انطلاق الموسم الثقافي لكلية القانون الكويتية العالمية
محطات في تجارب أعضاء هيئة التدريس الأكاديمية والعلمية
أ.د. سهام الفريح: مفاهيمنا حول تاريخنا مصدرها مناهج متخلفة وآراء بعض الشعوبيين
د. أحمد المعتصم: علينا أن نتحلى بفضيلة الصبر على العلم
أبحرت أ.د. سهام الفريح – أستاذ اللغة العربية في كلية القانون الكويتية، في أعماق تجربتها مع اللغة العربية وآدابها وارتباطها بواقع وحضارة الأمة ماضيا وحاضرا، بينما طاف د. أحمد المعتصم – أستاذ مساعد القانون التجاري في الكلية في أرجاء مشواره مع الدراسة والوظيفة من الإسكندرية إلى الكويت مرورا بواشنطن.
جاء ذلك في الندوة التي حملت عنوان “محطات في تجارب أعضاء هيئة التدريس الأكاديمية والعلمية” وتم تنظيمها ضمن الموسم الثقافي لكلية القانون الكويتية العالمية في العام الجامعي الحالي، بالتعاون مع الهيئة الإدارية لرابطة الطلبة، وحضرها رئيس مجلس الأمناء د. بدر الخليفة، ورئيس وعميد الكلية أ.د. محمد المقاطع وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطلبة، وتولى العميد المساعد للشؤون العلمية أ.د. يسري العصار إدارة الندوة، استهلها بكلمة ترحيب بالحضور والتعريف بالمحاضرين مع تقديم موجز عن سيرة كل منهما الأكاديمية وأبرز المؤلفات والأبحاث التي أصدراها مع الدعوة أن تكون هذه الندوة منطلقا لندوات مشابهة تحقق الفائدة للطلبة من خلال الاطلاع على خبرات وتجارب الأساتذة بما فيها من عبر ووقائع ذات دلالة.
الفريح
بعد ذلك انطلقت أ.د. سهام الفريح في رحاب عالم الكلمة واللغة والأدب العربي، مع التركيز على صلة كل منها بالمرأة قبل الإسلام وبعده وفي العصور اللاحقة، حيث قالت إن ذلك راجع لاعتقادي بأن حضارة أي مجتمع تتكشف من مكانة المرأة فيه، ولتحقيق ذلك اعتمدت على أمهات الكتب وأسست مكتبة متميزة متخصصة في الأدب العربي، ومن خلال القراءة هالني أن أكتشف ما كان للمرأة من مكانة قبل الإٍسلام وخلاله، ومنها أنها كانت تجير الرجال، ولذلك أخذت على نفسي عهدا بقراءة التاريخ قراءة أخرى وليس كما تعلمنا عن ماضينا وتاريخنا بأنه كان حافلا بالصراعات القبلية والحروب والسبي والغنائم، حيث أثرت على مفاهيمنا وذاكرتنا مناهج متخلفة وسقيمة وآراء بعض الشعوبيين الذين كانوا يدسون السم بالعسل، إضافة إلى الاعتقاد السائد في الشرق والغرب بأن ما تضمنه كتاب ألف ليلة وليلة يعكس واقع المجتمع العربي عند كتابته، بينما الواقع والشواهد التاريخية تثبت أن مجتمعاتنا القديمة كانت تقوم على السماحة والأريحية ومنظومة متكاملة من القيم الأخلاقية، وتخص المرأة بمكانة متميزة، ومنها على سبيل المثال استشارة الصحابي عبد الرحمن بن عوف للنساء حول الخلافة بعد وفاة الخليفة الراشد أبو بكر الصديق، وكذلك تولي خمس نساء الملك في اليمن، ويمكنني القول إن حلف الفضول أول وثيقة في التاريخ عن حقوق الإنسان، وإلى ذلك من أمثلة وشواهد تجعل من تاريخنا يحف بالمحطات المضيئة التي عكسها الأدب الغربي شعرا ونثرا وكذلك سائر العلوم الأخرى التي ساهمنا من خلالها بالحضارة العالمية.
المعتصم
وبدوره قدم د. أحمد المعتصم جوانب من سيرته الأكاديمية، استهلها بالقول إنه على الرغم من تفوقه في الثانوية العامة اختار دراسة القانون في الوقت الذي كان مجموعه يخوله الدراسة في واحد من تخصصات القمة كالطب أو الهندسة، وهكذا كان ودخلت كلية الحقوق في جامعة الإسكندرية التي التقيت فيها بعدد من الأساتذة ومنهم أ.د. أسامة الفولي – أستاذ المالية العامة والاقتصاد في الكلية الذي ساهم مع أولئك الأساتذة في تشكيل شخصيتي الأكاديمية والإنسانية، وبعد النجاح بتفوق في البكالوريوس حصلت على منحة لدراسة الماجستير ومن ثم الدكتوراه في الولايات المتحدة الأميركية، وهناك اكتشفت أن أسلوب الدراسة في أميركا يختلف عما درسناه في مصر والدول العربية حيث يعتمدون على طرح القضايا ومناقشتها وإيجاد الحلول لها، بينما نحن نعتمد على إيجاد الحلول الجاهزة للقضايا.
وتطرق د. المعتصم إلى ما واجهه من عقبات عند بدء التحضير لرسالة الدكتوراه، ومنها عدم معرفة كيفية الحصول على مصادر البحث عن حوكمة الشركات، والتمكن من تقديم جديد في هذا المجال وليس بسرد آراء باحثين سبقوني لمناقشة هذه القضية، إلى أن تمكنت من اللغة وأسلوب البحث العلمي والاستماع إلى نصائح الدكتورة المشرفة، ولذلك أسعى جاهدا لنقل خبراتي للطلبة الذين أدرسهم، مع التأكيد عليهم بأن الحصول على الماجستير والدكتوراه لا يعني أن زمن المعرفة والاطلاع والتعلم انتهى، ولذلك علينا أن نتحلى بفضيلة الصبر على العلم، والسعي الدائم للحصول على المزيد منه حتى يبقى الإنسان في تعلم مستمر.