كتاب أكاديميا

قادة «التربية» والأربعاء المعلق كتب : د. علي القطان 

  

بقلم: د.علي القطان
تعتبر الكويت من الدول التي تتميز جغرافيا ببيئة صحراوية وبصيف طويل حار جدا تصاحبه رياح مثيرة للغبار وعواصف ترابية وقد تتجاوز الحرارة أحيانا الخمسين درجة مئوية، ناهيك عن التقلبات الجوية والتغيرات المناخية وخاصة في الفترة ما بين فصلي الصيف والشتاء، ولا شك في أن حالة الطقس تؤثر على حياة الإنسان وعلى شخصيته ومزاجه وسلوكه ونشاطه ناهيك عن الأمراض التي تصاحب كل فصل ولا تبقي شيخا كبيرا أو طفلا صغيرا، ويعتبر التعليم ضرورة ملحّة لكل رب أسرة لجعل أبنائه متعلمين في عالم تتدفق فيه المعرفة وتنتشر به المعلومات، ولكن في أيام قليلة من السنة لا أحد ينكر أنها تستدعي تعليق الدراسة بسبب أحوال الطقس، فيحبس المواطن أنفاسه من الطقس ومن انتظار القرار الذي يصدر أو يتأخر أو قد لا يصدر بتاتا بتعليق الدراسة لمدة يوم واحد، وقد يكون بحجة أننا لا نريد للطلاب حياة من الترف وأن العلم عبادة والذي قد ينعكس على أبنائنا بالأمراض والمشاكل الصحية وجهد بدني ومخاطر الطريق.
ولا شك أن قرار وكيل وزارة التربية بتعليق الدراسة كان قرارا جريئا وإن كان متأخرا وبعد توجه الطلاب للمدارس، فإن يُتخذ قرار خير من ألا يُتخذ نهائيا، فتعليق الدراسة يجب أن يتخذ قرارها قبل فترة من قبل الوزارة وبالتعاون مع الأرصاد الجوية ووزارة الداخلية، حتى وإن استدعت الحاجة التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني.
القيادة الفعلية هي التي تعطي القرارات الحاسمة والصارمة في القضايا التي تواجها المؤسسة التربوية بشكل عام وبالتحديات التي تواجه الطلاب بشكل خاص كتعليق الدراسة مثلا، وهنا أريد أن أوجه رسالة إلى من يهمه الأمر أن القائد يتميز عن المدير بأنه لا يلتزم بحرفية السياسات والإجراءات إذا ما استدعت الحاجة، فيتخذ القرار ويتجاوز العقبات التي تواجه المؤسسة وذلك لما يراه مناسبا. 
ليست دعوة لتجاوز اللوائح والنظم ولكن إن كانت المصلحة العامة تستدعي ذلك.
[email protected]
Dalialqattan@

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock