كذبوا عليك فقالوا ..أنت تعيش في زمن التطور كتبت : فجر جراغ
في إطارِ الحياة الواسعة أبصرت النور وعلى هامش الحياة المادية ضاقت بك السبل، فكلما تطورت نهضة الصناعة في الحضارة فإن هذا التطور ينعكس تأثيره تأثيراً عكسياً مع علاقة الإنسان بنفسه، ومن هنا يأتي السؤال البديهي هل العلم يخدم الإنسان؟ أم الإنسان هو الذي يخدم العلم؟
وللإجابة على ذلك، فلنقرأ بتمعن ما قاله العالم جون ديوي (إن إنسان اليوم يعرف “الإنسان” أقل من السابق، لأنه ركز تفكيره ومحاولته على عالمِ الخارج)، فقد كان هدف الإنسان القديم في القرون الأولى هو الاتجاه نحو الفلسفة والدين وفهم نواحي الحياة قبل مجيء العالم بيكون الذي دعى إلى التركيز على الصناعة لبناء الحضارة.
ولذلك فإني أعتقد برأيي المتواضع أنَّ هذه الدعوة أدت لعواقب وخيمة، فيكفي أن تنظر إلى حال الإنسان اليوم، فهو هشٌ يجري بسرعة البرق كالآلة لبناء متطلبات الحياة المادية، كذلك فإن العديد من شباب اليوم إن سألته: من أنت؟ ماذا تريد؟ ما هي أهدافك؟ يتعثر بالإجابة وكأن أمره لا يعنيه، بل كل ما يعنيه أن يجري في دوامة الإطار الضيق الذي وضعه المجتمع له ورسمته الحضارة لمفهوم الإنسان والتي تتركز على المحاور الأربع وهي: المدرسة، الجامعة، العمل، ومن ثم التقاعد، وهي الدوامة التي لا يرضاها الإنسان الطموح لنفسه ليبقى في صراع بين ذاته الحقيقية وذاته الوهمية.
فالعلم ليس هدفه فقط خدمة الإنسان عن طريق بناء ناطحات السحاب، بل إنَّ هدف العلم الأساسي يجب أن يكون أعمق من ذلك، ألا وهو خدمة الإنسان وإصلاحه قبل كل شيء فهو حجر الأساس الذي تبنى عليه المدن وليس العكس كما يحدث في يومنا هذا، فانهض واكتشف ذاتك قبل أن تتحول لإنسانٍ آلي في عصر التطور.
فجر جراغ
طالبة هندسة صناعية