محمد الياسين يكتب : دور الانعقاد الرابع وانتخابات 2017
أنعم الله على الإنسان بنعمة النسيان، ورغم هذه النعمة تترسخ في الذاكرة قضايا من غير الممكن تجاهلها او نسيانها على الأقل لمدة سنوات، خاصة اذا تعلقت هذه القضايا بأمور حياتية تتعلق بمستقبل وطن وأبنائنا وأحفادنا، وفي هذه القضايا صعب ان ينسى الإنسان.
انقضى دور الانعقاد الرابع للبرلمان وأسابيع قليلة تفصلنا عن الدور الانعقاد الخامس التكميلي، لتعيش الكويت بعدها عرسا ديموقراطيا محل فخر واعتزاز لجميع الكويتيين، الكمال لله وحده ولكن من المهم ان يؤدي عضو مجلس الأمة واجبه الوطني وما تعهد به امام أبناء دائرته ووطنه، لان يوم الحساب سيكون من خلال انتخابات نزيهة سرية يقول فيها المواطن رأيه في ممثله بالبرلمان بمطلق الحرية، مجلس الأمة في دور الانعقاد الرابع من الممكن ان يكون قد اخطأ، وهذه شيم من يعمل فلابد ان يخطأ، ونعم شاهدنا الأيام اللي طافت الخلافات الشديدة «الاكشن» في المجلس من قبل بعض النواب الذين يريدون يلفتون الانتباه وجذب الأضواء لغرض «الشو الإعلامي» والتكسب الانتخابي، ورأينا قاعة عبدالله السالم بعد أن تحولت إلى حلبة مصارعة إثر تبادل عدد من النواب رمي «العقل» و«النعل» باتجاه بعضهم البعض، لكن بشكل عام لا يمكن ان نتجاهل بعض الإنجازات التي تستحق ان ننظر إليها بتمعن وبعد نظر لانعكساتها الإيجابية على حاضر البلاد والمستقبل السياسي، وهناك اكيد نواب جهودهم واضحة بالمجلس واداؤهم كان جيدا.
بلا شك يحسب للبرلمان في دور الانعقاد الرابع قوانين مهمة ومنها تراجع مكامن الهدر المالي الى النصف وكسر الاحتكار التجاري بإقرار قانون الوكلات التجارية، وهناك قانون للأحداث بنقلة جديدة في التعامل الجنائي مع الأحداث من الجزاءات العقابية الى العلاجات الاجتماعية والتربوية، وكذلك قانون الرعاية الاجتماعية للمسنين الذي منح مزايا عديدة، ولذوي الاحتياجات الخاصة قوانين كثيرة، وقانون البلدية والحماية الفكرية وقانون الرياضة والقوانين العسكرية، واقرار جملة من القوانين الأخرى.
من خلال خبرتي البسيطة المتواضعة وحرصي مثل غيري من المواطنين على المتابعة والرصد بل والنقد، لا أبالغ حينما أقول أداء مجلس الأمة خلال دور الانعقاد الرابع نوعا ما جيد، فعلا هناك بعض الإنجازات مشهودة، فكم من الإنجاز يستحق الإشادة والتوقف أمامه باحترام، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
اما الآن فأمام المجلس دور تكميلي قادم، اعتبر هذا الدور فرصة قد لا تعوض لكي يكملوا باقي الإنجازات ومشاريع بقانون، ويثبت أعضاء المجلس أنهم يعملون بجدية واخلاص من أجل الكويت ومستقبلها وللأجيال المقبلة، وأكيد الأيام تمضي سريعا وأسرع مما نتخيل جميعا، وسيجد النائب نفسه امام ناخبيه ليقدم كشف حساب عن جميع إنجازاته في مجلس الأمة وما قدمه للمواطن، امام اي نائب فرصة اخيرة ليكون انجازه وعطاؤه مقدمة لفوزه لدورة نيابية جديدة يخدم من خلالها وطنه، وخصوصا بعد الإعلان بمشاركة أغلب المقاطعين في الانتخابات القادمة 2017، ومن المتوقع ازدياد أعداد المشاركين في العملية الانتخابية المقبلة، وفي ظل الصوت الواحد بالانتخابات وبالمشاركة الأولى لكثير من المقاطعين سيكون بوجهة نظري المشهد السياسي جديدا ليشهد مرحلة جديدة من تاريخ العمل السياسي في الكويت وباعتقادي سيكون هناك تغيير قد يصل الى 60% من تركيبة المجلس الحالية وللشباب النصيب الأكبر، نسأل الله التوفيق لمن يضع الكويت بنصب عينيه ويخاف الله في الكويت ومصلحة المواطن.
اللهم أحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.
محمد خالد الياسين
@mkmalyaseen