الغش تطور من «البراشيم» المكتوبة إلى تقنية البلوتوث والاتصال عن بعد
الاختبارت انتهت، وبقيت الحصيلة المؤلمة والتي تكشف عن تطور مؤسف لوسائل السطو على المعلومات والتسابق من أجل الحصول على «النجاح السهل» عبر 20 وسيلة تقنية استخدمها طلاب الثانوية العامة هذا العام.وإذا كانت في الاختبارات النهائية كل عام تتكشف وسائل جديدة إلا أن الغشاشين استفادوا هذا العام من تقدم التكنولوجيا الحديثة، حتى تحولت المشكلة الى ظاهرة ليست محلية فقط بل دولية وإقليمية، لكنها تتفاقم في الدول العربية والخليجية.الوسائل المتعددة تحولت من البراشيم المكتوبة إلى تقنية البلوتوث، مرورا بالكتابة على الملابس، ووصولا الى آخر وسيلة وهي السماعة المغناطيسية التي تكاد ترى بالعين، ويبدو أن صناعة وسائل الغش في الاختبارات لن تتوقف إلا مع توقف الاختبارات نهائيا.والسؤال الذي يطرح نفسه هل الغش حيلة الطالب الكسول فقط، وطريق الفاشلين نحو النجاح؟، لا يبدو الأمر كذلك، فبعض الطلاب المتفوقون يغشون كذلك بحثاً عن الدرجة الأعلى رافعين شعار الغاية تبرر الوسيلة، فيما لا يتخطى حلم الطالب الكسول بأكثر من النجاح والانتقال الى مرحلة جديدة.وعندما يستعد طلاب بمراحلهم المتعددة لا سيما الثانوية العامة لماراثون الامتحانات، تتأهب وزارة التربية عبر النشرات والتعليميات بضرورة محاربة وسائل الغش التي يبتكرها بعض الممتحنين، والتي تتطور كل عام مع التطور التكنولوجي، والتي أحيانا جعلت الطلاب يتفوقون على الوزارة في تسريب الأسئلة أو الوصول الى المعلمين ضعاف النفوس الذين يساعدونهم على ذلك سواء من خارج الوزارة أو داخلها.وسائل الغشظاهرة الغش أصبحت متنوعة وطرقها غير منحصرة في فئة معينة بل اصبح بعضها يروج على الانترنت، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات التجارية، ومن خلال عمليات البحث توصلت القبس الى 20 وسيلة يستخدمها الطلاب للغش بعضها ضبط في اللجان داخل البلاد، وتنتشر محلياً وفي الدول العربية وبعض الدول الغربية، وفيما يلي التفاصيل:-اخر وسائل الغش التي اكتشفت محلياً في لجان الثانوية العامة قبل أيام، هي السماعة المغناطيسية الصغيرة جداً في الحجم، حيث يقوم الطالب بوضعها تحت لسانه للهروب من الإجراءات المشددة في عملية التفتيش التي اتبعتها وزارة التربية هذا العام للحد من انتشار الظاهرة، ومن ثم يتواصل مع الخارج بعد تسريب وتصوير الاسئلة عن طريق بعض الموظفين أصحاب النفوس الضعيفة.اما الحيلة الثانية الأكثر حداثة محلياً أيضاً التي اكتُشفت العام الماضي، فهي الغش على الملصقات التجارية لعبوات المياه حيث يصطحب عادة الطلبة عند الامتحان عبوات مياه للشرب وتكون عليها ملصقات ومن دون دراية المراقب يكون الطالب قد استعمل بطريقة غير شرعية هذه الملصقات لطباعة برشام عليها بشكل دقيق ويعيد الصاقها في مكانها بطريقة احترافية.الوسيلة الثالثة التي انتشرت بين أوساط الطلبة محلياً هي الساعة الذكية، التي تعد احدى وسائل الغش و«تسريب» المعلومات للطلاب، حيث تحتوي ساعة اليد على كمبيوتر به معلومات من المادة التي يمتحن بها الطلاب، وكشف العديد من المراقبين سابقا تلك الساعة عند ملاحظة أن طالبا يقوم بالنظر إليها كثيرا أثناء أدائه الامتحان.طريقة رابعة استخدمها الطلاب من أجل الغش عبارة عن نظارة طبية عادية تتكون من عدسات في منتصفها كاميرا فيديو لا يمكن رؤيتها الا بصعوبة شديدة، وفي نهاية النظارة قرب الأذن تحتوي على سماعة متناهية الصغر لا سلكية وبلون الجلد الطبيعي، وعندما يقرأ الطالب السؤال، فان الكاميرا تنقل بشكل مباشر ما يقرؤه، ويكون هناك شخص آخر خارج الامتحان تنتقل لديه عبر الحاسب الشخصي أو عبر الهواتف الذكية، فيقوم بالبحث عن اجابة الأسئلة، ثم يقوم عبر الهاتف بتلقينه الاجابة، التي تصله عبر سماعة الاذن التي تحملها النظارة.طرق مستحدثهأما الوسيلة الخامسة، فهي الكتابة او طباعة معلومات على اوراق بيضاء لا يمكن ملاحظة الكتابة عليها الا بوضع قليل من الماء عليها لتظهر الكتابة، اي ان الطالب يحمل ورقة بيضاء ويستعمل تقنية معينة او قلما معينا ويكتب ما يريده على الورقة ويصطحب معه عبوة ماء صغيرة ويضع الورقة أمامه ويوهم المدرس بشربه للماء مفتعلا سقوط بعض قطرات الماء على الورقة ثم يقوم بمسح الروقة لتنكشف المعلومات.الطريقة السادسة للغش رغم دقتها وصعوبتها، فإن عددا من الطالبات استحدثن كتابة بعض المعلومات التي تساعدهن على الأظافر الصناعية، ومنهن من تكتب على الأيدي، وفي مكان بعيد عن أعين المراقبين.الوسيلة الثامنة للغش التي رصدت عبارة عن قلم يحوي بداخله ورقة تلتف حول جسد القلم، يمكن للطالب حين فرد الورقة قراءة ما تحتويه، التي يعدها مسبقا بكتابة أهم النقاط من المادة بداخلها.الوسيلة التاسعة ابتدع طلاب آخرون الكتابة على الأرجل، تحديدا الأولاد من الطلاب، والكتابة على البنطال الجينز، على ان يرتدي تيشرتا أو قميصا طويلا بعض الشيء حتى لا تظهر المعلومات المدونة.حيلة غريبةالوسيلة العاشرة: طباعة المعلومات على قدم النعال، حيث يلبس الطالب أو الطالبة مثل هذه الأحذية التي سهل اخراج القدم منها ومن ثمة ارجاعها، وبذلك يمكن عند سحب الرجل من النعال قراءة المعلومات التي طبعت على ظهر النعال.الوسيلة الحادية عشرة: ابتكر الطلاب أيضاً فكرة إخفاء جهاز التلفون المحمول داخل الآلة الحاسبة لاستخدامه بالغش داخل اللجنة، حيث ينزع الطالب شاشة الآلة الأساسية مع إزالة الغطاء الخلفي ووضع «الموبايل» مكانها، لاستخدامه داخل اللجان لتصفح مواقع وصفحات الغش الإلكتروني عبر الإنترنت، وهذه الطريقة يستخدمها القليل من طلاب العلمي.الوسيلة الثانية عشرة: وهي الكتابة على الأدوات المصاحبة للطالب في أثناء الامتحان، وتأتي أهمها المسطرة التي تتسع بحسب حجمها وشفافيتها للكتابة عليها، أو من خلال لصق استيكر به معلومات من المنهج.الحيلة الثالثة عشرة: يقوم بعض الطلاب بطباعة المعلومات التي يحتاجونها والتي يصعب عليهم حفظها تحت أسفل الحذاء، وهذه الحيلة استخدمها طلاب غربيون وأثارت كثيراً من التعليقات حول الأفكار الغريبة للغش والتي تستفز الكثير من الطلبة الكادحين للنجاح من خلال التعويل على أنفسهم للنجاح بطريقة شرعية وليس ضمان النجاح بسهولة من خلال الغش.سلبية الآباء خطر يهدد أبناءهمتعاني الإدارات المدرسية من سلبية الآباء في متابعة أبنائهم وترك الحبل على الغارب لإدارة المدرسة، لتتحمل التربية مع التعليم، والحقيقة هي ان هؤلاء الآباء لا يشعرون بالخطر الحقيقي الناجم عن سلبيتهم إلا بعد حدوث أضرار تمس الأبناء، سواء كانت انحرافات سلوكية أو رسوبا دراسيا متكررا.فلسفة الغشاشين!يقول بعض الطلبة الذين يمارسون «الغش» انه يعمل على تقوية روح التعاون والصداقة بين الطلبة، ويدعم روابط المودة بينهم، كما يبرر الغشاشون لأنفسهم هذا الفعل من منطلق «الغاية تبرر الوسيلة»، رافعين شعار الطريق الأسهل للنجاح.القبس