إخفاق أولمبياد باريس.. والاستثمار في الشباب لتحقيق الميداليات ..بقلم:أ. د. عبدالله الغصاب
إخفاق أولمبياد باريس.. والاستثمار في الشباب لتحقيق الميداليات
أ. د. عبدالله الغصاب
مساعد العميد للشؤون الأكاديمية بكلية التربية الأساسية
إن ما شهدناه في الدورة الأولمبية بباريس 2024 من إخفاقات وسوء تنظيم وإساءت متعمدة للأديان والرسائل السماوية مروراً بالإساءة للمرأة العربية عبر البطلة الجزائرية إيمان خليف لتحطيم معنوياتها، بعد فوزها على بطلة إيطاليا في الملاكمة، ووصولاً إلى ازدواجية المعيار وتدخل السياسة في الرياضة بمنع روسيا من المشاركة في الاولمبياد بحجة الحرب الروسية – الأوكرانية، في حين يتم احتضان الكيان الإسرائيلي الصهيوني المحتل الذي يرتكب أبشع الجرائم ضد الإنسانية والبشرية في العصر الحديث بقتل الأطفال والنساء في غزة، وتحطيم دولة بأكملها وسط صمت دولي رهيب، ومن دون تتدخل لأي دولة أو منظمة دولية أو رياضية، أو حتى التفكير في استبعاد الكيان الصهيوني من الاولمبياد، لما يرتكبه من مجازر وإبادة جماعية في فلسطين، يكشف عن الوجه القبيح للاولمبياد
وما شهدناه خلال حفل الافتتاح بالخروج عن مبادئ اللجنة الأولمبية الدولية بالتعرض إلى الرسائل السماوية والإساءة، ومشاهد سخرية واستهزاء بالديانات وخاصة المسيحية ، وأظهر المشهد قيام أحد المتحولين جنسيا بتجسيد شخصية المسيح، والطريقة المهينة التي وُصف بها سيدنا عيسى عليه السلام، حيث كان يرقص ويقفز ويزحف ويتمايل بحركات لا تمت بأي صلة للدين أو الفن أو الموسيقى أو حتى لمناسبة الأولمبياد الرياضية، مما أثار سخطاً وانتقادات عالمية لاذعة من مختلف الأوساط الرياضية والسياسية والدينية الإسلامية قبل المسيحية عالمياً ووسط مطالبات بمقاطعة الدورة، أدى إلى تقديم اللجنة الأولمبية الدولية اعتذارًا رسميًا عن ما حدث في حفل الافتتاح، يجعلنا نؤكد على أهمية اتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة من اللجنة الأولمبية الدولية لعدم تكرار وارتكاب مثل هذه المخالفات في الدورات القادمة، حيث تمثل الأولمبياد منذ تأسيسها الرقي والحضارة الإنسانية.
ويأتي التفوق الرياضي في المحافل الدولية ليعكس مدى صورة التطور المجتمعي للدول في شتى المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية، ويبرز الوجه الحضاري ، وقد شاهدنا كيف سعت الدول لنيل شرف التمثيل في أعلى محفل دولي للتنافس في أولمبياد باريس، بمشاركات بوفود رياضية ضخمة تضم أغلب الألعاب الرياضيات والأولمبية لتكشف عن نفسها أمام العالم وتعكس الوجه الحضاري لها.
وشهدنا في نهاية الأولمبياد كيف حصدت الولايات المتحدة على صدارة الميداليات بـ 40 ذهبية و44 فضية و41 برونزية بمجموع 126 ميدالية تليه الصين بـ 90 ميدالية ثم اليابان بـ 45 ميدالية، فيما حقق الرياضيون العرب 17 ميدالية بينها سبع ذهبيات وأربع فضيات وست برونزيات في الألعاب الأولمبية للبحرين، الجزائر، مصر، تونس، المغرب، الأردن وقطر، يجعلنا أيضاً ومن منطلق حرصنا المستمر على تحسين صورة المجتمع الرياضي التي تعكس صورة المجتمع الكويتي ككل نبحث عن إيجاد الحلول لوضع الكويت على خارطة الألعاب الأولمبية وإيجاد أفضل السبل لتأهيل جيل جديد من الشباب الرياضي والمنتخبات الرياضية للمشاركة والمنافسه في الألعاب الأولمبية، وذلك عبر تكاتف وتلاحم جميع أجهزة الدولة بمختلف مؤسساتها الحكومية والخاصة من خلال اتخاذ العديد من الخطوات لتطوير القدرات الرياضية ومن أهمها:
• فتح المجال أمام الاستثمار في المجال الرياضي.
• خصخصة الأندية الرياضية وإصدار القوانين والتشريعات المهيأة لإنشاء أندية رياضية خاصة جديدة ومشاركة القطاع الخاص ورجال الأعمال في هذا القطاع المهم والحيوي.
• إنشاء الأكاديميات الرياضية المختصة للبحث والكشف عن المواهب الشابة في مختلف الرياضيات بالمدارس والأندية.
• توفير الدعم الفني والمادي للرياضيين ومساعدتهم في التعامل مع ضغوط المنافسات الدولية والأولمبية.
• إعداد الكوادر الرياضية وتزويدهم بالعلم والمعرفة والخبرة التي تمنحهم فرصة العمل بحرفية لتدريب الشباب وتأهيلهم في مختلف الرياضيات والألعاب.
وقبل الختام نحن نكرر دعوتنا للقطاع الخاص ورجال الأعمال الوقوف جنباً إلى جانب مؤسسات الدولة والمشاركة في رعاية الشباب والرياضيين، ورصد الميزانيات من أجل تحقيق المنال بحصد الميداليات الأولمبية، وأن يحذو القطاع الخاص حذو الدول العالم في تقديم المساهمات ورعاية ودعم الفرق الرياضية بمئات ملايين الدولارات والاستثمار في جيل الشباب وبناء شراكة مجتمعية حقيقية تسهم في الارتقاء بالمنظومة الرياضية وتعكس الصورة الحقيقية لدولتنا الحبيبة الكويت.
وإذا توافرت النوايا الصادقة فيمكننا إعداد جيل من الشباب يمتلك القدرة على التنافس بقوة في الألعاب الأولمبية القادمة وتحقيق النتائج المتميزة المرجوة بتحقيق الميداليات.
حفظ الله الكويت وأميرها وأهلها من كل مكروه