كتاب أكاديميا

أ. اسماء العوضي تكتب: مهارات القرن الـ 21

نحن في عصر أصبحت فيه المعرفة ليست مجرد وسيلة بل أصبحت غاية في حد ذاتها مما فرض متطلبات جديدة وتغيّر في أدوار المعلم والمتعلم على حد سواء، وذلك لإعداد جيل قادر على التعامل مع العولمة والاستفادة من المعارف في مواجهة تحديات المستقبل.

ويمثل ذلك تحدي للأنظمة التعليمية ومتطلبات جديدة لذا توجهت بعضاً منها الى محاولة التعرف على متطلبات القرن الحادي والعشرين وتحديد المهارات اللازم اكسابها للطلاب ليستطيعوا العيش والعمل في هذه الحياة. فما هي مهارات القرن الحادي والعشرين؟ ولماذا نحتاجها؟ وكيف نُكسب طلابنا هذه المهارات؟

يشير مصطلح مهارات القرن الحادي والعشرين وفقاً لمنظمة الشراكة من أجل مهارات القرن الحادي والعشرين إلى: “مجموعة المهارات اللازمة للنجاح والعمل في القرن الحادي والعشرين مثل مهارات التعلم والابتكار، والثقافة المعلوماتية والإعلامية والتكنولوجية، ومهارات الحياة والعمل”.

وتم تعريف مهارات القرن الحادي والعشرين بأنها ” طرق للتفكير، والعمل، والعيش في عوالم متصلة، غنية بالوسائل الإعلامية” أم سبب احتياجنا لتلك المهارات هو عدة تغيرات أبرزها :

  • التحولات الضخمة في مجالات التقنية والاتصال.
  • ازدياد التنافس وتنامي حدة التحديات العالمية مثل الانهيارات المالية وارتفاع حرارة الأرض، الحروب والتهديدات الأخرى للأمن والتضخم السكاني، مما يستدعي تنمية مهارات التفكير لدى الطلاب لمواجهة تلك التحديات.
  • الفجوة الواسعة بين العالم داخل المدرسة وبين العالم خارجها، حيث تكلف هذه الفجوة قطاع الأعمال مبالغ كبيرة لإيجاد العمالة الماهرة وإعادة تأهيل الموظفين الجدد.
  • الاقتصاد المعرفي حيث يتطلب عصر المعرفة إمداداً ثابتاً من العمال المدربين جيداً، وعمالاً يستخدمون القدرات العقلية والأدوات الرقمية في تطبيق مهارات معرفة جيدة في عملهم اليومي

واستجابة لمتطلبات القرن الحادي والعشرين سعت منظمة الشراكة من أجل مهارات القرن الحادي والعشرين لتحديد مهارات القرن الحادي والعشرين بحيث تشمل:

  • مهارات التعلم والابتكار التي تتكون من: مهارات الابداع والابتكار، ومهارات التفكير الناقد وحل المشكلات ومهارات الاتصال والتعاون.
  • مهارات المعلومات ووسائل الإعلام والتكنولوجيا وتتكون من: الثقافة المعلوماتية، والثقافة الإعلامية، والثقافة التكنولوجية.
  • المهارات الحياتية والمهنية وتتكون من: المرونة، التكيف، المبادرة والتوجيه الذاتي، والمهارات الاجتماعية، والإنتاجية والمحاسبية، والقيادة والمسئولية.

ولإكساب طلابنا هذه المهارات نحتاج الى إعادة النظر في نظامنا التعليمي بشكل كامل فلا يقتصر ذلك على ادراج مقرر مستقل في المرحلة الثانوية (مهارات حياتية) بل الوضع اشمل من ذلك، نحن نحتاج الى منظومة كاملة مترابطة من مراجعة محتوى المقررات واستخدام وسائل التقويم الاصيلة كملفات الإنجاز والمشاريع والتقارير التراكمية وتفعيل طرق التدريس المعتمدة على حل المشكلات والمشاريع والأسئلة بمختلف اشكالها وتوفير البيئة المناسبة المحفزة على الابداع والابتكار من بنى تحتية تقنية حديثة وقاعات دراسية مرنة وتطوير مهني للمعلمين ومشاركة المجتمع المحلي، كل ذلك لنُعد الطلاب على نحو افضل ليصبحوا منتجين ومبدعين وموجهين ذاتياً في مجتمع القرن الحادي والعشرين.

 

إعداد| أ. اسماء عبدالكريم العوضي

عضو هيئة التدريب

المعهد العالي للخدمات الادارية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock