بالأصالة عن نفسي كتبت جمانة المطيري
موقِفْ :
ضحكتُ كثيرًا .. ” أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، عسى تاليه خير ” جرت على لساني كعادةٍ بعد ضحكٍ طويل ، لأوّل مرَّة أتفكَّر فيها و يبدو أنها لم تجعل التالي خيرًا !
ما بعد الموقف :
هذا العالم يجعلك تستعيذُ من نفسك بعد نُطقك لـ ” أنا ” في أي جُملة ككفارةٍ لها ، تَفَكّر هُنا بمن يستحقُّ الإستعاذة بالله منه ” أنا ” ذات النّسمة الواحدة و الثلاثة حروف التي لا قُدرة لها على الإضرار بشيء ، أم هذا العالم بحروفه و حروبه التي لا نهاية لعددها و لا لضررها ، هل فعلًا نعوذ بالله من كلمة ” أنا ” ؟
أم أننا نعوذ بالله لأننا جزءٌ من هذا العالم ؟
نعود إلى الضحكات التي تأتي في وقتٍ نادرٍ فنستعيذ بالله من تسلّط الفرح علينا و سطوته على قلوبنا و ندعو بأن تكون نهاية هذه الفرحة ” خيرًا ” ، هل نحنُ بذلك الألم الذي يجعلُ الضحك و الفرح مُستنكر ! بل يُستعاذُ بالله من عواقبه ، ” كثرة الضحك تُميتُ القلب ” و لو أكثرنا الضَّحك لما استنكرناهُ أبدًا و لما تعوذنا منه ، و لكنَّه على عِزَّته يُستعاذُ منه و يُدعى بأن ” عسى تاليه خير ” فينتهي تمامًا بعد راء الخير و لا يُرى ثانيةً حتى نكرر إستقباله بنفس الطابع و كأننا نطردُ شيطانًا رجيمًا .. لا فرحًا و لا ضحكًا ، اضحك و قل ” ربِّ زِدني فرحًا ” و اترك الإستعاذة لأيام حُزنك و آنذاك أخبر حُزنك بـ ” عسى تاليك خير ” ليكون موطنًا رائعًا لإستخدام تعويذاتنا التقليدية في مواضعها الصحيحة ، و لا تنسى أن تُتبع اسم هذا العالم بالإستعاذة و أن تقول ” أنا ” دون أن تشعر أنك ذنبٌ يستعاذ منه .
هامش :
أنا التي لا ترى أن ” أنا ” ذنبًا ، فلا أستعيذُ من نفسي بقدر استعاذتي من العالم .
بقلمي :
” أنا ” جُمانه المطيري.