جامعة «الشدادية» قد تدار بنظام الخصخصة
تباين أكاديمي حول فصل «الشدادية» عن جامعة الكويت
كشفت مصادر أكاديمية مطلعة عن احتمالية لتوكيل مهام ادارة جامعة صباح السالم «الشدادية» الجديدة الى جامعات خاصة كإدارة فقط لقاء عقود مع هذه الجامعات، بينما تكون جامعة حكومية مجانية للطلبة.
إلى ذلك، أثارت المادة 44 من قانون الجامعات الحكومية الذي وافق عليه مجلس الوزراء مؤخراً، جدلاً بين اساتذة جامعة الكويت خلال الايام الماضية على شبكات التواصل الاجتماعي وفي اروقة الجامعة والتجمعات الاكاديمية.
حيث جاء في المادة المذكورة نصا «تنشأ بمقتضى هذا القانون جامعة حكومية ذات شخصية اعتبارية وميزانية مستقلة تسمى جامعة صباح السالم في الموقع المخصص للمدينة الجامعية الجديدة المنشأة بالقانون رقم 30 لسنة 2004 المشار إليه، وتسري عليها أحكام هذا القانون»، وبموجب ذلك تعتبر جامعة الشدادية منفصلة تماما عن جامعة الكويت الحالية، الأمر الذي فرّق الاساتذة بين مؤيد ومعارض.
ورغم ان الجميع متفق على الحاجة لمباني كلا الجامعتين، سواء جامعة الكويت او الشدادية، لتحمّل اعداد الطلبة المتزايدة، فإن الخلاف ينحصر في «هل تصبح الشدادية جامعة جديدة بهيئة تدريس وادارة جديدة، أم تنتقل جامعة الكويت للمدينة الجديدة، وتتم الاستفادة من مبانيها الحالية بانشاء جامعة اخرى او فرعا عنها؟».
ولا يبدو النقاش حديثا، حيث ما ان بدأت مباني الشدادية بالارتفاع بدأت التصريحات لمسؤولي الجامعة حول امكانية الاستفادة من المباني الحالية، وكلها كانت تصب باتجاه ان المباني الحالية سيتم استغلالها لمصلحة الجامعة او انشاء جامعة جديدة، وكان التأكيد على نقل جامعة الكويت لمدينة صباح السالم الجامعية، وعلى هذا الاساس، وفق نظر الرأي المعارض لفصل الشدادية، جاءت الاستعانة باساتذة جامعة الكويت لتصميم جامعتهم الجديدة وفق احتياجات اقسامهم العلمية.
المغردون يتفاعلون
وأطلق المعارضون لفصل الشدادية عن جامعة الكويت وسما على شبكة تويتر خلال الايام الماضية بعنوان «الشدادية هي جامعة الكويت»، حيث غرّد فيه د. علي بومجداد «طلبوا منا تخطيط جامعتنا وكليتنا وقسمنا وقاعة محاضراتنا وعندما اقتربنا من الانتهاء يريدون سلب المشروع منّا»، فيما قال د. محمود الموسوي: «لو تم انتقال جامعة الكويت الى الموقع الجديد فستكون في مرتبة متقدمة بين جامعات العالم، اما بعد موافقة مجلس الوزراء ستظل جامعة الكويت في ادنى مرتبة لاحتمال انتقال اساتذتها للعمل بالجامعة الجديدة».
وفي المقابل، كانت هناك اصوات مؤيدة للفصل بين الجامعتين، صبت كلها باتجاه ان الكويت بحاجة لاكثر من جامعة حكومية موزعة على مناطق جغرافية متعددة لضمان استيعابها الاعداد المتزايدة للطلبة، متفقين على انه الحل لأزمة القبول.
ويرى مراقبون ان لفصل الشدادية عن جامعة الكويت وانشاء جامعة حكومية جديدة مزايا وعيوباً، فمن مزاياها توفير فرص دراسية لا تقل عن 40 الف طالب وطالبة في جامعة حكومية جديدة، ومساهمتها في حل أزمة القبول، بينما طرحوا عيوبا ابرزها، فيما لو تم فصل الجامعة الجديدة من سيتولى مهام ادارتها والتدريس فيها، خصوصاً أنها جامعة ضخمة بحاجة لطاقات هائلة لذلك؟ فضلا عن ان الجامعات الجديدة عادة ما تبدأ صغيرة بكلية أو اثنتين وتكبر بالتدريج، بينما المدينة الجامعية الجديدة ضخمة تضم 14 كلية، فكيف يمكن إدارتها بطاقم حديث؟
وأضاف المراقبون أن الجامعة الجديدة بالامكانات المتعددة التي تطرحها ستكون جاذبة لأساتذة جامعة الكويت فمن ان الممكن ان ينتقل معظمهم الى الجامعة الجديدة، بالتالي لو انتقل الطاقم التدريسي الى الجامعة الجديدة لم لا تكون هي ذاتها جامعة الكويت؟
واشار المراقبون إلى ان جامعة الكويت كانت تعلّق آمالها على المباني الجديدة، بالتالي منذ فترة توقف الاهتمام المكثف بتطوير مبانيها أو الصرف عليها أو انشاء مختبرات وقاعات حديثة ومتطورة الا في ما ندر بحجة اقتراب الانتقال الى الشدادية مما اضعف امكانات الجامعة الحالية.
ورغم الخلاف على انشاء جامعة جديدة في المدينة «الحلم» والابقاء على جامعة الكويت ضمن مبانيها الحالية، او انتقالها الى المبنى الجديد واعتبار المباني القديمة فرعا عنها، فإن الحقيقة التي لا يمكن انكارها من قبل المهتمين بالشأن الاكاديمي ان البلاد بحاجة إلى أكثر من جامعة او افرع عن جامعة الكويت لتحمل اعداد الطلبة، حيث ستوفر المباني الجديدة ما يقارب 40 الف مقعد، إضافة الى طاقة جامعة الكويت الحالية التي تقارب 25 الف مقعد، بالتالي فإن العملية التعليمية أحوج ما تكون لأن تنتهي مباني الشدادية بالوقت المقرر، وان تبدأ الدراسة بها ضمانا لعدم تفاقم ازمة القبول الجامعي، سواء كانت جامعة جديدة أم ضمّت الجامعة الحالية بطاقميها الإداري والتدريسي.
لجان التسليم
استغرب عدد من الاكاديميين تشكيل لجان فحص وتسلم اعمال المقاولات في المدينة الجديدة تضم اساتذة واداريين من جامعة الكويت، خصوصاً مع قرب الانتهاء من بعض الكليات في حرم الشدادية عام 2017، بينما يتفاجئ الوسط الاكاديمي بقرار فصل الجامعتين.
المصدر | القبس