كتاب أكاديميا

السياسة تمنع اعتماد كليات «التطبيقي» أكاديمياً! | د.بهيجة بهبهاني

  

تقوم ادارة التعليم التطبيقي بجهود كبيرة للارتقاء بكليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، فلقد تم انشاء مكتب للجودة والاعتماد الاكاديمي في الهيئة، من اختصاصاته التواصل مع عمادة كليات التعليم التطبيقي، ومن ثم الاقسام العلمية بها، لتوفير متطلبات المؤسسات العالمية المعتمدة في مجال الاعتماد الاكاديمي وجودة التعليم، بحيث يكون للهيئة بنية تنظيمية أكاديمية وإدارية وفنية ومالية، منها ان تكون المباني والمنشآت ذات مواصفات محددة تتناسب ونوعية المقررات الدراسية واعداد الطلبة المسجلين في تلك المقررات، وذلك لضمان استيعاب الطلبة للمفاهيم والحقائق العلمية في المقررات الدراسية المختلفة، وبالتالي ضمان جودة التعليم، فانه محدد لكل عضو هيئة تدريس عدد من الطلبة في المقررات التي يقوم بتدريسها، ففي المقررات النظرية يزيد عدد الطلبة كثيرا على عدد الطلبة المحدد للتسجيل في المقررات العملية، وهذه المقررات بدورها تتطلب وجود مختبرات علمية مزودة بمتطلبات الامن والسلامة، لحماية اعضاء الهيئة التدريسية والطلبة من التعرض الى مخاطرها، مثل المواد الكيماوية او المواد المسرطنة او العدوى بالكائنات الدقيقة، وان تكون هناك نسبة محددة من عدد الطلبة مقارنة بعدد مدرسي المختبر في المختبر الواحد، كما انه من الامور الاساسية في متطلبات الاعتماد الاكاديمي مستوى خريج الكلية، ورأي سوق العمل في ادائه. مما سبق نلاحظ ان عدد الطلبة (ذكورا وإناثا) في كليات التطبيقي هو عائق اساسي وحاجز اسمنتي لإدارة وكليات التعليم التطبيقي للحصول على الاعتماد الاكاديمي، وبخاصة في كلية التربية الاساسية التي تضم 19 قسما علميا، وملتحق بها 5500 طالب و15000 طالبة، وهذه الاعداد الطلابية الضخمة تلزم الكلية بزيادة عدد الطلاب والطالبات في المقررات النظرية الى 100 طالب وطالبة، وفي المقررات العملية الى 40 طالبا وطالبة، علما بان القاعات والمختبرات العلمية في كليات التعليم التطبيقي، وفي المباني الجديدة، مزودة بإمكانات مؤهلة لاستيعاب نصف هذه الاعداد الطلابية فقط، مما يعيق عضو هيئة التدريس من التواصل العلمي والتربوي المتميز مع طلبته، الذين بدورهم يتشاركون الاجهزة العلمية مع زملائهم، فلا ينالون من العلم كفايتهم! ان طالب اليوم هو خريج الغد، وهو محور اساسي للعملية التعليمية، فهل للضغوط الحكومية والنيابية ان تبعد عن التعليم التطبيقي حتى يحصل على الاعتماد الاكاديمي؟!

أ. د. بهيجة بهبهاني

[email protected]

نقلا عن: القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock