كتاب أكاديميا

ثرثرة التعليم ومركبنا «سماري»كتب : د. محمد عبدالله العبدالجادر  


اختار د. سعد الهاشل، وهو وزير سابق وعميد جامعي سابق لكلية التربية، عنوان مقال مهم حول التعليم، مقاربا لعنوان رواية وفيلم مهم كتبه المبدع المرحوم نجيب محفوظ «ثرثرة فوق النيل» لتتحدث عن حقبة ما بعد النكسة، ضاعت فيها المعايير وتنتهي بأن يقطع الحارس حبال المركبة الثابتة، التي كانت تشهد حوارات صاخبة ولقاءات اختلط بها الحق والباطل، وتنتهي لتذهب في النيل وإلى مصير مجهول، والمقاربة الذي يشير د.سعد فيها إلى مشكلة كبرى يعيشها التعليم في بلادنا هي وجود أكثر من جهة تخرج المدرسين ومنها الجامعة والتعليم التطبيقي، وفي الحوار يشير إلى الجامعة المفتوحة كروافد تخرج المعلمين، وفي النهاية تصب في كادر وزارة التربية التي تعنى بالتربية والتعليم، وهي البيئة الحاضنة لمخرجات كليات التربية، ويشير أيضا التخوف من مستوى المعلمين في ظل تفاوت المؤسسات وبرامجها الجامعية، ويأتي رد من السيدة مديرة الجامعة المفتوحة وزيرة التربية السابقة د.موضي الحمود مقتضباً في دفاع عن برامج الجامعة التي تترأسها ومخرجاتها لينتهي هذا النقاش!

وتبقى أهم مؤسسة وهي وزارة التربية التي يبدو أنها غير معنية بهذا الحوار واعتباره حوار «طرشان» وليس حواراً مهماً عاماً بين متخصصين ويفضل الحارس عليها الصمت والغرق لباخرة التعليم وبدلا من فتح حوارات جادة قد تؤدي إلى مؤتمرات لانتشال التعليم ومخرجاته من المشاكل التي تواجهه والتحديات التي جعلت تصنيفه في مصاف الدول الفقيرة النامية، وظهور مشاكل التزوير والشهادات المضروبة، واختلال ميزان التخصصات الأدبية على العلمية وعدم وجود برامج جادة لمواجهة التطورات التقنية وغياب الرؤية المستقبلية لسوق العمل والتعامل مع القضايا المطروحة والمثارة بردود الأفعال، لذلك شكرا د.سعد لتحريك المياه الراكدة فسفينة التعليم للأسف «سماري».
د.محمد عبدالله العبدالجادر
القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock