بيان القائمة الإسلامية بجامعة الكويتبمناسبة الأعياد الوطنية
بسم الله الرحمن الرحيم
تتجدّد فينا ذكريان عزيزتان، ومناسبتان غاليتان على قلوب أهل الكويت، ذكرى العيد الوطني الـخامس والخمسين، وذكرى عيد التحرير الخامس والعشرين من الغزو الصدّامي البائد، فنبارك لكويتنا الحبيبة، ولأهلها الأوفياء الشرفاء تلكما المناسبتان، أعادهما الله علينا كل عام بموفور من الخير والأمن والطمأنينة.
لقد أضحى عيد الاستقلال عيدا مجيدا أصّل لعزة الكويت، باعتبارها دولة مستقلة القرار، تساير ركب الحضارات الأخرى، وتؤسس لنهضة عامة على جميع المستويات والركائز، وتلعب دورا فاعلا وهاما تجاه القضايا الإنسانية وقضايا الأمة الإسلامية والعربي.
إن قواعد الديمقراطية الحديثة التي تزخر بها الكويت، وتنعم في ظلها، والتي وُضِعت لبنتها الدستورية في عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم لهي النواة والمنطلق الذي نرتكز عليه ونحتكم إليه في كل شؤوننا، وهو السور الحامي لأمننا الداخلي واستقرارنا الاجتماعي والسياسي.
وما إن حل الغزو الصدّامي الأثيم الغادر على درّتنا الحبيبة وسطى على مقدّراتنا وخيراتنا وأمننا، إلا وقد رأى العالم كله بعين الحق والحقيقة؟، بعين جلية ناصعة كيف التف الشعب بجميع أطيافه وتنوعاته حول الدستور وحول القيادة الشرعية لأسرة آل الصباح الكرام، ليبرهنوا على تجذر تلك العلاقة، وتأصلها في النفوس والمواقف، وعمق قرارها في وجدان الشعب الأصيل.
وهكذا استمرت الكويت وأبنائها البررة يواجهون العواصف والمصاعب والفتن المحيطة بعين البصيرة والحكمة، والالتفاف حلو المشتركات العامة، والأهداف العليا التي تخدم الوطن لا تضره، وتمنع من تغلل الوهن والخيبة.
لقد تبلور في الأذهان ورسخ في النفوس والصدور أن لا نجاة لسفيتنا ولا أمن إلا بتطبيق القانون العادل لا المجحف، بتحكيم العقل قبل العواطف، بترسيخ مبادئ الدستور لا الفوضى وحكم الجاهلية، بالبعد عن التصنيفات الفئوية والطائفية النتنة التي تنهش في جسد الكويت، وتقوّض أركانها، وبالأخذ بمجامع الحكمة والرأي الحصيف.
إن تلكم المرتكزات لهي السبيل الأنجع للمسير بسفينة الكويت نحو شاطئ الأمن والسلام في ظل ظروف إقليمية ملتهبة، وعواصف تكفيرية إرهابية وإقصائية حادة، نعم لا نجاة للكويت إلا بالوعي والتعاون والوحدة، لا الغفلة والجهل والاصطفاف.
يصدح الكثير منا بالوحدة الوطنية وضرورتها في أيامنا هذه، ومالوحدة التي نعرفها ويعرفها عقلاء البلد وقادتها إلا التطبيق الحقيقي، والسعي الفعلي والشعور العميق بكوننا جزء لا يتجزأ من نسيج الوطن، نسيج لا يلغي الآخر ولا يقصيه، نسيج جميل بتنوعه واختلافه، قبيح بتفرقه وتناحر أطرافه.
إن القائمة الأسلامية بجامعة الكويت إذ تبارك للشعب الكويت هاتين المناسبتين تدعو الله تعالى أن يحفظ بلدننا من الفتن والأهواء والتفرقة، وتدعو جميع القيادات فيه كل الأطراف والتوجهات الفكرية والسياسية والاجتماعية أن يتقوا الله في الكويت، ويعرفوا عظم المسؤولية المنقولة لدينا من الآباء والأجداد، ويعملوا بكل طاقتهم لنهضتها ولُحمتها وعمرانها وتطويرها.
هي أمانة ثقيلة، وواجب خطير، لا يحتمل المجاملات أو التسويف أو التوهين.
كل عام والكويت بخير، كل عام وقيادتنا الحكيمة بخير ممثلة بالقائد الإنساني حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.
القائمة الإسلامية – جامعة الكويت
(صوت الطالب الواعي)
25 / 2 / 2016م