وزارة التربية

أزمة في «رياض الأطفال».. بسبب سوء التخطيط، 2442 معلمة زيادة على حاجة العمل

  

حذَّر مسؤولون تربويون من غياب التخطيط وعدم اتباع سياسة واضحة في تأهيل المعلمين، لا سيما في مرحلة رياض الأطفال.

وكشفت احصائية تربوية رسمية عن فائض كبير في معلمات رياض الأطفال، حيث وصل عددهن إلى 2442 معلمة في جميع المناطق التعليمية الست.

ووفق الإحصائية التي حصلت القبس على نسخة منها، فإن منطقة الأحمدي التعليمية احتلت المرتبة الأولى من حيث عدد المعلمات الفائض في رياض الأطفال بالمنطقة، والذي وصل الى 753 معلمة، بينما جاءت منطقة الفروانية التعليمية بفائض في المعلمات، وصل الى 695 معلمة.

وجاءت منطقة العاصمة في المرتبة الثالثة بزيادة في عدد معلمات الرياض، يصل الى 294 معلمة عن الاحتياج الفعلي للمنطقة، وتلتها منطقة مبارك الكبير، بزيادة 239 عن نصاب المعلمات، بينما بلغ الفائض في منطقة حولي التعليمية 237 معلمة، واحتلت المرتبة الاخيرة منطقة الجهراء بفائض 224 معلمة في رياض الاطفال.
لماذا الصمت؟!

واستغربت مصادر تربوية صمت الوزارة تجاه كل هذا الفائض في رياض الأطفال، بل وتعيين أكثر من 150 معلمة سنويا، يزيدن من اعباء المرحلة، ولا يوجد لهن شاغر أو نصاب حصص، مشددة على أهمية خطة تضعها وزارة التربية لتقنين أعداد التعيينات.

وأشارت الى أن قطاع التعليم العام خاطب منذ 3 سنوات وزارة التعليم العام لوقف تخصص رياض الأطفال بجامعة الكويت وكلية التربية الاساسية بسبب هذا الكم الهائل من الفائض وعدد الخريجين سنوياً، إلا أن طلب الوزارة رفض، واكتفت الكليات المتخصصة برفع نسب القبول فقط.

وذكرت انه بات معلوماً للجميع ان مئات فصول الدراسة في «الرياض» بها 4 إلى 5 معلمات، اثنتان أو ثلاث منهن يجلسن طوال اليوم في غرفة المعلمات، مثلما كان يحدث بالسابق لينشغلن بحساباتهن في الانستغرام والألعاب على هواتفهن النقالة، وفي «السوالف» عبر «الواتس اب» وغيرها من البرامج.
أين المعالجة؟

وأكدت أن ما يحدث في الرياض، التي تشهد فائض معلمات، أصبح واقعاً لا يطاق، وسط الصمت عن معالجة هذا الواقع المقلق، مضيفة بالقول إن كثيرا من المعلمات يدرن أعمالاً تجارية عبر حسابات لهن على انستغرام، ويسوقن لبضائع من محال تجارية لهن.

ولفتت الى أن العمل بخطة الجدول المدرسي وفق الاعداد المتوافرة من الكوادر التعليمية حقق أهدافاً عدة، منها استثمار وفرة المعلمات وتطبيق مبدأ العدالة بما يحقق نجاح العمل.

وأوضحت ان الهدف من زيادة الفترات المشتركة هو تنمية مهارات وقدرات اطفال الرياض بسبب مرافقة المعلمات لهم اكبر قدر ممكن من الوقت، كما ان وجودهن يساهم في نقل وتبادل الخبرات، مشيرة الى أن الانشطة التعليمية تحتاج الى وجود أكثر من معلمة في الفصل، لا سيما أنه يشهد كثافة طلابية تصل الى 35 تلميذاً.
خطة العمل

وتتساءل المصادر عن خطة الوزارة الحالية لمعالجة فائض معلمات رياض، لا سيما ان تم الغاء العمل بالخطة التي أقرها قطاع التعليم العام منذ بداية العام.

ولفتت الى انه وفقا لنصاب الحصص الرسمي فإن كثيرا من المعلمات لا يدرسن أي حصة في بعض أيام الاسبوع، مع العلم ان عدد الحصص الدراسية في اليوم الواحد لا يتجاوز 4 ساعات ونصف الساعة، والمعلمة تدرس ساعتين ونصف الساعة فقط في أعلى نصاب لها في اليوم الواحد، وفي بعض الحصص تكون الحصة مفردة أو مشتركة.

وتستدرك قائلة: ان مجموع ساعات العمل في الاسبوع 9 ساعات فقط، فهل يحق لها الاعتراض على هذا العدد من ساعات العمل في الاسبوع الواحد؟!

وتضيف المصادر انه انطلاقا من كل ما ذكر، فإن ذلك لا يستحق كل هذه الضجة التي اثيرت والدعوة الى الاعتصام، اعتراضاً على خطة تصب ايجابا في مصلحة الطفل والعملية التعليمية.
الفترات المشتركة

أكدت المصادر ان زيادة الفترات المشتركة في فصول رياض الأطفال تساهم في الاستفادة الى حد ما من فائض المعلمات في جميع المناطق، لاسيما التي يوجد بها بعض الحالات الخاصة التي تحتاج الى رعاية خاصة، اضافة الى انها تعتبر افضل الحلول لعلاج وحل مشكلة الغياب وتوزيع جدول الاحتياط، كما انها تحقق العدالة في توزيع الانصبة بين المعلمات.
ساعتا عمل فقط يومياً!

ذكرت المصادر ان الدوام الرسمي لمعلمة رياض الاطفال في اليوم يصل الى أربع ساعات وخمسين دقيقة، والدوام الرسمي لديوان الخدمة المدنية يصل الى سبع ساعات، في حين أن نصاب المعلمة من العمل وفق الجدول المعمول به داخل رياض الاطفال يصل الى ساعتي عمل يومياً تقريباً وبدرجات متفاوتة، في حين تصل ساعات العمل خلال الاسبوع لكل معلمة 9 ساعات ونصف فقط.
تساؤل

تفيد مصادر تربوية بان كثيرا من الموجهات عند زيارتهن لمدارس رياض الأطفال، يسألن عن الجدول لبعض المعلمات، ويجدن ان لا عمل لهن طوال اليوم الدراسي، سوى ايصال الاطفال الى المطعم، متسائلة: هل يستحققن الرواتب التي تصرف مقابل ما يقمن به من جهود؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock