نقاد المسرح … الى اين؟ كتبت: فجر صباح ن
عشنا في العيد عرساً فنياً ضخماً، أو بالأصح عرساً مسرحياً لمن حضر وتابع طبعاً ولو كان نسبة محددة، ولكنها لم تكن قليلة، فهذه السنة كانت مختلفة جداً وهذا شيء جميل فشهد عيد الفطر هذا ٢١ مسرحية تقريباً بين مسرح الكبار ومسرح الطفل، وكان يفترض أن يعرض مسرحيات أكثر لولا ظروف رفض إدارة الإطفاء وغيرها من الأمور الخارجة عن الإرادة.
ولا ننكر دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على تسهيل إجراءات ذلك لممشاركة بذلك العرس المسرحي، ولكن الأمر الغريب هو أن أول من هاجم تلك الفعالية الجميلة التي تطور من ثقافة المجتمع وتزيد نسبة السياحة بالكويت هم المسرحيون أنفسهم.
نعم، فقد كان أغلب النقد إن لم يكن معظمه كتب في أقلام مسرحيون وحكي على ألسنتهم، مما جعل الجمهور الهاوي والمتذوق يتفق على أن لا مسرح في الكويت يستحق الحضور!
تلك الجملة التي اتفق عليها القرّاء هي أكثر ما ضايقني ودفعني للكتابة، قرأت كتاباتهم مرات عدة وبتمعُّن فلعلي أكون مخطئة وتمنيت ذلك، ولكن للأسف انتقدوا المسرح وعلى من خشبته بكل تجريح، وهم أول من ينادي بالتشجيع
كيف تنقد عرضاً في أولى أيامه دون التأكد من ظروفه.
ليس ذلك فقط، فهناك أيضاً طلبة مارسو ما درسوا في سنوات قليلة على من سبقهم بالتجربة والخبرة.
نسوا بأن بكل سنة ستتغير المفاهيم وبكل زمان ومكان تتغير القواعد مثل تغير العصور والأفكار، وحتى القواعد لا عيب أن تكسر فهي ليست قرآناً، فالشيء الوحيد المحفوظ الذي لن يتغير هو “القرآن”.
كيف تذكر بأن الممثل لم يلتزم بقواعد أرسطو بخروجه عن النص؟ ألم تقم بالاطلاع على بدايات المسرح في الكويت أنه كان ارتجالياً؟ وحتى أرسطو نفسه لم يلتزم بتلك القواعد، أتريد نمط واحد؟! أما ما درسته في فصل دراسي واحد لم يتغير في السنة الثانية؟ تغير وتطور.
لن أدافع على ما يقدم في الخشبة اليوم أو بالأمس، ولكني أتكلم بشكل موضوعي مثلما تدعي أنك موضوعي برأيك، وقد تكلمت عن شخوص متناسياً النقد يكون بالآداء والفعل وتوافق العناصر مع بعضها وليس الشخص.
أما عن الحوار المطروح بأي مسرحية انتقد أغلب الكتاب الحوارات بالعامية أمر غريب، أليس مسرحاً كويتياً لماذا يكون فصحى؟ لماذا النقد؟ صفقتوا لكتاب اللهجة العامية وكتبهم تتجول في معارض الوطن العربي وانتقدو مسرحاً على أرض الكويت يتكلم بالعامية؟
والغريب أكثر بأن هناك من كتب تجريحاً صريحاً مباشراً مثل (كلمات مادة لا تسوى شيء)، لن أذكر إيجابيات، ألم تذكر أنك تنقد نقداً موضوعياً؟ لماذا لا تذكر الإيجابيات؟
أين مفهومك عن النقد يا نقاد؟ ألم تدرس بأن التفسير لنقاط القوة والضعف وسبق القوة للتعزيز، لو أن الموضوعي بفهمك فقط تلك السلبيات التي تكسر المجاديف وتؤدي إلى عزوف المشاهدين؟
أي حركة مسرحية تريدون بالكويت وأنتم بدل أن تنصحو لتصحيح الخطأ تقومون بالتجريح؟ أليس هناك آداب للنصيحة؟
لو كنت خائفاً حقاً على المسرح الكويتي ومستقبله لوجهت نصائح مباشرة لطاقم العمل لوحدهم، وليس أمام الجمهور ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت وسائل للتشهير والتجريح؟
ماذا استفدت الآن أيها المسرحي؟ كان نسبة ليست بالقليلة بعيدون عن المسرح الآن ازدادت، مبروك حققت الشهرة التي تطمح إليها رامياً على شماعة تخصصك عذر النقد.
أتمنى متابعة الأعمال الخالدة بشكل أكبر لتعلم كم كانت جميلة ببساطتها وحواراتها الكويتية وخروجهم عن النص بشكل موظف بطريقة جميلة والتطلع أكثر على معنى النقد الموضوعي.
وأهم من ذلك وذاك التفرقة بين العمل المسرحي الجماهيري الذي يحضره المتذوقين، فلا أنكر أنه يجب احترام عقل المشاهد سواء كان متخصص أو هاوياً، ولكن هناك الكثير من الجمهور يأتون من أجل فناناً أو متعة وتسلية وقضاء وقت فراغ، فهو ليس مسرحياً أكاديمياً ضمن مسابقات ومنافسة يجب عليهم الالتزام بالقواعد والشروط، والعمل المسرحي الذي يكون معظم جمهوره أكاديميون ومتخصصون، فمثل ما يجب التفرقة بين العملين يجب أيضاً التفرقة بين نقد الجماهيري والأكاديمي أيها الأكاديميون.
كتبت: فجر صباح