طلبة «غشاشون».. بتكنولوجيا متقدمة
في ظل التطور اللافت للانتباه الذي تشهده وسائل التكنولوجيا الحديثة، سارع «الغشاشون» من الطلبة الى اخضاع بعض تلك الوسائل والاستعاضة بها عن طرق الغش التقليدية، التي كانوا يستخدمونها سابقا للاجابة عن اسئلة الامتحانات والاختبارات المدرسية، وهو الأمر الذي حذرت القبس منه مؤخرا، والخاص بالكشف عن مجموعات على برنامج «الواتس اب» ينشئها أشخاص على صلة بآخرين يعملون في الحقل التربوي، لتبادل اسئلة وأجوبة اختبارات الفترة الرابعة.
خدمة مجانية
وتمكنت القبس من التخفي والدخول إلى مجموعتين من تلك المجاميع على «الواتس اب»، لكشف ما يجري، حيث يؤكد منشئو المجموعتين انهم «لا يريدون مقابلا ماديا نظير خدماتهم»، وأن ذلك يندرج تحت اطار «تقديم العون والمساعدة لكم ولأبنائكم»، ثم يتداعى أعضاء المجموعتين للرد عليهم بعبارات الشكر والثناء والمديح والدعاء!
40 دينارا
وأكثر ما لفت انتباهنا خلال مشاركتنا في احدى المجموعتين، أن المسؤول عنها أكد مرارا انه «أمضى سنتين في هذا المجال»، وأن هناك «أكثر من 5 مجموعات اخرى تعتمد عليه، مقسمة على مراحل مختلفة»، وسط زيادة ملحوظة ـ كما يقول ـ في أعداد الطلاب والطالبات المنضمين للمجموعة.
مشرف آخر في مجموعة أخرى، طلب مبلغ 40 دينارا مقابل إرسال الاختبار، وهو ما استعصى على بعض الطلبة الذين كان مصيرهم الطرد من المجموعة!
بيع علني
خاطبنا احدى الطالبات المستفيدات من «خدمات الغش» على الواتس اب، للاستفسار عن كيفية تلقيها للخدمة، فقالت إنها تتلقى الإجابات من شقيقة احدى الطالبات عن طريق «سماعات مخفية» توضع داخل الاذن، وتستخرج عبر قلم مغناطيسي تصعب رؤيته بالعين المجردة!
واللافت، أن السماعات والاقلام المغنطيسية وغيرها من وسائل الغش، تباع بشكل علني على «الإنستغرام» و الأب ستور»، بل ويتم توصيلها إلى المنازل دون ان تلفت نظر أحد من الجهات المختصة، وأبعد من ذلك فإنها دخلت الى البلاد بشكل اعتيادي ولم يتم منعها.
إذا عُرف السبب
لأن الغش والتدليس يبدآن في سن مبكرة، عندما تغيب الضوابط والقيم المقدمة للنشء سواء في المدارس او في بيوت أهلهم، فإن رؤية الأوجه المتعددة للفساد في المجتمع، لا تثير العجب، وذلك اتساقا مع المثل القائل: «إذا عُرف السبب بطل العجب»، حيث نجد تكرارا لأخطاء بعض الاطباء، وغشا في البنيات يقترفه مقاولون جشعون، ناهيك عن تزايد عمليات الرشى وسط بعض الموظفين.. والضحية هو المجتمع والوطن ككل.