طلبتنا في الخارج

طلبة كندا: إغلاق المكتب الثقافي سيؤدي إلى تهاون الجامعات الكندية في قبول الطلاب

  • العجمي: أسباب وزارة التعليم لإغلاق المكتب الثقافي واهية وغير مقنعة
  • الأحمد: وجود المكتب الثقافي في كندا حفظ حقوقنا في تحصيل القبول بتخصصات الطب البشري وطب الأسنان
  • الكندري: خطوة خاطئة 100% وتدل على تخبط الوزارة وعدم معرفتها بمشاكل الطلبة
  • الحسيني: قرار غير مدروس ويحد من عزم كل مستجد ينوي الدراسة في هذه الدول المتقدمة

«تخبط.. وقرار غير مدروس يضر بمصلحة الطلبة ولا يلتفت لاحتياجاتهم ومعاناتهم ومشاكلهم»، هذا ما أجمع عليه عدد من طلبتنا الدارسين في كندا تعليقا على قرار وزارة التعليم العالي إغلاق المكتب الثقافي هناك وإيلاء متابعة شؤونهم إلى مكتب واشنطن، مؤكدين ان الإغلاق سيتسبب في مشاكل عديدة لهم أبرزها «التعثر الدراسي والتأخر في تخرجهم».
ورأى الطلبة في حديثهم مع «الأنباء» ان الإقدام على مثل هذه الخطوة يعتبر قرارا غير مدروس لأنه يتضمن حججا واهية لا تسمن ولا تغني من جوع، ولم تضع أي اعتبار لمستقبل الطلبة والطالبات الدارسين هناك، مستعرضين المشاكل التي قد تواجههم جراء هذا الإغلاق منها عدم وجود رقابة كافية من قبل مكتب واشنطن على الجامعات الكندية والتي ستعمل على عدم التقيد باتفاقيات التعليم العالي من خلال قبولها عدد قليل جدا من الطلبة الكويتيين كل سنة وهذا ما كان يحصل في السابق قبل إنشاء المكتب الثقافي، لافتين إلى أن وجود المكتب الثقافي في كندا حفظ لنا حقوقنا كطلبة في تحصيل القبول. مؤكدين ان «التحجج» بأن المكتب الثقافي بواشنطن سيقوم بما يقوم به مكتب كندا غير صحيح البتة.
وناشد الطلبة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ووزير التربية ووزيرالتعليم العالي د.بدر العيسى ضرورة التحرك لإيقاف هذا القرار الجائر الذي سيضر بمصلحة الطلاب المستمرين والمستجدين.
خطوة سلبية
البداية، كانت مع طالب الطب البشري وأمين سر الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع كندا، عبدالهادي العجمي، الذي اعتبر خطوة وزارة التعليم بإغلاق المكتب الثقافي خطوة سلبية لا تخدم مصالح طلبة الكويت في كندا لأسباب عديدة كون الكثير من طلبة كندا هم مبتعثون لدراسة الطب، والطب في أميركا الشمالية يكون على مرحلتين، مرحلة ما قبل الطب والمرحلة الطبية، ولأجل ضمان قبول الطلبة في كلية الطب هنالك حاجة لجهة ضاغطة مثل المكتب الثقافي للحرص على أن تطبق الجامعات العقود والاتفاقيات، وتقبل الطلبة المستوفين للشروط.
وأضاف العجمي ان الأسباب التي قامت عليها رغبة وزارة التعليم في إغلاق المكتب الثقافي واهية وغير مقنعة، مشيرا إلى أن السبب الذي أدلى به مسؤولو الوزارة ان «كندا تبعد ساعتين عن واشنطن، شنو المشكلة؟!» نحن نقول الظروف السياسية والأكاديمية والبيئة الدراسية الجامعية تختلف من بلد لآخر.
حجج غير مقنعة
وتابع قائلا: «إن الحاجة الملحة لوجود مكتب ثقافي في كندا ضاغط ومحاولة التحجج بإغلاق المكتب لقلة عدد الطلبة الكويتيين في كندا غير مقنع، لأن الإشكال ليس بكثرة العدد ولكن بنوعية الابتعاث، لافتا إلى أن وجود المكتب الثقافي يضمن قبول طلبة كثيرين في كليات متفرقة، وقرار إغلاق المكتب لن يخدم زيادة عدد الطلبة في كندا بل بالعكس سيخيف الطلبة حيث ان مستقبلهم سيصبح غير مضمون لزيادة احتمالية عدم قبولهم في كلية الطب رغم استيفائهم للشروط.
وحول متابعة الطلبة الدارسين في كندا من قبل مستشارين تابعين للسفارة الكويتية في أوتوا أو تابعين للمكتب الثقافي الكويتي في واشنطن قال العجمي إن الملحق الثقافي الكويتي في كندا ابرم العديد من الاتفاقيات والعقود مع جامعات عديدة، وإنهاء وجود هذا الملحق يضر بمصلحة الطلبة مع تلك الجامعات، لافتا إلى أن مكتبنا الثقافي بأميركا مع تقديرنا لجهوده إلا أن الضغط وكثرة عدد الطلبة أدى لوجود تقصير وشكاوى من العديد منهم، فقرار الوزارة بإضافة طلبة كندا يزيد من المشاكل ويزيد الأعباء على هذا المكتب.
وناشد العجمي القيادة السياسية الحكيمة وسمو رئيس مجلس الوزراء ووزير التربية أن يعيدوا التفكير في هذا القرار الذي يضر بمصلحة الطلاب في كندا وأن يراعوا حساسية ابتعاثهم والعقود المبرمة مع الكليات.
قرار غير مدروس
من جانبه، قال الطالب في كندا، أحمد الأحمد، إن قرار إغلاق مكتبنا الثقافي في كندا أقل ما يقال عنه انه «غير مدروس»، فوجود المكتب الثقافي مهم جدا لنا كطلبة، فهو المرجع لأي طالب في حال حدوث مشكلة سواء فيما يخص الدراسة والتواصل مع الجامعات أو حتى فيما يخص التأمين الصحي.
وأضاف الأحمد انه قبل إنشاء المكتب الثقافي عام 2012 كنا نتبع مكتبنا الثقافي في واشنطن الذي لم يكن مؤهلا للتعامل مع نظام كندا المختلف تماما عن أميركا، وكنا عند التواصل معهم بخصوص مستحقاتنا من التأمين الصحي كانوا يتهربون من المساعدة بحجة أن قوانين كندا مختلفة وقد مررنا بهذه التجربة وغير مستعدين لخوضها مرة أخرى.
وأشار إلى ان الجامعات الكندية كانت لا تتقيد باتفاقيات التعليم العالي لعدم وجود رقابة كافية من مكتب واشنطن وكانوا يقبلون أعدادا قليلة جدا من الطلبة الكويتيين في كل سنة قبل إنشاء المكتب الثقافي، لافتا إلى ان وجود المكتب الثقافي في كندا حفظ لنا حقوقنا كطلبة في تحصيل القبول في تخصصات الطب البشري وطب الأسنان.
خطوة خاطئة 100%
أما طالب طب الأسنان في كندا، محمود الكندري، فاعتبر الأقدام على إغلاق المكتب الثقافي في كندا خطوة خاطئة 100%، وتدل على تخبط وزارة التعليم العالي وعدم معرفتها بمشاكل الطلبة وحياتهم الدراسية واحتياجاتهم، مشيرا إلى أن أسباب الوزارة إغلاق المكتب غير معقولة، فتارة يعولون على أن السبب الرئيسي لإغلاق المكتب يأتي ضمن خطة ترشيد النفقات، وبعد احتجاج الطلبة يتحججون بأن عدد الطلبة في كندا غير كاف ولا يصل إلى 120 طالبا، فهذا الكلام خاطئ ومرفوض جملة وتفصيلا، حيث يصل عدد الطلبة الكويتيين مع الأطباء قرابة 400 طالب وطالبة.
ولفت الكندري إلى انه إذا ما تم الإغلاق سيعودون إلى التعاقد مع مكتب CBIE الكندي ويدفعون له رسوما سنوية عالية جدا لكي يقوم بمتابعة الطالب، مشيرا إلى انه منذ عام 2004 حتى 2012 كان مكتب أميركا يتابع الطلبة في كندا حيث كانوا في حال يرثى لها لأن الجامعات الكندية لا تحترم الاتفاقيات مع التعليم العالي.
ضغط المكتب الثقافي
وتابع قائلا: في كل سنة كان يتقدم 7 طلاب للدراسة في كندا وبعد دراسة 4 سنوات يتقدم الطالب للمقابلة في كل من كليات طب الأسنان والطب البشري ولا يقبل إلا طالب واحد فقط أو لا يتم قبول أي طالب، لافتا إلى أن هذه الحالة كانت مستمرة إلى أن تم تأسيس المكتب في كندا وأصبحت الجامعات تحترم الاتفاقيات بعد ضغط المكتب الثقافي وأصبحوا في كل سنة يقبلون كل الطلاب المتقدمين للكليات.
وأضاف الكندري ان رئيس المكتب الثقافي في أميركا قام بزيارتنا عام 2011 وكان لا يعلم أي شيء عن طلبة كندا ولا عن همومهم، حيث كان الراتب لا يكفي احتياجات الطالب، مشيرا إلى أن التجارب السابقة تدل على سوء تعامل المكتب الأميركي مع طلبة كندا كالتأمين الصحي ومشاكل التأشيرة والحوالات البنكية.
مشاكل عديدة في الإغلاق
أما الطالب سعود الحسيني فقال إن خطوة إغلاق المكتب الثقافي غير ناجحة وغير مدروسة من جميع جوانبها، مشيرا إلى أن ما يدل على ذلك تحجج الوزارة بأن السبب الوحيد فقط وراء ذلك هو الإنفاق المالي. وأضاف الحسيني انه في ظل تردد الوزارة وحيرتها في إغلاق ذلك المكتب فإن الطالب معرض بشكل كبير إلى مشاكل عديدة من الناحية الأكاديمية، حيث سيمكث 3 أو 4 سنوات في مرحلة البكلوريوس وبسبب عدم وجود ملحق ثقافي مختص يقوم برعايته وإدارة شؤونه فلا يتم قبوله في كليات الطب هناك. وأشار إلى ان المكتب الثقافي بالولايات المتحدة الأميركية يتحمل مسؤولية أعداد كبيرة من الطلاب وبالتالي فإن الأمر أشبه بالمستحيل لرعايته أعدادا إضافية في كندا بالشكل المطلوب.
البصيري: لن نتخلى عن حقنا بوجود ملحق ثقافي

قال رئيس اتحاد طلبة كندا، خالد البصيري، إن الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع كندا اجتمع مع مسؤول في وزارة التعليم العالي حيث أكد ان الوزارة ما زالت مصممة على إغلاق الملحق الثقافي وجعل مكتب واشنطن مسؤولا عن الطلبة الكويتيين في كندا، والسبب يرجع إلى تخفيض مصروفات التعليم العالي، مشددا في المقابل على تمسك الاتحاد بوجود الملحق الثقافي، مشيرا إلى أنه حق لن يتخلوا عنه، ومن حقنا كمواطنين أن نتمسك بهذا الحق.

وتساءل البصيري: هل وجود الملحق الثقافي هو السبب الرئيسي وراء عجز ميزانية التعليم العالي إن وجد أصلا؟!، مشيرا إلى أن المريب أيضا هو تكتم المسؤولين على الموضوع لحين صدوره بعد العيد وكأن الوزارة تريد أن تعايد على أبنائها الطلبة الدارسين في كندا بهذا الخبر السيئ.
وأشار إلى ان الوزارة غير متعاونة بخصوص هذا الموضوع وأنها مصممة على اتخاذ القرار بمعزل عن الطلبة، موضحا ان كندا دولة قائمة بذاتها وليست منطقة ليتم ضمها إلى مكتب واشنطن، حيث ان لديها قوانينها ولوائحها المختلفة.
وقال: انه في السنة الماضية احتفل الوزير بافتتاح الملحق الثقافي واستبشرنا خيرا، حيث دعا لإيفاد طلبة إلى كندا لما رآه من مستوى علمي مميز، وبالفعل تم إبرام العديد من الاتفاقيات في المجالات الطبية المختلفة، لافتا إلى أن هذه الاتفاقيات تحتاج إلى متابعة.
وشدد البصيري على ان إصرارنا على وجود المكتب الثقافي ينبع من حرصنا كمواطنين كويتيين وإيماننا بأن كوادر ومخرجات الجامعات الكندية ستساهم في تطور المجال الطبي في الكويت، وأن هذا القرار ما هو إلا هدم لما تم بناؤه خلال السنوات الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock