كتاب أكاديميا

يا إرهاب إسمع … هذه الكويت!! | كتب: د. حسين فولاذ

 أصابني من الحزن والأسى ماصاب كل إنسان شريف في هذه الأرض الطاهرة بفاجعة تفجير مسجد الإمام الصادق (ع). تفجير تم من قبل إرهابي أبى أن يسجد عندما رأى المصليين ساجدين لله الواحد القهار وكأنه إبليس في قوله تعالى “وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين” (سورة البقرة : 34). اليوم لا أكتب بقلمي بل بدموع عيني التي إنهمرت حزنا على ما يحدث في بلدي. الكويت دولة العطاء و الإنسانية و المحبة، جبل أهلها دائما على فعل الخير و على الطيبة و المحبة. ولكن عندما تدق طبول الحرب ويأتي غادر ويحاول أن يمزق وحدتنا ويدس السم بيننا ليفرقنا فإننا نتحول إلى جدار سميك يعصمنا من هذه الفتن ما ظهر منها وما بطن. نعم اليوم إتحدنا ولا يمكن أن نفترق أبدا ما دام حسنا الوطني وواجبنا تجاه هذه الأرض الطيبة يطغى على اختلافاتنا سواء كانت مذهبية أو غيرها.  إسمع أيها الارهاب!!! اليوم جئت تفرقنا فوحدتنا، وجئت تضعفنا فقويتنا، وجئت ترهبنا فأرهبناك بردة فعالنا!! أيها الإرهاب الجاهل، أنت لا تعلم لأنك لا تقرأ التاريخ ولا تفقه شيئا إلا القتل والإرهاب فأهل هذا الوطن، الأغلى من أرواحنا، يتحد دائما عندما يحاول أي عدو أن يشق صفوفنا. ولك في المعارك السابقة عبرة (معركة الجهراء ، معركة الرقة ، معركة الرقعي ، معركة الصريف ، معركة هدية) سالت فيها دماء الشهداء من كل مكونات هذا الوطن الغالي.  والغزو الصدامي الغاشم ليس ببعيد حينما توحد الشعب الكويتي بجميع أطيافه ووقفوا صفا واحدا بوجه هذا العدوان المجرم واستشهد و أسر رجال ونساء كانوا يمثلون إسم الكويت فقط حتى نالت الكويت حريتها واندحر الظالم بلا رجعة!!! يا أيها الارهاب، هل تعتقد بفعلتك هذه قد استطعت أن تضعف عزيمتنا ألم ترى السني وأخاه الشيعي في الكويت جنبا إلى جنب عند إقامة الصلاة وبعد التفجير مباشرة!!! ألم ترى عندما اختلطت دماؤنا للتبرع للمصابين!!! ألم ترى أميرنا وأبونا حفظه الله وهو يبكي أبناءه في موقع الحدث!!! ألم ترى الجموع اليوم في المقبرة وهي تهتف بصوت واحد “إخوان سنة وشيعه وهذا البلد ما نبيعه”!!! نعم هؤلاء أبناء الكويت الشرفاء وسوف نستمر حتى تروا منا العجب!!! وسوف يقوم السني بحماية أخوه الشيعي والشيعي سوف يضحي بروحه من أجل أخيه السني لأننا في النهاية نمثل شعب الكويت وليس طائفة أو قبيله ونحن باقون وأنتم أيها المجرمين إلى زوال بإذن الله. ولكن السؤال كيف يزول هذا الارهاب من بلدنا العزيز؟ّ!!يزول عندما نقتلع رأس الفتن داخل البلاد قبل خارجها عن طريق إغلاق قنوات الفتن والتي تبث سمومها وللأسف يتابعها الكثير من شبابنا الضائع سواء كانت قنوات تدعي أنها سنية أو شيعية!! وأيضا عن طريق مراجعة بعض المناهج الدراسية والتي تفرق بين أطياف ومكونات الشعب الواحد ونزرع بل نغرس حب الوطن بين أبنائنا الطلبة ونعلم التسامح وتقبل الآخرمهما إختلفت معه. وأهم حل لزوال هذه الغمة هي وحدتنا وتكاتفنا وأن لا يرضى “عباس” بإهانة زميله “عمر” وأن لا يتعارك “مطلق” مع صديقه “حمزه” وأن يكون دائما صوت (عباس وعمر ومطلق وحمزه) هو ” وطني الكويت سلمت للمجد … وعلى جبينك أطالع السعد”.في الختام…رحم الله شهدائنا الأبرار واللهم شافي المصابين وردهم إلى أهلهم سالمين  في هذا الشهر الفضيل … آمين يا رب العالمين. بدموع/ د. حسين فولاذ[email protected] 


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock