ضرورة إنشاء ورش عمل نقابية قبل الخوض بتأسيس المجلس الطلابي في الجامعة العربية المفتوحة
أكاديميا | (خاص) كتبت: دلال الشمري
من خلال اطلاعي على مقالة الزميل فهد الشمري الأولى التي طرحت عبر جريدة أكاديميا، فيما يخص حال النقابة في الجامعة العربية المفتوحة بعنوان : “نقابة العربية إلى أين …؟”، فقد لمست من خلالها استيائه لما هو عليه حال النقابة في الجامعة العربية المفتوحة، فكما وضح أنه تم إنشاء ما يسمى بـ”المجلس الطلابي”، وهو كما أسلف الذكر أنها جهة نقابية داخل أسوار الجامعة ممثلة بالطلبة نفسهم مرشحون عن طريق ناخبين وفق انتخابات ديمقراطية، وعن طريق كل طالب وفق تخصص معين يدلي بصوته إلى مرشح من نفس تخصصه على نظام الصوت الواحد، وتكون مرة واحدة فقط خلال العام الدراسي الواحد، والهدف منها تمثيل الطلبة لدى إدارة الفرع وخدمتهم، وذلك لعدم اعتراف الجامعة بالقوائم الطلابية، وتضامناً مع مبدأ عدم تأسيس هذه القوائم وتحويلها إلى مجاميع ترمز إلى طائفة معينة أو شريحة معينة؛ ولكن في الآونة الأخيرة بات لسان حال الطلبة يقف صامتاً عاجزاً عن التعليق أو التعقيب لما آلت إليه النقابة في الجامعة العربية من تدهور، فتعطيل عجلة النقابة أصبح يقف أمام مفترق طرق، وهي لا تندرج ضمن مصلحة الطالب أو خدمته بالمعنى الأدق.
المصالح الشخصية والجهل النقابي باتت سيدة الموقف وهي من تدير العجلة النقابية في الجامعة العربية المفتوحة، كذلك أنها باتت لا تتماشى مع طموحات الطالب الواعي، ولذلك أصبحنا نجد عزوفاً كبيراً من قبل الطلبة بعدم المشاركة في الانتخابات السنوية للمجلس الطلابي، مما ساهم في وصول أشخاص ذو خبرة متدنية،
وهذا أدى أيضاً لمنع الآخرين من ذوي الكفاءة للوصول، فأصبحنا أمام مفترق طرق آخر، وهو إما أن نسعى لتغيير مسار النقابة بشكل صحيح حتى تتماشى وفق تلبيه احتياجات الطالب وتحقيق رغباته، أو نبقى على ما هو عليه.
كما أوضح الزميل فهد الشمري من خلال الجزء الثاني من مقالته [نقابة العربية إلى أين …؟] عن مدى التقصير والعجز النقابي الذي آل إليه الحال للنقابة في الجامعة العربية المفتوحة، بالإضافة إلى عدم فاعلية الدور الرقابي والنقابي حول مجريات ما يحدث من أمور ومستجدات تعرقل مسيرة الطالب. كما التقينا بالزميلين فهد الشمري وجابر الشمري، وذلك لكونهم نقابيين سابقين ولهم خبرة في هذا المجال، ودار هذا الحوار حول إمكانية موافقتهم لي بالرأي أم مخالفته بضرورة إنشاء ورش خاصة لتدريب العمل النقابي تبدأ قبل بداية فاعلية الانتخابات، ويجب أن يلتحق جميع الطلبة المرشحين بها وبعد اجتيازهم لهذه الورش ( الدورات ) يسمح لهم بالمشاركة ضمن الانتخابات الفعلية للجامعة العربية، وذلك لتحسين آداء المجلس الطلابي.
وبدايةً مع فهد الشمري، نقابي سابق في الجامعة العربية المفتوحة، وأحد أعضاء المجلس الطلابي لعام ٢٠١٢-٢٠١٣.
– ما هو تقييمك لمستوى النقابة في الجامعة العربية المفتوحة؟
تقييمي لمستوى النقابة بشكل عام ومن وجهة نظري المتواضعة، بأنه لا تزال نقابة العربية طفل يحبي حتى يمشي، بمعنى أن هناك أمور كثيرة وحلقات فارغة ليكتمل شكل النقابة المطلوب كما هو الحال في جامعة الكويت، كمثال الأمثل للنقابة الطلابية، ومن الأمور العالقة لتكتمل العملية بأن يكون المجلس الطلابي ذات صفة مستقلة بإدارتها وميزانيتها وتتبع مكتب مدير عام فرع الكويت، علاوة على ذلك تنقصه القوة الإدارية والفاعلية، وهذا يتحمله المقر الرئيس للجامعة من ناحية إعطاء بعض المميزات الخاصة لهذا المجلس حتى يصبح جهة قوية إدارياً متكاملة الأركان للدفاع عن صوت الطالب والوقوف بجانبه بكل قوة أمام إدارة الفرع.
– في حال تراجع آداء المجلس الطلابي، من هو المسؤول الأول عن هذا التقصير النقابي من وجهة نظرك؟
التراجع بالمستوى طبعاً أولاً وأخيراً يكون المسؤول الأول وهو “الرئيس” مباشرة، ويليه نائب الرئيس، لأن الرئيس هو قلب وعقل هذا المجلس بحال تحركه وبث روح القيادة لدى الأعضاء، فطبيعي بأن تكون الحركة والفاعلية أكثر، ناهيك عن أن نائب الرئيس هو رئيس لجان المجلس كافة من حيث الآداء والتقييم والمتابعة.
– هل تؤيد أم تعارض حاجة إنشاء ورش عمل نقابي من خلالها يتم مشاركةالنقابيين لتطوير من مستوى آدائهم للحصول على أشخاص ذو خبرة نقابية؟
نعم بكل تأكيد، وذلك لأن بالسنوات الأخيرة أصبح الوصول للمجلس الطلابي مطمع وغاية، وليس وسيلة للمطالبة والدفاع عن حقوق الطلبة، فتكاد تكون عمل صبياني إن أصح التعبير، فأشد على رأيي بأن يكون هناك ورش عمل لتحفيز الأعضاء ومعرفتهم التامة بأن النقابة هي وسيلة شرعية للمطالبة وتمثيل الطلبة لدى إدارة الفرع بعيد كل البعد عن الأمور الصبيانية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
ومشاركة من جانب آخر مع جابر الشمري، نقابي سابق ومستشار القائمة المستقلة (حالياً)، نائب رئيس المجلس الطلابي (2012-2013)، نائب رئيس لجنة الانتخابات (2013)، رئيس المجلس الطلابي (2013-2014)، رئيس لجنة الانتخابات للقائمة المستقلة (2014)، المنسق العام للقائمة المستقلة (2013- 2014).
– ماهو تقييمك لمستوى النقابة في الجامعة العربية المفتوحة؟
بشكل عام مستوى العمل النقابي في الكويت متطور وله تأثير على المجتمع من جميع الجوانب، لكن عندما نريد التحدث عن العمل النقابي في الجامعة العربية المفتوحة فإننا نقسم هذا الحديث إلى قسمين: تأثير القوائم وتفاعلها، ومحاربة إدارة الجامعة لهذا العمل النقابي التطوعي؛ حيث أننا نجد الكثير من القوائم الطلابية التي تظهر فترة قصيرة ويتم إغلاقها بعد فترة لأنها تجد نفسها في جامعة لا تعترف بالعمل الطلابي، باستثناء القائمة المستقلة فهي أحد رواد ومؤسسي هذا العمل النقابي في الجامعة العربية المفتوحة، حيث تأسست الجامعة في عام ٢٠٠٢م وتأسست القائمة المستقلة في عام ٢٠٠٣م، وهذا الأمر لم يشتت القائمة، فطوال تلك السنين استمرت المستقلة حتى وجدنا أول انتخابات طلابية ٢٠١٢م وترجمت بفوز المستقلة، إذا لا نجد قوائم طلابية تطالب الإدارة بجميع مشاكل الطلبة بمطالبة صريحة وعلنية، فنجد ذلك التخاذل من بعض القوائم، فهذا جعل قوة لإدارة الجامعة في محاربة العمل النقابي الطلابي مما تسبب بأن إدارة الجامعة لا تريد الاعتراف بمبدأ القوائم، بل الاعتراف بالعمل الفردي في الانتخابات الطلابية والمطالبات المستحقة.
– في حال تراجع آداء المجلس الطلابي، من هو المسؤول الأول عن هذا التقصير النقابي من وجهة نظرك؟
في البداية المجلس الطلابي هو خليط من عدة قوائم طلابية، ويعود سبب ذلك إلى أن الانتخابات في الجامعة العربية المفتوحة هي انتخابات “فردية”، وليست انتخابات قوائم كما هو متعارف عليه في جامعة الكويت أو الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب أو الجامعات الخاصة الأخرى، ولهذا السبب من الممكن أن يكون هناك تراجع في آداء مستوى المجلس الطلابي لكثرة القوائم فيه ولتعدد التوجهات والمبادئ، فإنه يفتقد لروح الفريق الواحد ويسعى الجميع لإبراز اسم قائمته، ويجب على الجامعة تعديل لائحة المجلس الطلابي، والمسؤول الأول عن التقصير هو الهيئة الإدارية للمجلس الطلابي، وبعده الجمعية العمومية للمجلس الطلابي، ولكن تدخلات إدارة الفرع في قرارات المجلس الطلابي هي من تسبب عرقلة في مسيرة المجلس الطلابي.
– هل تؤيد أم تعارض حاجة إنشاء ورش عمل نقابي من خلالها يتم مشاركة النقابيين لتطوير من مستوى آدائهم للحصول على أشخاص ذو خبرة نقابية؟
نعم موافق، وأرجو أن يكون هناك نادي للعمل التطوعي تحت تنظيم المجلس الطلابي، حيث يكون من خلاله عمل دورات نقابية بمشاركة نقابيين ذو خبرة عالية لكي يستفيد الجميع، ويتم تطوير العمل النقابي التطوعي في الجامعة العربية المفتوحة.
في الختام، كانت تلك وجهات نظر لنقابيين من الجامعة العربية المفتوحة، وسنتطرق لوجهات نظر نقابيين حاليين قريباً.