كتاب أكاديميا

91 مليوناً.. على التعليم «الضايع»! | عبدالخالق الخطيب

  

نشرت إحدى الصحف المحلية خبراً مفاده أن الدولة خسرت 91 مليون دينار خلال خمس سنوات، نتيجة تسرب الطلبة ورسوبهم في المراحل الثانوية المختلفة من العاشر وحتى الثاني عشر..

مهم، عزيزي القارئ، أن تعرف أن التعليم في كل العالم ما زال يدار من قبل الإدارات العامة في الدولة، أي ان معظمه حكومي مع توافر التعليم الخاص بنسب متواضعة.. حتى لا يتهم التعليم العام بالقصور قبالة التعليم الخاص!

لذا، سوف أركز على نقطة محورية في رصد السبب المباشر للهدر هذا أولاً، وثانياً معرفة أسباب التسرب والرسوب!

من متابعة ميدانية يمكننا القول إن الخطأ واضح في الخطة الدراسية والمتعلّق بالمجالين الأدبي والعلمي، والذي تتحمله إدارة المناهج وإدارة التقويم والقياس!.. كيف؟

نعلم أن الدولة تشجع على الانخراط في المجال «العلمي» مقابل «الأدبي»، ولكن مسألتي الميول والرغبة لا بد من وضعهما في الاعتبار.. فالاختبارات التقويمية للمجالين غير متكافئة، ولا تغطي كل الجوانب في شخصية وميول المتعلمين..

الأمر الأهم أن مسألة اختيار المجال تبدأ بعد الصف العاشر! وهذه في حد ذاتها معضلة ويجب تداركها فوراً، لأن هذا يعني أن الطالب الراغب يضطر في الدراسة بالمجال الأدبي إلى دراسة مواد علمية مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والجيولوجيا، والتي لا يحتاج إليها في الحادي عشر ولا الثاني عشر، فضلاً عن الدراسات العليا! فمن الطبيعي أن يحدث التسرب من الصف العاشر! والسب يكمن في كم المقررات التي لا يرغب في تعلمها الطالب وملزم حسب الخطة بدراستها!

إن الحل المقترح لإيقاف الهدر المعلن هو البدء في عمل اختبارات تقويم وقياس للناجحين من الصف التاسع وليس من العاشر كما هو الآن.. ويتم تحديد المجال في الصف العاشر.. أدبياً أم علمياً.. ويمكن استحداث مجالات لتخصصات تطبيقية مهنية ثالثة، رديفة للدراسات النظرية.. بذلك، سيكون هناك توفير في عدد المعلمين والمعلمات في المجال العلمي تحديداً، وأيضاً محاصرة التسرب والرسوب! وستتقلص الدروس الخصوصية أيضاً!
عبدالخالق الخطيب

القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock