وزارة التربية رأس الهرم التعليمي كتبت | أ.أفراح الردعان
بلا شك أن رأس الهرم التعليمي في الكويت هي وزارة التربية بقطاعاتها المختلفة فهي التي يقع على عاتقها التربية قبل التعليم لأجيال تليها أجيال وهي اللبنة الأساس ورأس الهرم الذي يرسم الطريق ويمهد الصعاب ويوفر الإمكانيات اللازمة لنرتقي بالعلم وطلبة العلم.
كلمة شكر نوجهها لوزير التربية الدكتور بدر العيسى ولوكيل الوزارة الدكتور هيثم الأثري ولكل منتسبي وزارة التربية ولجميع المعلمين والمعلمات جُزيتم خيراً على جهودكم فأنتم أصحاب رسالة سامية لكم كل الاحترام والتقدير ونحن منكم ونعمل معكم في نفس المجال التعليمي أنتم الأساس ونحن نستلم الراية من بعدكم لنكمل العطاء لطلبة العلم في كويتنا الغالية.
نحن في عالم متغير نسعى من خلاله أن نطور مؤسساتنا التعليمية لذا إن أردنا أن نقوّم الأمور لنواكب التقدم العلمي لنبدأ من الأساس من وزارة التربية ولتكن البداية من مرحلة رياض الأطفال والنهاية في المرحلة الثانوية. وسوف يرتكز التغيير على ثلاثة محاور أساسية:
أولا: الإسلوب التعليمي لنغير مفهوم التعليم بالتلقين الذي لا زال مستخدماً من قبل البعض إلى التعليم التعاوني المرح ولا يقتصر المرح على حفلات العروض المدرسية والأوبريت أو الرحلات المدرسية إنما يعني ادخال التعليم التعاوني الممتع المبني على العمل الجماعي وتشكيل فرق عمل داخل الفصل الواحد وشرح المناهج الدراسية بطريقة ممتعة ومبتكرة باستخدام أدوات تدريبية وتمارين وأنشطة تعمل على ترسيخ مبادئ وأساسيات التعليم من خلال استخدام الحواس الخمسة للإنسان لنغرس المعلومة بجو ممتع لا يحس الطالب بالملل ونجعل الطالب يذهب للمدرسة متشوقاً لها ومحبا لتلقي ما يُشبع شغفه للعلم والتعلم.
ثانيا: المدرب المعلم وهو النموذج الذي نسعى لنشره في جميع مؤسساتنا التعليمية فهو الذي يستطيع جعل جو الحصة الدراسية ممتعاً بتعليم تحفيزي يربط بين العقل والقلب والإحساس شعلة من النشاط لا يستقر بمكان إنما يتجول في أنحاء الفصل بين الطلاب يشجع هذا ويساعد ذاك، سوبر معلم مُلهم مُحفز قائد ورائد فيما يقول ويعمل، نحتاج تطبيق التعليم التعاوني الذي يحفز مبدأ الجماعة وينشر روح العمل الجماعي بين الطلاب.
يجب علينا أن نستغل الأوقات التي يقضيها الطالب في المدرسة في بناء شخصيته كإنسان ايجابي نغرس فيه أخلاقيات ديننا الإسلامي ومجتمعنا المحافظ ليس فقط بالقول إنما من خلال تشجيعه على العمل التطوعي ولتكن البداية في المدرسة ثم نرتقي به للمساهمه خارج أسوارها في خدمة المجتمع والوطن. لنعمل على تغيير الأفكار السلبية بأخرى إيجابية عن طريق إتاحة للطلاب المجال في التعبير عن آرائهم والأخذ بها لدينا طلبة فائقين لننمي هذي المواهب ونصقلها لنجني ثمار مواهبها في المستقبل. ويجب علينا أن نُحبب الطالب في العلم ونجعله له شغفاً عن طريق التغيير في الاسلوب التعليمي المتبع حيث يفاجأ بالجديد بين فترة وأخرى لنمنحه المجال للابتكار والإبداع ومشاركة المعلم في الأفكار لنعزز من شخصيته ونمنحه الثقة وهو أهلٌ لها بإذن الله.
ثالثا: تطوير المناهج الدراسية بما يفيد طلبتنا في حياتهم العملية وبما يتناسب مع شريعتنا الإسلامية ومجتمعنا العربي، فليس ما تطبقه الدول الأجنبية مثلا يتلائم كلياً مع احتياجاتنا حتى وإن كان ناجحاً وإن استعنا بخبراتهم وعلمهم فلابد أن يمتزج بما نحتاجه في بيئتنا وأخلاقياتنا. فمن الممكن عمل لجان مشتركة مع مؤسسات تعليمية رائدة لنستعين بخبراتهم بتطوير المناهج الدراسية بما يتناسب مع احتياجاتنا ومتطلباتنا. ونطبق المناهج الجديدة على عينة مختارة من المدارس وإن نجحت الدراسة تم تعميمها على جميع المدارس.
يجب أن نتروى ولا نستعجل التغيير إلا بعدما ندرس جميع أبعاده لنرتقي بما نغرسه في عقول طلابنا، ونمنحهم ما يحتاجونه ليس فقط أثناء المراحل الدراسية إنما في الحياة العملية بجوانبها المختلفة.
العلم ليس فقط تحصيل درجات علمية تُختم بشهادة آخر العام إنما هو نور للعقول وبصيرة للقلوب وشعلة نضيئ بها درب المستقبل لنبني وطن ونحمي مجتمع من آفات هدامة وعقول سقيمة ترتقي علميا وتسقط أخلاقيا. لنربي جيل قبل أن نُعلمه فهم أمانة في أعناقنا.
رسالة لكل معلم :
إن أردنا أن نبدأ بالتغيير للأفضل علينا أن لا نُهاجم ولا نتذمر ولا نسعى لإبراز أخطاء الآخرين وكأننا نتصيّد زلاتهم إنما وجب علينا أن نُقدم النصح والمشورة بالحُسنى وبإسلوب راقي ينم عن تربية راقية وعقل راجح يسعى للتنمية ويعمل على التطوير. وإن تطرقنا للنقد ليكن نقداً بناءً نظهر المحاسن ثم نتطرق للمساوئ ونعمل على إصلاحها. وتذكر دائما حديث حبيبنا ونبينا محمد صلَّ الله عليه وسلم “كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون”. ليس عيباً أن نُخطئ ولكن يجب أن لا نكرر أخطائنا لذا احرص أن لا تكون تواقاً للنقد لمجرد الإنتقاد إنما كن مُصلحا وأيقن أن التغيير يبدأ من داخل الإنسان نفسه، نتغير للأفضل فـنُغير الجميع للأفضل. انا وأنتم ولكل معلم لنكن أول من يُبادر بالتغيير ؟!
المستشار الأكاديمي لجريدة أكاديميا
أ.أفراح عبد الله الردعان