راف” تطلق مبادرة “سنديان” لتوفير التعليم الإلكتروني للاجئين السوريين
الدوحة -أطلقت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية “راف” مبادرة “سنديان” لتوفير فرص التعليم الإلكتروني لآلاف الطلبة السوريين اللاجئين والنازحين ممن انقطعوا عن الدراسة، بسبب الأحداث الجارية في بلادهم.
وفي مؤتمر صحفي تم عقده ظهر اليوم، وقعت مؤسسة “راف” اتفاقية تعاون وشراكة مع مؤسسة أروقة المعرفة السعودية “رواق” لتنفيذ المبادرة التي ستنطلق مرحلتها الأولى في تركيا عبر إنشاء ثلاثة مراكز معرفية لتقديم خدمات التعليم عن بعد، وتسجيل الطلبة الراغبين في مواصلة دراستهم من المبادرة.
مثّل مؤسسة “راف” في التوقيع على الاتفاقية الدكتور عايض بن دبسان القحطاني رئيس مجلس الأمناء والمدير العام، فيما مثّل مؤسسة “رواق” السيد رائد العمادي الشريك والعضو المؤسس، وذلك بحضور السيد علي بن يوسف الكواري مدير العلاقات العامة في “راف”، والسيد سالم بن محمد القحطاني أحد سفراء الرحمة في “راف” وسفير مبادرة “سنديان”.
وفي كلمة له خلال المؤتمر الصحفي، أكد د. عايض القحطاني أن المبادرة سوف تخدم اللاجئين والنازحين السوريين في أكثر المجالات أهمية وهو التعليم، حيث توفر لآلاف الطلبة فرص التعليم ومواصلة دراستهم التي انقطعوا عنها بسبب الأحداث، مشيرا إلى أنه تم تسمية هذه المبادرة بـ “سنديان” نظرا لانتشار أشجار السنديان في سوريا وتميزها بالصلابة وكثرة الظل.
وقال د. القحطاني: إن هذه المبادرة سيتم تنفيذ المرحلة الأولى منها في تركيا عبر إنشاء ثلاثة مراكز معرفية لتسجيل الطلبة الراغبين في مواصلة تعليمهم، والإشراف على تنفيذ المبادرة، مبينا أن هذه المرحلة سوف يستفيد منها آلاف الطلبة والطالبات، لافتا إلى أن المرحلة الثانية وما يليها من مراحل سوف تشمل الآلاف من الطلبة السوريين في مخيمات اللجوء أو المدن التي أنشأتها “راف” لإيواء النازحين في الداخل السوري.
وأشاد د. القحطاني بالشراكة مع مؤسسة أروقة المعرفة “رواق” في توفير فرص تعليمية للاجئين والنازحين السوريين، مبيناً أن هذه الشراكة سوف تفتح أبوابا واسعة أمام مؤسسة “راف” لتقديم مزيد من الدعم والمساندة للشباب السوريين الذين تقطعت بهم السبل وانقطعوا عن الدراسة من خلال إتاحة الفرصة لهم لمواصلة مسيرتهم التعليمية والحصول على شهادات معتمدة ومعترف بها تساعدهم في حياتهم العملية وبناء مستقبلهم ومستقبل وطنهم المنشود.
فكرة المبادرة
وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي، أكد السيد رائد العمادي العضو المؤسس لمنصة “رواق” للتعليم المفتوح أن فكرة مبادرة “سنديان” انطلقت أواخر عام 2015 من خلال مناشدات الطلبة السوريين الراغبين في مواصلة تعليمهم الجامعي، حيث ناشدنا طلاب من دير الزور بأن نساعدهم على استكمال تعليمهم، فوضعنا أيدينا في يد مؤسسة ذات باع طويل وخبرة في المجال التعليمي للاجئين السوريين وهي مؤسسة “راف” لنلبي احتياجاتهم عن طريق هذه المبادرة الهادفة.
وقال العمادي إن قضية التعليم تمثل حاجة ملحة للأشقاء السوريين، سواء من اللاجئين أو النازحين الذين بلغ عددهم حسب إحصاءات الأمم المتحدة ما يزيد على 12 مليون لاجئ ونازح، 47% منهم من فئة الشباب التي تحتاج إلى خدمات تعليمية أي ما يقرب من 6 ملايين، وثبت بالتقارير الأممية أن مستوى التعليم في سوريا قد تراجع خلال السنوات التي تلت الحرب إلى 10 سنوات بسبب عدم توفر فرص تعليمية.
حلول غير تقليدية
وأشار العمادي إلى أن مبادرة “سنديان” التي سيتم تنفيذها بالشراكة مع مؤسسة “راف” سوف توفر حلولا غير تقليدية لمشكلة التعليم التي تعتبر مشكلة غير تقليدية أيضا، فعدم توافر فرص التعليم لملايين الطلبة السوريين لا يمكن علاجه بصورة تقليدية، مشيرا إلى أن المبادرة سوف تتيح الفرصة للاجئين السوريين للالتحاق بالتعليم من خلال مقررات وخدمات تعليمية منهجية معتمدة، لافتا إلى أن هناك العديد من الجامعات العربية أبدت استعدادها للمشاركة في تنفيذ المبادرة واعتماد شهادات الطلبة الدارسين فيها، مثل جامعة الزعيم الأزهري بالسودان وغيرها من الجامعات العربية.
من ناحيته، دعا السيد سالم محمد القحطاني سفير الرحمة في “راف” وسفير مبادرة “سنديان” الأكاديميين من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات العربية والإسلامية للمشاركة في دعم مبادرة “سنديان”، وتقديم دورات وورش تعليمية، تفعيلا لمبدأ “وقف الوقت” معربا عن سعادته بأن يكون سفيرا لهذه المبادرة، والإشراف عليها سواء من خلال التنفيذ الميداني الفعال داخل المخيمات السورية، أو الإشراف على تطويرها من قبل النخب الأكاديمية حتى تحقق جميع أهدافها.