كتاب أكاديميا

‏سعاد فهد المعجل: الجمعية التعليمية!

  

الجمعية التعليمية!المقالات

 

 0 التعليقات

سعاد فهد المعجل

رُبَّ ضارة نافعة كما يقولون.. فالضجة التي أحدثها تصريح وزيرة الشؤون حول منح احدى الجمعيات صلاحيات واسعة، منها الحق في إقامة جامعات ومدارس داخل الكويت وخارجها، بالاضافة الى تخويل الجمعية المساهمة في تطوير المناهج الخاصة بالتربية والتعليم والاعلام.. الى آخر ما جاء في تصريح وزيرة الشؤون!

أقول إنها ضجة نافعة، لأنها ستفتح الباب لمناقشة ومراجعة «صلاحيات» تتمتع بها بعض جمعيات النفع العام، وبشكل مخالف لقانون واهداف هذه الجمعيات!

وزيرة الشؤون وضحت في ردها على من انتقدها بأن مثل هذه «الصلاحيات» تتمتع بها جمعيات اخرى خيرية واهلية.

قطعاً لا علاقة لجمعيات نفع عام او خيرية بالتعليم.. هذا ما يقوله المنطق والواقع. لكن، ولأسباب مختلفة تم اقحام هذا «الحق» إما لترضية وإما لاستقطاب او لأهداف سياسية اخرى، خاصة ان اغلب جمعيات النفع العام التي تتمتع بهذا «الحق» هي ذات خلفية مدعومة او داعمة لتيار اسلام سياسي معين.. واذا ما استرجعنا طبيعة تحالف الحكومة مع تيارات الاسلام السياسي لعقود طويلة، تصبح المسألة مفهومة الى حد ما!

كان لأحد الشيوخ المنتمين الى احدى الجمعيات برنامج في الاذاعة يجيب فيه عن اسئلة المستمعين.. فكان ان سأله احدهم عن شروط دفع الزكاة لطالب العلم.. أجاب شيخنا الفاضل بأن ذلك يجوز طبعاً، بشرط ان يكون طالب العلم متخصصاً في علوم شرعية او فقهية.. بمعنى آخر ان طالب العلم الذي يدرس الطب او الهندسة او العلوم لا يجوز ان يُنفق عليه من اموال الزكوات! أي تعليم واي جامعات واي مناهج نتوقع ان تخرج من اي جمعية او جهة مسيّسة دينيا؟!

نقف اليوم كعالم بشري على اعتاب عصر جديد يوصف بأنه عصر العلم.. حيث تثير التكنولوجيا اليوم جدلاً دينياً وأخلاقياً.. فكما ان هنالك مسلمات دينية لا يمكن اثباتها علمياً.. فهنالك ايضا نظريات علمية لم يتم التأكد من صحتها وبقيت فرضيات محتملة!

بمعنى آخر ان العالم من حولنا قد استطاع ان يتجاوز جدلية العلم والدين.. وعما اذا كانت العلاقة بينهما هي علاقة تصادم ام تكامل.. وذلك باختيار مبدأ الفصل بين الاثنين.. وهو ما مكّن اوروبا من الانتقال من العصور الوسطى الى عصر النهضة والتنوير!

وتلك قفزة لن نستطيع ان نحققها، طالما لا نزال نرى في جمعيات دينية مراكز مناسبة لطالبي العلم والمعرفة!

فلتكن إذاً بداية اصلاح مثل هذا الفهم الخاطئ من قرار الفاضلة وزيرة الشؤون، الذي وافقت فيه على تعديل نظام هذه الجمعية بصلاحيات واسعة!

القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock