معضلة المناهج التعليمية | عبدالله خالد الأيوب

يوحي متخصصون في «التربية» وفي المجالات اللازمة لإعداد منهج تعليمي، كل في اختصاصه، بأن مسألة إعداد منهج تعليمي لمختلف المراحل الدراسية هي أمر ممكن، بل ويسير، وينبغي ألا تكتنفه أي صعوبة، ولذلك اعجب ممن يزحفون زحف السلحفاة في هذا الشأن ويعدوننا منذ عقود من الزمن بالانتهاء من إعداد المناهج الدراسية من دون نتيجة، اسمع طحناً ولا أرى عجيناً. ان أي استراتيجية تعليمية، وببساطة شديدة، يجب أن تأخذ بالحسبان وبعين الاعتبار الأسس التي تقوم عليها الأمة، وأنا أرى أنها الآتي:

أولاً: الدين متمثلا في الشريعة الإسلامية السمحة. ثانياً: الوطن. ثالثاً: العروبة، فالكويت دولة عربية مستقلة ذات سيادة تامة (م 1 دستور) وشعب الكويت جزء من الأمة العربية (م 1 دستور) ولغة الدولة الرسمية هي اللغة العربية (م 3 دستور) والكويت إمارة وراثية في ذرية المغفور له مبارك الصباح (م 4) ونظام الحكم في الكويت ديموقراطي، السيادة فيه للأمة (م 6 دستور) وتصون الدولة التراث الإسلامي والعربي (م 12) والناس سواسية في الكرامة الإنسانية (29) والمتهم بريء حتى تثبت إدانته ويحظر إيذاء المتهم جسمانيا أو معنويا (م 34) حرية الصحافة (م 27) حرمة المساكن (م 38).. الخ ما أورده الدستور.

أما الشريعة الإسلامية المستمدة من عقيدة واحدة، فالتركيز فيها على التوحيد وقدسية القرآن الكريم والسماحة «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ» (آل عمران: 159).

ومن اللازم أن نركّز بشكل مكثّف على تعريف الطالب بمناهج البحث العلمي وماهيتها حتى يخرج لنا الطالب وهو يبحث عن الحلول والابتكار لا تطبيق الحلول المعلبة الجاهزة والتي عفا عليها الزمن.

هذا يا خبراءنا الأعزاء بداية طريق اعداد منهج تعليمي. وبطبيعة الحال يجب أن يراعي أي منهج دراسي سن الطالب والمستوى العام للذكاء وتوفير وسائل الايضاح للعلوم التي يدرسها بشكل علمي وجذاب.

ثم يبقى أن نذكر أن ذلك كله يصاحبه الاهتمام الشديد بتعريف الطالب بأنواع الرياضات البدنية والرسم والموسيقى. والنتيجة ستكون، أبشّركم، مواطنا يؤمن بربه ويعشق وطنه ويعرف ما له وما عليه.

والله الهادي إلى سواء السبيل.

عبدالله خالد الأيوب

القبس