«فالنتاين» جامعة الكويت أحمر شبابي … أسود بنّاتي!

اكاديميا| الراي

الطلبة انقسموا بين شباب مؤيدين لـ «عيد الحب» ويحتفلون به وشابات معارضات رأينه عادةً دخيلة على المجتمع
عبدالرحمن العجمي: المناسبة رمزية توجب الاحتفال والفرح ولا داعي لتضخيم الجانب السلبي
مروان عصام: لا مانع من التهادي بالورود والتعبير عن حبنا لأشخاص لا نتخيل حياتنا من دونهم
رنا محيي الدين: فكرة مرفوضة تماماً فهي عادة دخيلة وتعارض قيم الدين
سعاد محمد: لدينا من تعاليم ديننا ما يدعونا للمحبة والتراحم كل يوم وليس يوماً في العام
ابتهال غانم: قصة فالنتاين خرافية وهذا سببٌ كافٍ لرفضها عدا مخالفتها لديننا
دينا الحربي: بدعة لا أحتفل بها…فالحب فعل يجب ممارسته يومياً في التصرفات كافة
لبنى الأعرج: لا أريد أن أتشبه بالغرب حتى لا أُحشر معهمما أن يطل شهر فبراير برأسه، حتى يبدأ اللون الأحمر بالتسلل إلى واجهات محلات الألعاب والهدايا والملابس، حتى إذا ما انتصفت أيامه وأشرقت يوم الرابع عشر منه رأيت الأحمر سيد الألوان في كثير من المظاهر والأنحاء. فهو يوم عيد الحب الذي يصبطغ فيه العالم كله باللون الأحمر إعلانا لتجدد الحب في نفوس البشر، وفق المفهوم الغربي للمناسبة التي تستند إلى رواية عن القديس فالنتاين واحتفاله بالحب رغم سجنه.
لكن في عالمنا العربي يبدو الأمر مختلفا، أو بالأحرى متباينا، بين مؤيد ومعارض. أما المؤيدون فيرونها فرصة لتجديد الحب وكسر الروتين والتغيير، وتتباين بينهم مظاهر الاحتفال، فبعضهم ــ ولاسيما العشاق ــ يتهادون الورد الاحمر الذي يرمز الى شدة الحب، والبعض الآخر بالهدايا المميزة والثمينة كالذهب والفضة والألماس، وهناك من يذهب للاحتفال خارج منزله في عشاء على ضوء الشموع، حيث تسود في هذا اليوم أجواء الحب معظم المناطق والبيوت وتتزين النساء باللون الأحمر الذي يحرك مشاعر الحب والعشق.
أما المعارضون فيرفضون الظاهرة من حيث المبدأ، هذا عدا الاحتفال بها، لأنهم يرونها سلوكا دخيلا على المجتمع الإسلامي الذي يرفض «التقليد الأعمى» والابتعاد عن أخلاق الأمة وتقاليدها. وبين الفريقين سيمضي يوم الرابع عشر من فبراير في الكويت، كلٌ يتعامل معه حسب فكره، لأن الأمر يرجع لحرية الفكر والاعتقاد وهو حق مكفول لكل شخص.
في جامعة الكويت لم يختلف الأمر عن واقع المجتمع، ولكن الملاحظ أن النظرة للمناسبة اتخذ طابعا خاصا، فالشباب مع الحب وعيده، والبنات يرفضنه بالمطلق، ومن هنا جاء التباين، ففيما دعا الشباب للفرح واتخاذ يوم الفالنتاين مناسبة للتعبير عن المشاعر، رأت الطالبات أن ما لدينا من تعاليم دينية كفيلة بالتراحم والتواد كل يوم وليس فقط في يوم واحد بالعام.
في الجانب الشبابي يرى الطالب عبدالرحمن العجمي أنه «مع يوم الفالنتاين يجب عدم تضخيم الأمور والتفكير بسلبية والتدقيق في كل شيء، واخذ الجانب السلبي من المواضيع، حيث انه يعتبر اليوم مناسبة مميزة وجميلة أيضا، وتحمل رمز الحب والعشق والمشاعر الجياشة، فلماذا نرفض شيئا جميلا قد يفرح قلوب الآخرين» لافتا الى انه يعلم قصة عيد الفالنتاين، ولكن ما يهمه هو ان المناسبة رمزية في عصرنا هذا وليس في الأصل.
ورأى العجمي أن «الاحتفال بهذا اليوم يكون بتبادل الهدايا الرمزية التي لها معنى كبير مثل الورود الحمراء أو العاب على شكل دببة، بالاضافة الى الكلمات التي تنبع من القلب والتي تعد أجمل وأهم من كل الهدايا، ففي ببعض الأحيان يحتاج الانسان الى سماع الكلام الذي يسعد القلب ويبعث في نفسه الراحة والطمأنينة».
ويشاركه في الرأي الطالب مروان عصام الذي أكد أنه يحتفل بعيد الحب «ولكن ليس باحتفال يذكر بل بتبادل الورود فقط لأن يوم الفالنتاين مناسبة رمزية وليس عيدا، فلا يوجد لدينا غير عيدين هما الفطر والاضحى، ولكن لا يمنع من التهادي بالورود والتعبير عن حبنا للأشخاص الذين نحبهم ولا نستطيع أن نتخيل حياتنا بدونهم».
وأضاف أن «جعل يوم 14 من شهر فبراير يوما مميزا للأحبة والفالنتاين لا يمكن حصره للحبيبين بل قد نعبر عن حبنا للأم وللأب وللإخوة والأقارب».
بالمقابل رفضت الطالبة رنا محيي الدين فكرة الاحتفال بعيد الفالنتاين رفضا باتا حيث أكدت أنها «عادة غريبة وغير اسلامية بل عادة دخيلة على المجتمع العربي الاسلامي، ولأن فكرة هذا اليوم ارتبطت بالقسيس المعروف باسم فالنتاين» لافة إلى أنه «مازال بعض الكفار يحتفلون بهذا العيد، بينما الاحتفال بالحب أو التعبير عنه لا يحتاج الى يوم واحد ومحدد، فالانسان يستطيع التعبير عن الحب وعن مشاعره في كل وقت وحين، ولا يجب حصر مشاعر الانسان في يوم واحد فقط»
واستدركت محيي الدين أن «الأمر في الأخير حرية شخصية ولكل شخص الحق في رفض أو قبول فكرة الاحتفال بتلك المناسبة، فالغرب والأجانب لا يحتفلون بأعياد المسلمين ولا يشاركونهم فرحتهم فلماذا نحن نشاركهم أعيادهم؟!».
من جانبها أكدت سعاد محمد رفضها التام ليوم الفالنتاين «لأنه دخيل على عاداتنا وتقاليدنا كأمة عربية اسلامية وبالمقام الأول، لأنه يخالف ديننا الاسلامي الحنيف، فقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحثنا على المحبة والتراحم والتعاطف في ما بيننا، ولكنها لم تخصص يوما لذلك، كما أن التعبير عن الحب لا يكمن فقط في تبادل الهدايا والكلمات الجميلة وفقط ليوم واحد، كما أن سماع قصة فالنتاين القديس سبب كاف لمعارضتها».
وأيدتها الطالبة ابتهال غانم التي شددت على انها ضد فكرة الاحتفال بالفالنتاين، «لأنها ليست من أعياد الاسلام التي نتبعها ونحتفل بها، بالاضافة الى أن الحب والمودة يحتاجان منا اياما كثيرة للتعبير عنهما لمن حولنا، وليس يوما واحدا فقط» مبينة أنها تعتقد ان القصة المتعلقة بالفالنتاين هي قصة خرافية لا أصل لها.
أما دينا الحربي فأكدت أن الفالنتاين بدعة وانها لا تحتفل به مطلقا حيث ان الحب فعل يجب ممارسته يوميا في جميع التصرفات والافعال وهو شعور موجود بالقلب دائما ويمكن التعبير عنه في كل وقت وكل مكان ومن الصعب حصر هذا الشعور في يوم واحد فقط وليس على أحد المشي وراء الغرب في عاداتهم ومعتقداتهم مبينة أنها لا تعترف بيوم الفالنتاين أبدا.
بدورها قالت لبنى الأعرج انها ضد فكرة عيد الحب فهي لا تؤيدها ولا تعتنقها ولا تثق بها، لافتة الى ان الكثير من المسلمين يحتفلون بهذا اليوم ولا يعرفون ما قصته الحقيقية وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من تشبه بقوم حشر معهم»، فعيد الفالنتاين يحمل كل رموز الابتداع والشرك بالله والادعاء بأن معه إلها اخر تعالى الله عن ذلك.
وأضافت لبنى أنه «وعندما يقرأ البعض القصة الحقيقية لهذا ما يسمونه بعيد الحب يدركون خطأهم وبشاعة توجههم» مشيرة إلى انها من الصغر لم تعترف بهذا العيد ولم تحتفل به مع زميلاتها في المدرسة او الجامعة، كما ان لا يوجد للمسلمين سوى عيدين وهما عيد الفطر والأضحى وأي عيد آخر بدعة وقد استقرت الفتاوى الشرعية على حرمة التشبه بالنصارى.
هذه قصة فالنتاين

تقول الرواية عن قصة عيد الفالنتاين أن الإمبراطور الروماني «كلوديس» الثاني استدعى القديس فالنتين، وتناقشا معا حيث أعجب الامبراطور بالقديس، وحاول أن يقنعه بأن يتخلى عن المسيحية، ويدخل الديانة الوثنية إلّا أنه رفض وحاول بدوره أن يقنع الإمبراطور بالدخول إلى الديانة المسيحية، فغضب الإمبراطور وحكم عليه بالإعدام.
وتقول الروايات إن القديس فالنتاين كتب أول «بطاقة عيد حب» بنفسه لتنفيذ حكم الإعدام فيه، ويقال على الأغلب إنه أحب ابنة السجان التي كانت كفيفة، وعمل على شفائها، وأرسل فالنتاين لها رسالة قصيرة ووقّعها قائلاً لها: «من المخلص لك فالنتاين»، وتم تنفيذ حكم الإعدام فيه يوم 14 فبراير، لذلك أطلق عليه لقب «قديس»، ومن يومها أصبح هذا اليوم مرتبطا بمفهوم الحب والغرام والوفاء للقديس فالنتاين الذي فدى دينه بروحه، وأصبح من الطّقوس المعتادة تبادل الورود الحمراء، والبطاقات الّتي تحوي صور «كيوبيد»، ويكون على هيئة طفل له جناحان يحمل قوسا وسهما. وكيوبد يعتبر إله الحب عند الرومان، فكانوا يعبدونه من دون الله!
للمتزوجين… فقط!

الطالبة عايشة الديحاني قصرت الاحتفال بالفالنتاين على المتزوجين فقط، مشيرة إلى أنها «مناسبة جميلة تعيد الذكريات الجميلة للأشخاص المتحابين وتجعلهم يجددون حبهم الذي بكل تأكيد قد تشوبه المشاكل والعوائق مع ظروف الحياة، وتكون مظاهر احتفالهم به جميلة مثل التهادي بالورود الحمراء، بالاضافة الى قضاء الوقت خارج المنزل والعشاء على ضوء الشموع، ولكن هذه المناسبة تعتبرها للمتزوجين فقط» مشيرة الى انها تحتفل مع صديقاتها بالجامعة ولكن ليس بالاحتفال الكبير بل فقط يتبادلون الورود الحمراء، حيث يتم شراء مفارش حمراء لطاولة الجامعة وشراء عدد من الورود الحمراء وتوزيعها، ويكون كل شيء ملونا بالأحمر لأنه لون يعبر عن شدة الحب، مبينة أنها لا تعرف شيئا عن القصة المتداولة لعيد الحب فالنتاين.
الحب… كل يوم

الطالب محمد الخميس خالف زملاءه مؤكدا أنه يرفض الفالنتاين «لأن الشخص لا يحتاج ليوم معين للاحتفال مع زوجته ويستطيع الاحتفال بها كل يوم ان اراد ذلك، فلا يجب ان يحصر الحب في يوم واحد كما ان الاحتفال بعيد الحب ليس من عادات مجتمعنا العربي الاسلامي بل هو عادة دخيلة على مجتمعنا ولا يجب علينا السير وراء معتقدات وافكار الغرب ويجب ان يكون للعرب فكر خاص بهم وشخصية مستقلة».