نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
أكاديميا| (خاص) كتبت : فاطمة الخالدي عبارة قالها الإمام الشافعي منذ سنين وفي زمن أفضل من زماننا هذا، فكيف عن حالنا الآن ونحن في آخر الزمان؟ ماذا يمكننا أن نقول يا ترى؟ من الذي تغير؟ هل الزمن أم نفوس البشر؟ ولكن الزمن لا يتغير أبداً إنما قلوب البشر هي التي تتغير فلم يعد البشر كما كانوا في السابق، تغيروا ولكن للأسف للأسوء. فأغلب البشر ماتت قلوبهم وماتت ضمائرهم وطغى حب المادة على حياتهم وتفكيرهم، لم يعد الخوف من الله رادعاً لتلك النفوس، بل أصبح كل همهم أنفسهم ومصالحهم وباتوا يضعون مصلحتهم فوق كل مصلحة، أولئك مع الأسف باتوا يمثلون أكبر شريحة من هذا المجتمع، انتشر النفاق والكذب وأصبح لدينا مفهوم غريب أن المنافق هو من يحبه الناس ويفضلونه على الشخص الصريح السوي ويضعونه فوق رؤوسهم فقط لأنه يزين لهم أفعالهم وسلوكياتهم الخاطئة.تغيرت مفاهيم عديدة أصبحت النصيحة تجريح ولم يعد يؤخذ بالنصيحة كما في السابق؛ أصبح الاحترام معدوماً بين البشر، والصغير لا يحترم الكبير ولا يتقبل منه نصح. في السابق كان الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية، أما الآن أصبح الاختلاف في وجهات النظر باب للكره والحقد والضغينة، فمن نختلف معه بوجهه نظرنا نصبح بنظره أعداء ولربما حاقدين، ولكن نحن نعبر عن وجهة نظر لا أكثر. في السابق كانت حرية الرأي حق مكفول للجميع، أما الآن أصبحت حرية الرأي معدومة ومقيدة. تغيرت العديد من الأمور في حياتنا مع الأسف ومازال البشر يعتقدون بأن الزمن هو الذي تغير؛ الزمن لا يتغير بل تصرفات البشر هي التي تغيرت للأسوء.ابدؤوا بإصلاح أنفسكم، أحسنوا نواياكم، تصرفوا بعفويتكم، لا تضعوا اللوم على الزمن، تجنبوا الحقد والكره، تصالحوا مع أنفسكم، ابتعدوا عن القيل والقال والتحدث بأعراض البشر. وتذكروا دائماً قوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).