لا قلق على مستقبل الكتب من التكنولوجيا
أكد أستاذ علوم المكتبات في جامعة الكويت د.هشام السرحان أن الكتب لن تندثر، رغم تطور التكنولوجيا الحديثة وزيادة مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ستبقى محافظة على قرائها ومكانتها ومبيعاتها في بلدان كثيرة، لا سيما أنها تعد مصدرا موثوقا للمعلومات كما أن لها متعة يعيشها كل قارئ.
وأضاف خلال حديثه لـ القبس: «في بداية ظهور الكتاب الإلكتروني قبل سنوات معدودة، ظن الكثيرون أنه سينهي مستقبل الكتاب الورقي، لكن مع الوقت تبين أنه ظل محافظا على مكانته، بل لا تزال مبيعاته في بلدان كثيرة تفوق الإلكتروني، منها الولايات المتحدة التي لم تصل مبيعات الكتب الإلكترونية في أسواقها ومعارضها ومكتباتها لربع مبيعات الكتب الورقية».
وتابع قائلا: «عندما ظهرت وسائل التواصل القديمة، كالسينما والراديو والتلفاز وغيرها في القرن الماضي، كان يظن الكثيرون أنها ستؤثر على الكتب من حيث قرائها وإصداراتها ومبيعاتها، وقد يصل الأمر لاندثارها عن طريق اكتفاء الناس بالمشاهدة والاستماع لتلك الوسائل، لكن حتى وقتنا الراهن لا تزال الكتب بمختلف أنواعها ومجالاتها تطبع وتسوق وتباع بكميات عالية في مكتبات ومعارض ومحال من قصص وروايات وخواطر وأشعار وغير ذلك».
مصدر موثوق
وأوضح أن أبرز أسباب محافظة الكتب على مكانتها رغم تزايد المواقع والمنتديات، هو اعتبارها مصدرا موثوقا للمعلومة الصحيحة، سواء كانت في مجال ديني أو تاريخي أو علمي أو غير ذلك، حيث يدون اسم كاتبها ومصادرها وغير ذلك، على عكس بعض المواقع والمنتديات التي تكون مصادرها مجهولة غالبا، ناهيك عن ذكر معلومات خاطئة أو غير دقيقة.
وأكد السرحان أن مواقع التواصل الاجتماعي سهلت على الكثيرين من المؤلفين والكتاب عملية الإعلان والتسويق عن اصداراتهم، حيث أصبح باستطاعتهم الوصول للآلاف في ثوانٍ معدودة، كما أصبح بمقدورهم إصدار كتاب إلكتروني بأقل التكاليف ونشره بكل سهولة دون الحاجة حتى لدار طباعة ونشر.
وبين أن رغم أن الكتب الإلكترونية تكون أكثر قابلية للتفاعل عبر استخدام خلفيات تفاعلية أو صور مختلفة وغير ذلك، فان الكثيرين ظلوا مرتبطين بالكتب الورقية، ولم يميلوا للتطور أو التغيير، فهم يرون أن لكل تكنولوجيا إيجابيات وسلبيات، لافتا أن لكل قارئ ميوله فهناك من يبحث عن المعلومة وآخر عن التسلية وهكذا.