مؤتمر الكويت الدولي الأول لتكنولوجيا النانو اختتم فعالياته
أهم توصياته: مبادرة لتكنولوجيا النانو ونادي تكنولوجيا النانو للشباب
اختتم مؤتمر الكويت الدولي الأول لتكنولوجيا النانو فعالياته التي استمرت 3 أيام في الفترة من 9-11 فبراير وقد لاقى المؤتمر إقبالا كبيرا من الباحثين والعلماء المحليين والدوليين، كما لاقى إقبالا مجتمعيا كبيرا من المهتمين بهذا الفرع من العلوم.
وفي هذا الصدد أعرب رئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور علي بومجداد أستاذ الكيمياء بجامعة الكويت عن سعادته بالمؤتمر ونتائجه وتوصياته، لافتا إلى أنه لم يكن يتوقع هذا الإقبال والاهتمام المحلي والخارجي، مؤكدا على أن هذا النجاح يزيد المسئولية على عاتقنا نحن المهتمون بعلم وتقنية النانو وأننا إن شاء الله سنستثمر هذا النجاح بمساعدة المؤسسات الأكاديمية والبحثية في الكويت وننظم هذا المؤتمر بشكل دوري كما جاء في توصيات المؤتمر، كما سنقوم بتسليم المسئولين في الدولة نسخة من هذه التوصيات المهمة التي نتمنى أن يدعمها المسئولين في الدولة.
وأعرب الدكتور بومجداد عن سعادته كون من قام بالدور التنظيمي الأكبر في هذا المؤتمر هم من فئة العلماء الشباب وطلبة الجامعة، حيث كان النجاح باهرا وبمستوى دولي حسب شهادة الأساتذة العلماء الزائرين، لافتا إلى إشادة وانبهار أكثر من أستاذ من خارج الكويت بمستوى الأبحاث المحلية لفئة العلماء الشباب في الكويت، مؤكدا على أنها لا تقل مستوى عن ماعرضه الأساتذة الكبار ضيوف المؤتمر.
وبين أ.د. بومجداد أن هذا الأمر يستدعي اهتماما أكبر بهذه الفئة فقد شرفوا دولة الكويت أمام ضيوف المؤتمر بالرغم من الإمكانات المتواضعة جدا وقلة الدعم البحثي لهم وعدم توافر الكثير من الأجهزة الضرورية لعلم وتقنية النانو لهم، مشيرا إلى أنه سيوجه خطابا لمدراء جميع المؤسسات البحثية في هذا الخصوص طالبا مزيد من الدعم لعلم النانو ولعلماء النانو في دولة الكويت.
والجدير بالذكر أن برنامج المؤتمر المكثف تطرق على مدى أيامه الثلاثة الى أربعة مجالات رئيسية متعلقة بعلوم وتكنولوجيا النانو، وهي تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا المواد والأجهزة والطاقة والطب بمختلف تخصصاته، وقد حاضر فى المؤتمر خمسة من المتحدثين الرئيسيين و16 مدعوا إضافة الى 110 محاضرة وملصق علمي لمجموعة من الأكاديميين المتميزين من 22 دولة علي مستوى العالم.
وقد كان من ضمن المشاركين عدد كبير من محرري المجلات العلمية ذات معامل التأثير العالي وقد ألقوا محاضرات قيمة للحضور تتعلق بضرورة التركيز على نشر الأبحاث النوعية والتركيز على النوع وليس الكم مع ذكر ملاحظات حول النشر العلمي وكيفية تعامل المحريين مع الأبحاث التي تقدم لهم.
كما تضمن المؤتمر العديد من الفعاليات الأخرى ومنها ندوة التأثير الاقتصادي لتكنولوجيا النانو على دول الخليج، والتي حاضر فيها كل من الدكتور خالد مهدي الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية في دولة الكويت والدكتورة لبنى عكاشة مدير برنامج دعم الشركات في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وأيضا شارك في الندوة الدكتور عبدالعزيز الحرقان عضو مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية وكذلك الدكتور أوس الشمسان عميد معهد الملك عبدالله لتكنولوجيا النانو في جامعة الملك سعود وأيضا مدير عام شركة مايكروسوفت الكويت السيد تشارلز نحاس.
كما تم تقديم ورشة للمبتدئين في مجال تكنولوجيا النانو والتي أشرف عليها الدكتور علي عبدة من جامعة الشرق الأوسط الأمريكية في الكويت، وقد لاقت هذه الدورة إقبالا شديدا ومشاركة كبيرة فاقت التوقعات، وأيضا كان هناك برنامج توعوي كبير بتكنولوجيا النانو لطلبة وطالبات وزارة التربية والمعاهد والكليات في مختلف المؤسسات الأكاديمية في الكويت والذي أقيم بشكل مواز لبرنامج المؤتمر العلمي بالتنسيق مع توجيه العلوم في وزارة التربية والمنظمة العالمية لاستثمار أوقات الفراغ في العلوم والتكنولوجيا (ملست)، وقد شارك في هذا البرنامج التوعي أكثر من 600 طالب وطالبة من السنة الثانية عشر في الثانوية الحكومية والخاصة والعديد من المدرسين والموجهين، وقد أعطى الدكتور محمد العنزي عضو هيئة التدريس في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وعضو اللجنة المنظمة محاضرات شيقة باللغة العربية للمدارس الحكومية بينما ساهم الدكتور ياسر عبد الرحيم من كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت وعضو اللجنة المنظمة في المؤتمر بمحاضرات باللغة الإنجليزية لطلبة المدارس الخاصة.
ونتيجة لما تم عرضه في هذه الأبحاث من معلومات وحقائق علمية والمناقشات التي جرت بعد إلقاء هذه المحاضرات والفعاليات المختلفة من معلومات من قبل المشاركين في المؤتمر، فقد توصل المشرفون على المؤتمر والمشاركون فيه إلى عدد من التوصيات الهامة والتى تتضمن مقترحات على مستوى الدولة متمثلة فى مبادرة لتكنولوجيا النانو يشرف على إعدادها فريق من المختصين بتكنولوجيا النانو فى الكويت لوضع خطط طويلة ومتوسطة المدى لتوطين النانوتكنولوجى وتوظيفه فى تعزيز اقتصاد دوله الكويت وتنويع مصادر الدخل فيها.
وعلى مستوى الشباب أوصى المؤتمر بانشاء نادى متخصص بالنانوتكنولوجى لفئة الشباب على غرار المركز العلمي بحيث يكون تابعا لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وعلى مستوى وزاره التعليم العالى أوصى المؤتمر على حث مختلف المؤسسات الأكاديمية والبحثية في الدولة على تبني برامج ومقررات أكاديمية وعلمية في تكنولوجيا النانو.
يذكر أنه في ختام أعمال المؤتمر تقدم المنظمون والمشاركون فيه إلى جميع الجهات الداعمة والشركة التسويقة آرت دايمنشن ببالغ الشكر والتقدير على المساهمة في إنجاز هذا المؤتمر المهم والأول من نوعه في دولة الكويت، كما أكدت اللجنة المنظمة أنها ستوصل التوصيات المهمة التي ذكرت في حفل الختام الى راعي الحفل معالي الدكتور علي العمير وزير الأشغال العامة ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة لإيصالها للمسؤلين بدوله الكويت بغرض دعمها وتنفيذها مؤكدين على ضرورة إعادة تنظيم مثل هذه المؤتمرات بشكل دورى بمشاركة كافة مؤسسات الدولة ذات العلاقة، كما تمنى القائمون على المؤتمر الاستفادة من مثل هذه الفعاليات فى تطوير اقتصادنا بما يضع هذا الوطن العزيز في المكانة اللائقة به، وتوفير الرفاهية والرخاء لأبناء شعبنا المخلصين.