«كاتش».. دعم نفسي واجتماعي لـ50 ألف طفل
أعلنت الجمعية الكويتية لرعاية الاطفال في المستشفى (كاتش)، عن استراتيجية جديدة متكاملة لدعم الصغار المستحقين للرعاية والعلاج التلطيفي ومساندتهم.
وقالت الجمعية في تقريرها السنوي لعام 2015 إنها ضاعفت انشطتها واعمالها لرعاية الاطفال المرضى وفق خطة متطورة ترتكز على احدث آليات العناية الصحية والتلطيفية.
وقالت إن مسمى الجمعية الكويتية لرعاية الاطفال في المستشفى (كاتش)، استند الى اسم الجمعية الاميركية لرعاية الاطفال في المستشفى (اتش)، التي تم تأسيسها في الولايات المتحدة عام 1967.
وفي عام 1989 قامت المديرة المؤسسة للجمعية بالاتصال مع بيج بيلسون عضو مؤسس في الجمعية الوطنية لرفاه الاطفال في المستشفى NAWCH في لندن. عملت بيج مع العديد من الاعضاء المؤسسين لجمعية «اتش» الذين كانوا اول من قام بتطوير مناهج حياة الطفل في التعليم الاكاديمي الجامعي في الولايات المتحدة، كما كانت مطلعة على تطوير برامج اللعب في المستشفيات في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
واضاف التقرير: كانت بيج متحمسة جدا لرفع مستوى الوعي باهمية اللعب للأطفال في المستشفيات حول العالم، وقد وافقت بسرور على الحضور للكويت للمساعدة في استحداث برامج اللعب والتطوير المهني لهذه البرامج، وخلال قضائها عطلة نهاية الاسبوع لدينا في الشاليه قامت بكتابة المنهج الاساسي للحصول على شهادة الدراسات العليا في حياة الطفل ومدته سنة، والذي قدمته كلية العلوم الصحية المساعدة بجامعة الكويت عام 1995. وقد تخرجت اول دفعة من اختصاصيات حياة الطفل عام 1996.
وعرفت بيج «كاتش» للعديد من الخبراء العالميين في مجال حياة الطفل، الذين زاروا الكويت بانتظام -من خلال اتفاقية مع وزارة الصحة- لتقديم الاختبارات لطلابنا وإلقاء المحاضرات والتعليم المستمر لموظفينا، كما اثروا بشكل مباشر ليس فقط في تطوير مهنة حياة الطفل ولكن ايضا مفهوم وتطوير بيت عبدالله لرعاية الاطفال BACCH.
وبفضل تعليمهم وكرم رعاة حياة الطفل تستمر «كاتش» في تشغيل برامج حياة الطفل بشكل جيد ومعترف به عالمياً في 6 مستشفيات حكومية، وقامت بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لاكثر من 50000 طفل واسرهم خلال هذا العام.
وذكر التقرير ان الكويت واحدة من 8 دول في العالم المسماة في بيان سياسة الاكاديمية الاميركية للاطفال عن خدمات حياة الطفل التي تنص على:
«ان توفير خدمات رعاية الطفل هو المعيار للجودة ونظام الرعاية الصحية المتكامل للمريض والاسرة والموصى به من التعليم الطبي ومؤشر التميز في رعاية الطفل».
ولضمان الاستمرار في مؤشر التميز فقد عملنا خلال عام 2015 على تطوير خدماتنا وتعليم موظفينا بدعم من وزارة الصحة وكلية الطب في يونيو 2015.
وجاء في التقرير: بعد نجاح خمس من موجهات اللعب اللاتي التحقن للتعليم عن بعد في دبلوم Nursery Nurse العام الماضي، انضمت 5 موجهات لعب آخرين للدبلوم هذا العام كما انضمت ثلاثة من اختصاصيات حياة الطفل في دورة ما قبل شهادة حياة الطفل للتحضير لامتحان اختصاصي حياة الطفل المعتمد في نوفمبر 2016. ان هذه الشهادة ضرورية بالنسبة لهم للاشراف الطلابي عندما يتوافر برنامج الماجستير في حياة الطفل بجامعة الكويت عام 2017.
برامج حياة
تتوافر برامج كاتش لحياة الطفل في 6 مستشفيات حكومية في الكويت يديرها في المستشفيات اختصاصيات حياة الطفل اللاتي تعملن على تقييم حاجات الاطفال العاطفية والتنموية، وتصممن وسائل تعتمد على اللعب لملاقاة متطلبات الاطفال الشخصية، كما تشجعن الاهل على تفهم مرض طفلهم والطرق العلاجية للعناية والمشاركة في ذلك، مع تزويدهم واطفالهم بالدعم العاطفي متيحين لهم فرصة التعبير عن مشاعرهم في بيئة آمنة وداعمة.
ويتم دعم كل موجهة لعب بموجهات اللعب واللاتي تقمن بتقديم الالعاب المختلفة التي تساهم في تطور الطفل لجعل بيئة المستشفى اكثر ترحيباً بالاطفال، كذلك توفر الموجهات بيئة آمنة تمكن الطفل من اللعب بطريقة طبيعية، فتعملن على تنظيم الالعاب اليومية والنشاطات الفنية واليدوية في غرفة اللعب أو بجانب سرير الطفل. كما تعد الموجهات انشطة كثيرة بهدف مساعدة الاطفال على تحقيق التطور اللازم والتحكم في مخاوفهم وغيرها من المشاعر السلبية والتأقلم معها. كما تنظم الموجهات ايضاً الحفلات والاحتفالات بالمناسبات الخاصة للمحافظة حتى يبقى الاطفال على صلة بمنزلهم ومدرستهم ومجتمعهم.
أثر برنامج حياة الطفل
وذكر تقرير «كاتش»: يشير الطب الحديث إلى ان الاحتياجات النفسية للمريض لها اثر مباشر في الاستجابة للعلاج.
ومنذ أكثر من ثلاثين عاما قام طبيبا اطفال أحدهما بريطاني والآخر اميركي بعمل دراسات على سرعة استجابة الاطفال للعلاج، ما ادى الى ظهور مهنة جديدة متعلقة بالرعاية الصحية. تم تدريب اعضاء المهنة الجديدة على تقديم كل من الدعم النفسي والاجتماعي والعاطفي للاطفال وعائلاتهم في المستشفى، وجرت تسمية هؤلاء المتخصصين المؤهلين الجدد باختصاصي حياة الطفل في الولايات المتحدة الاميركية واختصاصي لعب المستشفى في المملكة المتحدة.
والهدف من برنامج حياة الطفل هو التقليل من التوتر والقلق الناتج عن البقاء في المستشفى عند كل من الاطفال وعائلاتهم، وبقيادة اختصاصيات حياة الطفل، يقدم برنامج حياة الطفل العديد من الخدمات منها:
• تهيئة الطفل للاجراءات الطبية او العلاجية باستخدام لغة مبسطة يسهل على الطفل فهمها.
• تقديم أساليب التحمل للمساهمة في التقليل من الخوف وتشجيع الطفل على التعاون مع فريق الرعاية الطبية.
• تقديم الدعم وأساليب صرف الانتباه اثناء الاجراءات الطبية.
• توفير الفرص للعب وعمل الانشطة التعبيرية، لتحفيز التطور الطبيعي واضافة اجواء من المرح، على الرغم من الظروف المحيطة.
رؤية «كاتش» بيئة ودية
وشدّد التقرير على ان الجمعية الكويتية لرعاية الاطفال في المستشفى تسعى الى توفير بيئة مناسبة وودية للاطفال وعائلاتهم في الاقسام المختلفة في المستشفى، بهدف التخفيف من التأثيرات السلبية خلال فترة العلاج في المستشفى في نمو وتطور الطفل.
وتقوم فلسفة «كاتش» على الإيمان والتمسّك بحقوق الطفل المنصوص عليها في اتفاقية حقوق الانسان للأمم المتحدة عام 1989، التي وقعتها الكويت وتقر بحق كل طفل في تلقي عناية صحية متخصصة يقدمها طبيب اطفال مختص وممرضات محترفات داخل منشآت مخصصة للعائلات، تأخذ احتياجات الطفل في الاعتبار، ومنها ايضا توفير الفرص المناسبة للعب في المستشفيات، التي من شأنها ان تسهل على الطفل عملية الشفاء، وكذلك تدعم بيان منظمة الصحة العالمية WHO الحديث بأن العناية التلطيفية حق اساسي من حقوق الاطفال الذين يعانون امراضاً مهددة لحياتهم، وكذلك وثيقة روما 2015 التي تؤكد حقوق الطفل السالف ذكرها، ووقّع عليها ممثلون لكل الديانات العالمية، ومنها دين الإسلام.
أهمية اللعب
وتطرق التقرير إلى أهمية الألعاب ومنها:
هذا النوع من اللعب يعطي الطفل شيئاً آخر للتركيز عليه، حيث إنه فعال بطريقة خاصة للتقليل من حدة التوتر عند الطفل، فتعمل اختصاصية حياة الطفل مع الوالدين والطفل لتحديد أفضل وسائل الإلهاء المناسبة له ولعمره لخلق تجربة إيجابية للطفل خلال الإجراءات الطبية، فهناك الكثير من الوسائل والمصادر كنفخ فقاعات الصابون أو اللعب بدمى مسرح العرائس وقراءة الكتب والاستماع إلى الموسيقى أو التخيل وأساليب الاسترخاء الأخرى وذلك لدعم الطفل أثناء فترة العلاج والإجراءات الطبية.
وقال الخبراء: أثبتت الأبحاث ان بقاء الطفل في المستشفى لفترة طويلة بسبب مرضه له أثر سلبي في نموه وتطوره، حتى ان بعض الأطفال قد ينخفض مستوى نموهم التطوري لحد كبير، لذلك توفير فرص للعب التطويري يعطي للطفل شعوراً بالطمأنينة ويجعله على صلة ببيئة الطفولة الطبيعية مما يقلل من التأثير السلبي لبيئة المستشفى.
ومن أهمية اللعب العلاجي: انه يساعد الطفل على التأقلم مع بيئة المستشفى، ويزيد من فهم الطفل عن سبب تواجده في المستشفى وطرق علاجه، ويعزز من الشعور بالسيطرة والفهم والثقة بالنفس بطريقة إيجابية، ويسهل التعبير عن الذات، وتشمل بعض التقنيات المستخدمة في اللعب العلاجي على اللعب الموجه واللعب العفوي والرسم الحر واللعب بالرمل والماء والأشغال اليدوية الفنية ونفخ فقاعات الصابون.
ويدير فريق كاتش في مستشفى الأميري اختصاصية حياة طفل أولى ويدعمها ثلاث موجهات لعب، تقدم خدمات كاتش في كل من جناح 14 وجناح 15، وقسم العيادات الخارجية، وقسم الحوادث ومركز ثنيان الغانم وقسم الطب النووي ووحدة التصوير.
طفلة ذات السنوات الـ10 تعاني من مرض يؤدي إلى نقص مناعتها، تم نقلها من وحدة العناية المركزية في مستشفى العدان إلى مستشفى الأميري وهي تعاني من التهاب رئوي، خلال فترة تواجدها في المستشفى كانت تعاني الطفلة من الشعور بالضعف والتعب وارتفاع مستمر في درجة الحرارة، كما تم إدخالها غرفة العزل في مستشفى الأميري ولم يكن لها أي احتكاك مع أي من المرضى الآخرين، فكانت تشعر بالعزلة عن أهلها وأصدقائها.
9 أهداف
حددت الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال جملة أهداف لعملها منها:
1- تخفيف الأثر السلبي لدخول المستشفى والإصابة بالمرض على الطفل وعائلته على حد سواء.
2- تسهيل نمو الطفل وتطوره بأفضل طريقة ممكنة.
3- تهيئة الطفل وعائلته للإجراءات الطبية والعلاجات التي سيخضع لها.
4- التواصل بفعالية مع الأعضاء الآخرين في فريق الرعاية الطبية.
5- ضمان الاستمرار والتطوير لبرنامج حياة الطفل ضمن منشآت الرعاية الطبية في الكويت.
6- التعاون وتبادل الخبرات مع المنظمات التي تعمل داخل الكويت وخارجيها.
7- تحديد المستشفيات التي لا تقدم الرعاية الصحية المناسبة للأطفال، والعمل على تأمين.
8- العناية التلطيفية لهم والسيطرة على الألم في المنزل أو في مركز العناية التلطيفية حتى.
9- يتمكن الأهل من اختيار الطريقة المناسبة للعناية بطفلهم الذي يعاني أحد الأمراض المستعصية.
خدمة الرعاية المنزلية
يقدم مستشفى بيت عبدالله خدمة الرعاية المنزلية، الأكثر طلباً واستخداماً من قبل العائلات، حيث تخفف العبء اليومي عن الحياة اليومية للأسر من خلال الدعم والتدريب والتثقيف وتجهيز البيئة المنزلية المناسبة لكي تساعد العائلات لرعاية أطفالهم. غطت خدمتنا هذه 18 منطقة سكنية في الكويت من الجهراء شمالاً الى منطقة العدان جنوباً.
خدمة فترات الراحة القصيرة
تعد فترات الراحة القصرية خلال نهاية الأسبوع هي الخدمة الأكثر رواجاً مع العائلات، حيث تمنح هذه الخدمة العائلات المكان والزمان ليكونوا معاً في حين يستمتعون بالأنشطة الترفيهية المختلفة المتوافرة لقضاء وقت ممتع خلال فترة الراحة القصيرة.
خدمة التواصل
خلال العام الماضي، قمنا بتغطية 10 مستشفيات تابعة لوزارة الصحة، وذلك بتقديم خدماتنا الاستشارية التلطيفية المتخصصة للأطباء الأساسيين القائمين على رعاية الأطفال، كما استمر فريق بيت عبدالله المتعدد التخصصات تقديم الخدمات للأطفال في هذه المستشفيات.
المرضى المقيمون
تقدم الجمعية الكويتية لرعاية الاطفال في المستشفى خدمات للمقيمين وفق احتياجات العائلة والطفل مثل ادارة اعراض المرض، والانتقال من المستشفى إلى المنزل والرعاية اللازمة في مراحل حياة الطفل الاخيرة خلال فترات متعدة.
اللعب بالأدوات الطبية
يستخدم اللعب بالأدوات الطبية وسيلة لتعليم الطفل عن الإجراءات الطبية والتشخيص الطبي من أجل تحقيق الأهداف التالية:
• تحديد المعلومات الخاطئة.
• تعريف الطفل بحالته لاستعادة شعوره بالسيطرة على الوضع.
• السماح للطفل بالتعبير عن مشاعره.
من خلال اللعب بالأدوات الطبية تكون لدى الطفل فرصة التعبير عن مخاوفه والمفاهيم الخاطئة لديه، نتيجة وجوده في المستشفى، والتي ربما ليس باستطاعته التعبير عنها شفوياً.
كيف نصنع فارقاً؟
يدير فريق كاتش في مستشفى الجهراء اختصاصية حياة طفل أولى يدعمها موجهتا لعب، تقدم خدمات كاتش في جناحي 6 و7 وجناح 8 وجناح 28 وجناح 31 ووحدة العناية المركزة للأطفال.
خدمة العناية اليومية
تغطي عياداتنا الصباحية والمسائية جميع الخدمات السريرية وتشمل الطبية، والتمريض، والعلاج الطبيعي، والفحوصات المخبرية الروتينية، وتوفير الأدوية، والتغذية، والرعاية النفسية وأهم الأنشطة كاللعب والترفيه، كما استخدمت قاعة الرياضة لتدريب الأطفال للعب كرة السلة، كذلك اقيمت ورشات عمل للموسيقى والأعمال الفنية في المسرح وقدمت الكافيتريا وجبات صحية حضرت في بيت عبدالله.