قاعات الجامعة الجديدة.. «كيربي»!

 
هل يعقل أن يتم بناء شبرات من «الكيربي» لتصبح مقرات لإدارات عامة ومراكز خدمية وقاعات دراسية في جامعة الكويت في ظل ما تتمتع به البلاد من الامكانات المالية والبشرية. ففي جولة ميدانية قامت بها القبس على مباني الجامعة وكلياتها الموزعة على مناطق متفرقة، بهدف رصد مستوى المرافق والخدمات بها، كانت المفاجأة انتشار «الكيربي» في أرجائها.

موظفون ومراجعون وطلاب أبدوا لـ القبس استياءهم وتذمرهم الشديدين من انتشار ظاهرة بناء «الكيربي» في مختلف مواقع جامعة الكويت الموزعة في مناطق مختلفة، نتيجة قيام الإدارة الجامعية باللجوء إليها عن طريق التعاقد مع شركات خاصة متخصصة في صناعة وبناء وتجهيز غرف «الكيربي»، كحل لمواجهة نقص الأبنية المتوافرة لها كإدارات، مع الكثافة الطلابية في بعض الكليات، فقامت تلك الشركات ببناء مكاتب كإدارات عامة وقاعات كفصول دراسية.

البداية كانت من الحرم الجامعي بمنطقة الشويخ، والذي كان انتشار ظاهرة المباني «الكيربي» فيه بشكل لافت، حيث وجدنا إدارة الخدمات العامة، وإدارة العلاقات العامة، وإدارة الإعلام إلى جانب مركز خدمة جامعة الكويت جميعها في شبرات من الكيربي!
نقص

كما وجدنا جميع المرافق والخدمات الخاصة بتلك الإدارات، أيضا في أبنية من «الكيربي»، لاسيما في ظل نقص دورات المياه للرجال والنساء، والتي لا تكفي لأعداد المتواجدين من موظفين وفراشين، الى جانب المراجعين والمراسلين الذين يتوافدون باستمرار على تلك الإدارات، كما وجدنا مجموعة من الموظفين والموظفات جالسين في الممرات يتناولون «الريوق» على طاولات خشبية ويبدو عليهم «الحرج»، نظرا لعدم وجود مكان آخر مناسب لهم لذلك.
خطر

تجولنا في مكاتب وغرف الإدارات – والتي كانت مؤثثة بشكل كامل ومزودة بأجهزة تكييف – فوجدنا المسؤولين والموظفين والمراجعين متكدسين في بعضها، ومعرضون للخطر، كونهم متواجدين في مبان من الكيربي، وذلك يزيد احتمال تعرضها لحرائق مع ارتفاع درجات الحرارة بالفترة الراهنة من فصل الصيف، ولو حدث ذلك فقد تكون العواقب وخيمة.
ظن خاطئ

وقال عدد من الموظفين العاملين في الإدارات لـ القبس: نقلوا إداراتنا ومكاتبنا قبل فترة بسيطة من مقرها في منطقة الخالدية الى هنا في الشويخ، بذريعة حاجة الإدارة الجامعية لمواقع الإدارات في الخالدية، مضيفين: كنا نظن عندما نقلونا بقيام المسؤولين المعنيين بتوفير مبان لائقة للإدارات المنقولة تتناسب مع مكانتها وموظفيها وأعداد مراجعيها، ولكننا وجدنا أنفسنا في مكاتب من «الكيربي»! وكشفوا أن نقل إدارتهم المفاجئ لم يقتصر على مشكلة نقلها الى أماكن غير مناسبة، بل تسبب في مشاكل أخرى، منها ربكة كبيرة في العمل، مع بطء في انجاز المعاملات، الى جانب تأخر في تسلم وتسليم ملفات الصادر والوارد، إضافة الى بعُد إدارات مهمة مثل العلاقات والإعلام عن الإدارة الجامعية المتواجدة بمنطقة أخرى.
ازدياد

أحد الموظفين لقب نفسه بـ «أبو فاضل» تحدث مؤكدا أن هناك إدارات أخرى ستصبح مكاتبها ومرافقها وخدماتها في «شبرات كيربي» في جامعة الكويت، وسيتم نقلها من منطقة الخالدية الى الشويخ لأسباب متعددة، منها استغلال مواقعها لإدارات أخرى، وأيضا تقليل الازدحام المروري المحيط بها حاليا، ومنها إدارة الأمن والسلامة وإدارة التدريب والتطوير وإدارة الشؤون القانونية، مما يعني أن «الكيربي» سينتشر في جامعة الكويت خلال المرحلة القادمة، وذلك الأمر غير مقبول إطلاقا، فهو يشوه منظر الجامعة بشكل كبير، كما أنه يؤثر على الموظفين والموظفات، والذين من المطلوب أن يتم توفير بيئة عمل مناسبة لهم ليتمكنوا من أداء عملهم على أكمل وجه.
ظاهرة

وفي الحرم الجامعي بمنطقة كيفان، والذي يضم 3 كليات وهي الشريعة والآداب والتربية، حيث لفتنا انتشار ظاهرة التدريس في «شبرات من الكيربي»، وعندما استفسرنا من بعض الدكاترة عن سبب ذلك، أكدوا أن الإدارة الجامعية وضعتها كحل لمشكلة قلة عدد القاعات المتوافرة في بعض الكليات، والتي لم تعد تستوعب الأعداد المتزايدة للطلاب والطالبات المقيدين فيها، والذين يتجاوز تعدادهم الآلاف خلال السنوات الأخيرة.
هل ننتظر مأساة جديدة؟

أكدت الطالبة في كلية الآداب شيماء غافل أنه من غير المقبول إطلاقا أن يتلقى طلاب وطالبات جامعة الكويت، وهي الحكومية الوحيدة بالبلاد، محاضراتهم ودروسهم في غرف كيربي، تجعلهم عرضة للأحوال الجوية السيئة، مضيفة: أن وزير التربية والتعليم العالي أصدر مؤخرا قرارا بإلغاء فصول الكيربي في مدارس الكويت وبناء غيرها من الطابوق، بعد مأساة حريق في احدى المدارس، مما يؤكد أن مباني الكيربي غير آمنة، ونحن نتمنى صدور قرار مماثل على قاعات الكيربي في كليات جامعة الكويت من قبله في الفترة القادمة، دون الانتظار لحدوث مأساة بها كما حدث مع المدارس.