الشوق الرشيدي تكتب: بـر الوالديـن
الوالدين جنة في الأرض تجني ثمارها مدى العمر.
الوالدين نعمة عظيمة أنزلها الله على عباده وعلينا إعطاؤهما حق العطاء، حيث أمر الله سبحانه وتعالى بطاعة الوالدين والإحسان إليهما، فقد إقترن عز وجل بر الوالدين بعبادته وعدم الإشراك به قال الله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (النساء،36).
بر الوالدين هو الإحسان إليهما بالقول والفعل وحسن العشرة، وطاعتهما بالمستطاع فيما لا معصية فيه للخالق سبحانه وتعالى، ولبر الوالدين صور وأشكال منه ما يكون في حياتهما: كإحسان القول إليهما وخفض الصوت عندهما وطاعتهما وتعليمهما فيما يحتاجان إليه وتقبيل أيديهما ورأسيها والسعي في إرضائهما وتحمل المشاق في سبيل ذلك ، ومنه ما يكون بعد وفاتهما: كالدعاء لهما والإستغفار لهما وقضاء دينهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام أصدقائهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي). (رواه مسلم:٢٥٥٢).
البر بالوالدين يعود نفعه على الولد البار بثمرات وفوائد منها: تحصيل مرضاة الله تعالى، إطالة العمر وزيادة الرزق، إكتساب بر الأبناء في المستقبل فالجزاء من جنس العمل، تكفير الذنوب والخطايا فعن ابن عمر -رضي الله عنهما-: (أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ؟ قَالَ: (هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟) قَالَ: لَا، قَالَ: (هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ؟) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: (فَبِرَّهَا)). (رواه الترمذي(١٩٠٤)وصححه الألباني).
بقلم :
الشوق الرشيدي