د. الحنيان: مشروع التابلت “Tablet” طموح ولكنه يحتاج خطوات إصلاحية مصاحبة له
أشاد بجهود الوزير العيسى للارتقاء بالتعليم
أشاد نائب الرئيس الأسبق لرابطة أعضاء هيئة التدريس بالكليات التطبيقية والمتفرغ علميا حاليا والباحث في كلية الكمبيوتر ونظم المعلومات بجامعة مالايا في ماليزيا د. أحمد الحنيان بجهود وزير التربية ووزير التعليم العالي د. بدر العيسى الرامية لتطوير العملية التعليمية، مشيرا إلى أن مشروع التابلت (Tablet ) الذي أعلن عنه الوزير وقامت وزارة التربية باستلام 80 ألف جهاز تم البدء فعليا في توزيعها على الطلبة خطوة في الاتجاه الصحيح لإزاحة هم الشنطة المدرسية وما تسببه من آثار سلبية على صحة أبنائنا الطلبة. وناشد الحنيان وزير التربية ووزير التعليم العالي د. بدر العيسى أن تكون هناك خطوات إصلاحية مهمة تصاحب هذا المشروع الطموح لتحقيق الرؤية المستقبلية للتعليم والتي نطمح إليها جميعا وهذا يأتي من واقع تخصصنا ومن واقع تجاربنا في تطبيق مفاهيم التعليم الالكتروني في مؤسسات أكاديمية مختلفة . وأشار د. الحنيان إلى أن البعض قد يرى أن الدخول إلى عالم التعلم الإلكتروني هو مجرد تزويد بعض الفصول الدراسية بتقنية السبورة الذكية، وتوزيع أجهزة الحاسبات المحمولة “التابلت” على الطلبة، وهذا مفهوم خاطئ، لأن تطبيق تكنولوجيا التعلم الإلكتروني والمعروف في التعليم الالكتروني المختلط ” Blended Learning ” في مؤسساتنا التعليمية يحتاج إلى التخطيط الجيد وتحديد المتطلبات اللازمة حتى لا يكون التطبيق في نفس البيئة التقليدية دون تطويرها وذلك من خلال إعادة هيكلة المدارس والمناهج التقليدية، وتغيير العقلية التقليدية للإدارة المدرسية والمعلمين والموجهين وكذلك تأسيس بنية تحتية قوية مثل “الشبكات، السيرفرات، التخزين بانواعه، برامج ونظم إدارة التعلم الالكتروني” لتتناسب مع تطبيق تكنولوجيا التعلم الإلكتروني، كما تحتاج عملية التحول إلى إعادة تجديد المدارس لكي تساعد في تحقيق أهداف التعلم الإلكتروني مثل المدارس الذكية والقادرة على دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة في التعليم لتحسين طرق وأدوات التعلم بما يتلاءم مع طبيعة كل مقرر مثل “التعلم بالاستكشاف، التعلم بالبحث، التعلم بالالعاب، تكنولوجيا التعلم من خلال برمجيات الحقيقة الوهمية Virtual Reality وتكنولوجيا التعلم من خلال برمجيات الحقيقة المضخمة Augmented Reality ، وغيرها من النماذج التعليمية المتاحة والممكن تطبيقها من خلال الأجهزة التقنية كالحاسبات والأجهزة الذكية، كذلك يجب أن تتضمن توفير الطرق المختلفة لتقييم أداء الطلبة، وزيادة دافعية المتعلمين واعتمادهم على أنفسهم بالتعلم الذاتي والجماعي، وتطبيق نظام الإدارة الإلكترونية، وتقليل العمل الإداري للمعلمين، وتسهيل التواصل بين المتعلمين ومعلميهم وبين أولياء الأمور وإدارة المدرسة. وبين د. الحنيان أن أٌولى الخطوات التي تساهم في تطبيق منظومة التعليم الالكتروني “قبل توزيع أجهزة التابلت على الطلبة” هي العمل علي نشر ثقافة التعلم الالكتروني بالمجتمع وأيضا بين الوسط التربوي من خلال حملات إعلامية وتربوية من أجل تهيئة الإدارة المدرسية والمعلم والطالب وولي الأمر تجاه الخطة الجديدة والجدية في النظام التعليمي لإزالة حاجز الخوف لدى بعض المعلمين من غزو تلك التكنولوجيا للمدارس، والخطوة الثانية هي إعداد برامج التطوير المهني والتدريب الدوري للمعلمين علي كافة تخصصاتهم ومستوياتهم في استخدام وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العملية التعليمية بمناهجها المختلفة المتنوعة من أجل إكسابهم مهارات التعليم الإلكتروني وإعداد جيل من المعلمين قادر علي استخدام وتطبيق هذه التكنولوجيا، ولا ننسى كذلك تهيئة وتدريب الطلبة على مهارات التعلم الإلكتروني والاستخدام الأمثل والناجح والآمن لأجهزة التابلت وبرامجه التعليمية المتنوعة، ولا شك أن ذلك لا يأتي بين ليلة وضحاها، إنما من خلال خطة زمنية مبرمجة تساعد وتسهل التحول إلى نظام تعليمي جديد، والخطوة الثالثة تتمثل في توفير معايير التعلم الإلكتروني المفتوح الذي يتوافق مع بيئتنا العربية والإسلامية، وكذلك أهمية توافر الأدوات اللازمة لتصميم برمجيات مقررات التعلم الإلكتروني بناء على المحتويات العلمية وبشكل تفاعلي ومشوق والأهم أن تحقق تلك البرمجيات التعليمية الأهداف التربوية والسلوكية لشتى المناهج الدراسية والابتعاد عن البرمجيات التجارية التي لا تهدف إلا للربحية فقط، ويجب ألا يتم ذلك بشكل وقتي وآني فقط وإنما من خلال تصميم المقررات الدراسية بشكل مستدام وقابلة للتطوير بالمستقبل، والأهم من هذا كله ضرورة توفير الدعم الفني لذلك من خلال توافر فنيين بشكل دوري في المناطق التعليمية وفي المدارس وفي المراكز الرئيسية للمشروع. واستطرد د. الحنيان قائلا نحن لا نريد توزيع “تابلت” من أجل القول بأننا نستخدم التكنولوجيا في تعليمنا، وإنما نحتاج لاستخدام تقنية التعلم الالكتروني سواء من خلال الأجهزة الثابتة بالفصل والمختبرات “الحاسوب المكتبي” أو من خلال استخدام الأجهزة المحمولة أو النقالة “التابلت والموبايل” من أجل زيادة فاعلية التعليم ومن أجل استخدامه لمواجهة تحديات اليوم والتي تركز حول تنشئة جيل من الطلبة قادر على حل المشكلات وليس مجرد تحويل المواد التعليمية إلى مواد الكترونية جامدة ومتوافرة على شبكة الإنترنت، لافتا إلى أنه للوصول لهذا الهدف لابد من المرور بالعديد من المراحل المنظمة والمجدولة لضمان فعالية التعليم الالكتروني لزيادة تفاعل الطلبة مع المادة العلمية والتفاعل مع المعلمين لتحويل النمط التعليمي من الجمود إلى المتعة والتشويق والتفاعلية والتقويم، وليكون طلبتنا هم محور العملية التعليمية من أجل الخروج من مأزق الواجبات المدرسية المتكدسة، والنشطة المدرسية الثقيلة، ومن الاختبارات الكثيرة والمرعبة للطالب، كل ذلك سيساهم في تغيير مفهوم التعليم من تلقين وتغذية الطالب بكمية كبيرة من المعلومات إلى مفهوم التعليم التعاوني والمشترك لجعله قادر ومبادر بالمشاركة والبحث، وبالتالي تحويل مدارسنا إلى مدارس منتجة للوصول إلى اقتصاد المعرفة.