دراسة جديد تكشف أن اللغة التي نتحدثها تؤثر على ما نراه
المعرفة الجيدة بالحروف الأبجديّة تؤثر بقوة على طريقة ملاحظة الأشياء
لندن ـ كشفت دراسة جديدة من جامعة جونز هوبكينز أن معرفة الشخص بعنصر ما وخاصة الحروف الأبجدية تؤثر على خصائص الأشياء التي يلاحظها، وأنه من خلال الطرق المختلفة لإدراك الناس للحروف الأبجدية فإن الخبرة تساعد على التمييز بين الخصائص غير المهمة، تاركة المبتدئين يرون الحروف بشكل أكثر تعقيدًا.
وتتبع الباحثون استجابات 50 مشاركًا والذين طُلب منهم تحديد أي أزواج الحروف العربية متشابهة أو مختلفة، وكان بين المشاركين 25 خبيراً في اللغة العربية بينما النصف الآخر من المجموعة لا يعرف هذه اللغة، وعرض الباحثون على المشاركين 2000 زوج من الحروف وقاسوا إجاباتهم من حيث السرعة والدقة، وفي حين أشار المبتئدون إلى الاختلافات سريعًا إلا أن خبراء اللغة كانوا أكثر دقة في اختياراتهم، ومع تزايد صعوبة الحروف أصبح وقت الاختيار أبطأ بالنسبة للمبتدئين، وكان العكس صحيحًا للخبراء، وبالنسبة إلى الحروف ذات الخصائص المعقدة بما في ذلك الأشكال الأفقية والمنحنيات كان الخبراء أفضل في التمييز بين الحروف.
وذكر أستاذ العلوم المعرفية في الجامعة ومؤلف الدراسة، برند راب “ربما تفترض أن لديك آلية الرؤية الأساسية والتي تجعلك تكشف الخصائص المميزة للحروف حتى إذا لم تكن على علم باللغة، ولكن هذه ليست هي الحالة هنا، إن ما تعرفه يؤثر على الكيفية التي ترى بها الأشياء”، وحلل الباحثون هذه النتائج باستخدام المجموعات الهرمية وفرزوا الحروف التي بدت متشابهة للمبتدئين والخبراء، وفي حين أظهرت بعض الحروف اتفاقًا شاملًا بين القسمين، أوضح الباحثون أن بعضها بدى مختلفًا إلى حد كبير، وأن الحروف التي أربكت المبتدئين اختلفت تمامًا عن تلك التي أخطأ فيها الخبراء.
وأضاف الباحثون “عندما تصبح خبيرًا في قراءة الحروف الأبجدية ماذا يُغير هذا؟ هل يرى نظامك البصري نفس الشيء الذي يراه المبتدئ، إذا كنت خبير فالأشياء التي تبدو معقدة بالنسبة للمبتدئ تبدو بسيطة لك”، وأوضحوا أن الخبراء متحيزون بسبب عوامل غير مرئية أخرى بما في ذلك أسماء الحروف وطريقة كتباتهم أو طريقة نطقهم.
وفي حين ركزت الدراسة على الحروف الأبجدية لفت الباحثون إلى أن لها آثار أكبر من ذلك بكثير، مضيفين “ما توصلنا إليه يعد صحيحًا بالنسبة إلى أي عنصر مثل الطيور والسيارات والوجوه، الخبرات مهمة، إنها تغير طريقة إدراكك للأشياء، وجزء من أن تصبح خبيرًا أن تتعلم ما يهم وما لا يهم بما في ذلك الخصائص البصرية، فأنت تعرف ما تبحث عنه”.