حسن الظن بربّ العالمين | كتب: أ. أفراح الردعان
إن آمن القلب وأيقنت الروح أن ما رجوته من خير سيأتيك لن تيأس ولن تحزن وإن عصفت بك الظروف واشتدت عليك رياح الزمن، كيف لنا أن نيأس ونحن على يقين أن الله على كل شيء قدير ؟! ألم يقل الرحمن الرحيم في كتابه الحكيم : ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) “٥-٦”سورة الشرح. إن كان مع العسر يسر فكيف لنا أن نضيق؟! اللهم لك الحمد على كل ما قدّرته لنا ، لطفٌ خفي وراء كل ضيق وربٌّ رحيم كريم محسنين الظن به نرجو رحمته ونخشى عذابه. قال اللَّهُ عزَّ وجلَّ في الحديث القدسي بإسناد صحيح : “أنا عندَ ظنِّ عبدي بي إن ظنَّ خيرًا فلهُ وإن ظنَّ شرًّا فله”. فما ظننا برب العالمين؟ اللهم إنا نُحسن الظن بك ونحن موقنون بالإجابة وعلى يقين أنك على كل شيء قدير وأن الخيرة من عندك ولا إله غيرك. لذا وجب على كل من أراد شيئاً من أمر الدنيا والآخرة أن يدعو الله وهو موقن بالإجابة ونعلم أن ما مُنع عنا كان خيرا لنا وما أتانا فهو خير لنا. ولكن لا نعلق الآمال بالدعاء وحده دون عمل، فـديننا الإسلامي دين عبادة وعمل وفي آيات القران الكريم نجد الإيمان مقروناً بالعمل الصالح. دعوة أوجهها لمن سعى لهدف وأراد الوصول إليه أيقن بالله وليطمئن قلبك أن ما حدث وسيحدث هو الخير لك وادعو الله وأنت موقن بالإجابة ثم اعمل للوصول لهدفك مهما تأخر لابد أنك ستصل . فلا شيء مستحيل إن رافق اليقين عمل جاد في تحقيق غدٍ أفضل . وحتى لو أخطأت يوماً أو فشلت نحن بشر ولسنا معصومون من الخطأ، إنما علينا أن نتعلم من أخطاؤنا ولا نكررها وننهض بعد كل فشل لنكون أقوى وبإرادة أعظم، ولعله خير إن تأخر ما نُريد، ابتسم وتفائل واعلم أن القلب المبتسم تنعكس ابتسامته على كل عضو في الجسد وإن ابتسمت روحك ابتسمت لك الأرواح كلها، فالخير يجذب الخير، والابتسامة تقابلها ابتسامة، فلا تبخل علينا برؤية روعة ابتسامتك ؛)لا سقف أعلى للطموح وليس للآمال حدود وليكن لطموحك عالم يصنع المستحيل. قوة إرادتك وتحديد أهدافك تجعل من الحلم رؤيا العين.اللهم قدِّر لنا الخير حيث كان ثم أرضنا به ، اللهم وفق المسلمين والمسلمات لما تُحبّه وترضاه. وأسأل الله العظيم أن يبارك علينا وعليكم شهر رمضان الكريم ويجعلنا وإياكم من المقبولين ومن ورثة جنة النعيم.
