كلية الصحة العامة نظمت مؤتمرا صحفيا للإعلان عن إنشائها وبرامجها
وعقدت الندوة الافتتاحية للكلية ” مستقبل الصحة العامة في الكويت وما بعدها كتبت نادية الراشد: عقدت كلية الصحة العامة بجامعة الكويت مؤتمراً صحافياً وذلك لتقديم كلية الصحة العامة للمجتمع ورسالتها الصحية ومخرجاتها التعليمية والدور الذي يمكن أن تقوم به في خدمة القضايا المتعلقة بالصحة العامة في الكويت ومنطقة الخليج.وقد تحدث خلال المؤتمر الصحفي كل من عميد كلية الصحة العامة بالوكالة الدكتور ناصر بهبهاني والمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور علاء علوان والوكيل المساعد لشئون الصحة العامة بوزارة الصحة الدكتورة ماجدة القطان والرئيس المهام العلمية بمركز دسمان للسكر د. ياكو تومليهتو . بداية رحب عميد كلية الصحة العامة الدكتور ناصر بهبهاني بجميع الحضور، ومن ثم أعطى نبذة عن إنشاء الكلية، قائلا:” أن هذه الكلية بدأت كفكرة وليدة من قِبل الدكتور /عبد الله بهبهاني في 2010 الذي بادر بإنشاء الكلية وأنجز الدراسة التمهيدية لها، ثم استلم هذه الفكرة الدكتور / باسل النقيب الذي رعاها وأعطاها الكثير من الجهد والطاقة . الى أن أقرّ مجلس الجامعة الموقر إنشاءها في ديسمبر 2013 ، حيث ضمت الكلية من خلال الدراسة التفصيلية لأنشائها خمسة أقسام أو تخصصات وهي :1) الصحة البيئية والمهنية 2) السياسة والإدارة الصحية 3) علم الأوبئة والإحصائيات الحيوية 4) ممارسة الصحة العامة 5) العلوم السلوكية والاجتماعية . وذكر د. بهبهاني أن هناك هدفين من إنشاء كلية الصحة العامة وهما : أولا – وضع تصور جديدحول مفهوم الصحة العامة ومحاولة تطبيقه في كل المجالات، ثانيا – تأهيل كوادر من أجل قيادة هذا التوجه وتفعيله . وأشار د. بهبهاني إلى أنه لولا النظرة الثاقبة لقسم طب المجتمع والعلوم السلوكية في كلية الطب ومباركتهم ودعمهم إنشاء كلية الصحة العامة لاستشعارهم بأهميتها للمجتمع الكويتي لما خرجت هذه الكلية إلى حيز الوجود، وفي نفس الوقت أشاد بالقسم وهنأه على بداية برنامج ماجستير الصحة العامة بتخصص الوبائيات والإحصاءات الحيوية (Epidemiology & Biostatistics) خلال السنتين الماضيتين. وأكد د. بهبهاني على أن كلية الصحة العامة تُعْطى مسئولية تطوير هذا البرنامج وإضافة تخصصات أخرى مثل السياسة والإدارة الصحية والصحة البيئية والمهنية وغيرها من التخصصات حيث يعتبر برنامج الماجستير في الصحة العامة حجر الأساس لأي كلية صحة عامة. مشيرا إلى رغبة الكلية بأن يستقطب هذا البرنامج بالإضافة للأطباء العديد من أصحاب المهن الصحية لكي نتمكن من غرس مفاهيم الصحة العامة للقياديين في مجلات عديدة مثل التمريض والتغذية والصيدلة والاقتصاد الصحي وغيرها. وأوضح أنه بالنسبة لبرنامج بكالوريوس الصحة وخدمات المجتمع (Health and Community Services) الجاري أعداد منهجه بشكله النهائي فهو برنامج جديد كلياً ليس على مستوى الكويت فقط وإنما على مستوى منطقة الشرق الأوسط، موضحا أن القائمين على كلية الصحة العامة يرون أن مثل هذا البرنامج سيساهم في إعداد كوادر تحتاجها وزارة الصحة في إداراتها المختلفة مثل إدارات الصحة العامة وتعزيز الصحة والصحة الوقائية ومراقبة الأداء وغيرها، ناهيك عن مؤسسات الدولة الأخرى التي بإذن الله ستستفيد من مخرجات هذا البرنامج. وبين د. بهبهاني أن مفهوم الصحة العامة أشمل وأوسع من مفهوم الرعاية الصحية ، مشيرا إلى عدة عناوين ومفاهيم هامة وأساسية يشملها التعريف الحديث للصحة العامة وهي :•العناية بالأصحاء قبل أن يصابوا بالمرض•أن تكون السياسات العامة لمختلف مؤسسات الدولة بتفاصيلها وليس بعمومياتها مراعية لصحة الإنسان في هذا البلد•الوقاية من الأمراض (Disease prevention)•حماية الصحة (Health Protection)•تعزيز الصحة(Health Promotion) وأضاف قائلا :” ولكن دعوني أذكركم بمبدأ بسيط تعلمناه في المدارس ونحن صغار، ألا وهو “درهم وقاية خير من قنطار علاج”. هذا المبدأ الذي يلخص بشكل جميل جداً كل ما تصبو إليه الصحة العامة ، ولنكن واقعيين، نحن كمجتمع متمدن بعيدين عن تطبيق هذا المبدأ وخير دليل على ذلك النسبة العالية للسمنة، وقلة الحركة وممارسة الرياضة، والعادات الغذائية الخاطئة ونسبة التدخين العالية في مجتمعنا سواء من السجائر أو الشيشة. ” وأضاف أن هذه هي الحقيقة وهذه هي الأسباب المؤدية للوباء المتزايد أو ما يسمى بالأمراض المزمنة غير المعدية التي يجب أن نواجهها ونعمل على تغييرها.، لافتا إلى مكان العمل والإجراءات الوقائية لمنع الإصابة خصوصاً بين العمال سواء في مجال البناء أو غيرها هو من صميم عمل الصحة العامة، حيث أن السقوط من علو يأتي في المرتبة الثانية من أسباب الوفاة بسبب الحوادث بعد حوادث السيارات. وذكر أن إن هذا التصور الجديد للصحة العامة المبني على المحافظة على الصحة وحمايتها وليس التركيز على علاج الأمراض فقط وخلق الكوادر المؤهلة لقيادة هذا التوجه هو أهم الأهداف التي من أجلها أنشأت جامعة الكويت كلية الصحة العامة.آملا أن تكلل جهود هذه الكلية بمشاركة حليفها الاستراتيجي وزارة الصحة وبتعاون أخواتها الكبار وهم كليات مركز العلوم الطبية ومركز دسمان للسكر. نأمل أن تنجح جهود هذه الجهات مجتمعة لكي يكون لها بصمة في تغيير هذا المسار التصاعدي لمشاكلنا الصحية.وتوجه بالشكر للدكتور علاء علوان على قبوله الدعوة للمشاركة.وأيضا توجه بالشكر للدكتور توهيلتو على المشاركة.وفي الختام توجه د. بهبهاني بالشكر لإدارات جامعة الكويت المتلاحقة على دعمها ومساندتها لهذه الكلية، متطلعا إلى مزيد من الدعم لمواصلة المشوار تحت راية أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد وولي عهده الأمين. والله ولي التوفيق. ومن جانبه أعرب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العامة الدكتور علاء علوان عن سعادته بالمشاركة بهذا اللقاء وأيضا بالندوة التي سيلقيها حول موضوع في غاية الأهمية ، مشيرا إلى أنهم في منظمة الصحة العالمية وهي المنظمة التي تقود العمل الصحي العالمي مهتمين جدا بتقوية وتعزيز القدرات الوطنية في مجالات الصحة العامة ، مبينا أن للصحة العامة مفهوم أوسع بكثير من الرعاية الصحية أو الرعاية العلاجية ، حيث تتضمن الصحة العامة سلسلة من الإجراءات تبدأ أولا – بإجراءات تعزيز الصحة وهناك أمثلة عدة حول أنماط الحياة الصحية والإجراءات التي ينبغي أن تنفذ في مجال مكافحة الأمراض مثل الأمراض السارية أو الأمراض المعدية بالتطعيم واللقاحات التي تمنع حدوث الأمراض ، وثانيا- مكافحة الأمراض ، ثالثا- الصحة العلاجية( الرعاية الصحية )، رابعا- الرعاية التأهيلية خامسا- الرعاية التلطيفية للمصابين بأمراض لا يرجى شفاءها .وأكد د. علوان أن منظمة الصحة العالمية مهتمة جدا في العمل ودعم المؤسسات التي تركز على تعزيز قدرات البلدان الأعضاء في مجال الصحة العامة ، مشيرا إلى أنه لدينا في هذا الإقليم تحديات كثيرة جدا والذي يضم كل الدول العربية والدول المجاورة لها وهي إقليم شرق المتوسط إضافة إلى دول الخليج .وأشار إلى أنه لدينا في دول الخليج سلسلة من التحديات الصحية التي تهدد الصحة في هذا الإقليم والتي ينبغي التصدي لها ، وهذه التحديات قد نوقشت مع وزراء الصحة في عام 2012 ، وقد اتفق كل وزراء الصحة في الإقليم على أن يتم التركيز على خمس أولويات :1. مكافحة الأمراض السارية أو المعدية ( الأمن الصحي في الدول )2. الأمراض غير السارية ( القلب والأوعية الدموية- السكر- السرطان-أمراض الرئة المزمنة )3. صحة الأمهات والأطفال.4. تقوية الأنظمة الصحية خاصة بالمعلومات الصحية .5. الأزمات والاستجابة والتأهب للأزمات . وفي كلمة لها بهذه المناسبة أعربت الوكيل المساعد لشئون الصحة العامة بوزارة الصحة الدكتورة ماجدة القطان عن سوروها واعتزازها بالمشاركة في الندوة الافتتاحية لكلية الصحة العامة بجامعة الكويت، تحت عنوان “مستقبل الصحة العامة في الكويت و ما بعدها”. وأضافت د. القطان قائلة :” بالأصالة عن نفسي، و بالنيابة عن كافة العاملين في مجال الصحة العامة في دولة الكويت، وكافة المهتمين بشؤون الصحة العامة على المستويين المحلي و الدولي ، أن أبارك للجميع على إنشاء كلية الصحة العامة، ككلية جديدة ضمن مركز العلوم الطبية بجامعة الكويت، لتكون إضافةً تعليمية مهمة و مساهمةً فعالة في رفع القدرات و الكفاءات المحلية في مجال الصحة العامة، و خطوةً إيجابية جادة نحو إعداد الكوادر الوطنية و تنمية مهاراتها و تأهيلها للعمل في مجالات الصحة العامة و ميادينها “. وأكدت د. القطان على أن إنشاء كلية الصحة العامة بجامعة الكويت يعكس اهتمام دولة الكويت المستمر بمجال الصحة العامة، و يعكس الإدراك الواسع للدور الرئيسي الذي تلعبه الصحة العامة في حماية صحة الافراد والمجتمعات والعمل على تحصينها، و يعكس كذلك دورها الفاعل في تعزيز صحة المجتمع من خلال مكافحة الامراض ككل وخلق الوعي الصحي و محو الأمية الصحية و تشجيع أنماط الحياة الصحية لدى الافراد بالمجتمع. وأوضحت أن إنشاء كلية الصحة العامة بجامعة الكويت يعكس أيضاً حرص الدولة على الارتقاء بالقدرات و الكفاءات و الخبرات الوطنية في مجالات الصحة العامة في دولة الكويت، مما سيساهم ودون أدنى شك مساهمةً إيجابيةً في تعزيز صحة المجتمع في دولة الكويت. وأردفت د. القطان قائلة :” إن دولة الكويت في اهتمامها المستمر بالصحة العامة و حرصها على استقطاب و تطوير القدرات و الكفاءات في مجالات الصحة العامة — ليست بمعزل عن المجتمع الإقليمي و الدولي، حيث تولي الدول و الأنظمة الصحية في السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً لعلوم الصحة العامة و أساليبها، و تبذل الجهود الكبيرة في سبيل تطوير قدراتها الوطنية و استقطاب الكفاءات الأجنبية في مجالات الصحة العامة، و ذلك ضمن توجه عالمي يتخذ من أساليب الصحة العامة و طرقها منهجاً “. وأشارت د. القطان إلى أن الصحة العامة لم تعد خياراً استراتيجياً فحسب، بل ضرورةً وطنيةً مُلِحّة خاصةً في ظل المتغيرات الكبيرة التي تشهدها الساحة المحلية والدولية، كازدياد نسبة كبار السن بين إجمالي السكان، و ظهور الأمراض المعدية المستجدة، و انتشار الأوبئة، و قلّة الموارد المتاحة للصحة. كل هذه التحديات و غيرها تجعل من الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة للصحة ضرورة وطنية لا غني عنه، مبينة أن طرق الصحة العامة و أساليبها والتي تركز على الوقاية من الأمراض و مكافحة الأوبئة و تعزيز الصحة و تقديم رعاية صحية آمِنة وذات جودة عالية، هي الوسيلة الأمثل لتحقيق صحة أفضل للجميع، وذلك تأكيدا لمقولة الوقاية خيرٌ من العلاج.وبدوره قال رئيس المهام العلمية في مركز دسمان للسكر الدكتور ياكو تومهيلتو أن هناك تعاون قائم بين المركز والكلية، مشيرا إلى أهمية إنشاء هذه الكلية التي ستعنى بدراسة التحديات التي تواجه الرعاية الصحية في المجتمع ككل ودراسة العادات الصحية الخاطئة التي قد تتسبب في تزايد انتشار الأمراض في المجتمع مثل مرض السكري الذي أخذ بالتزايد في المجتمع الكويتي والخليجي على وجه الخصوص . وعقب المؤتمر الصحفي عقدت الندوة الافتتاحية للكلية بعنوان: ” مستقبل الصحة العامة في الكويت وما بعدها”، والتي ستعقد تحت رعاية مدير جامعة الكويت الأستاذ الدكتور حسين أحمد الأنصاري، وذلك على مسرح مركز العلوم الطبية في الجابرية، وذلك لتقديم كلية الصحة العامة للمجتمع ورسالتها الصحية ومخرجاتها التعليمية والدور الذي يمكن أن تقوم به في خدمة القضايا المتعلقة بالصحة العامة في الكويت ومنطقة الخليج .
