الدورات التخصصية والدقيقة للعمالة..بقلم:عبدالعزيز نزال البذالي
لا شك ان الجودة في العمل والسرعة في الإنجاز مع مراعاة كلفة المنتج مطلب وهي الهدف الرئيسي للشركات والمصانع ولاشك في الوزارات ايضا. تحسين وتطوير المهارات لدى الفنيين والتقنيين تقع على عاتق المصانع والشركات والوزارات حيث تقوم بفحص أداء الموظفين لديها من خلال التغذية الراجعة من العملاء عن طريق شكاوى العملاء وعمل الاستبانات. إن عملية التحسين المستمر والمسماة بدائرة ديمنج (PDCA) التي تقوم بها الشركات المحترمة هي عبارة عن دائرة من اربعة مراحل رئيسية كما موضح بالرسم رقم (1) في احدى هذه المراحل وهي التقييم، في هذه المرحلة تتكون نتيجة وعلى ضوءها يستوجب من الإدارة فعل اما التطوير او التحسين. فإذا كانت النتيجة سلبية أو على الأقل ليست في مستوى الطموح فيجب على الإدارة التطوير والتحسين إذا أرادة الربح والمنافسة.
إن رفع كفاءة التقنيين والفنيين في المصانع مطلب وله مردود جيد على الشركات والمصانع ولكن مكلف. فمن هنا على الشركات والمصانع إيجاد حلول اقل كلفة مع عدم التفريط بالجودة. ومما يساعد على ذلك وجود الفنيين في الاعمال التخصصية الدقيقة لضبط المهارة في الأداء.
موضوع المقال يخص التخصصات الفنية والتقنية بالدرجة الأولى حيث هو مجال عملي. حسب ما تم ملاحظته خلال سنوات عملي في المعهد الصناعي ومتابعة الخريجين باجتهاد فردي وأيضا بالتواصل مع بعض مسؤولين في سوق العمل منها وزارات الدولة تشكلت فكرة ان كل من الخرجين والموظفين السابقين يحتاجون لمتاعبه وتحديث للمهارات وأيضا للأجهزة والتقنيات الحديثة وتقييم للمهارات الأساسية.
ما هو الحل؟
الحل يكمن في أربع مراحل وهي:
أولا: البحث عن الأجهزة والمهارات الحديثة واستكشافها.
ثانيا: تحديد المهارات والأجهزة الحديثة المتطورة المطلوبة في سوق العمل والحصول عليها.
ثالثا: قياس الفجوات بين مستوى الموظف والمهارات المطلوبة.
رابعا: توفير الكوادر لتدريب الموظفين على هذه الأجهزة والمهارات الحديثة.
هذه الخطوات تتم من قبل سوق العمل بالتعاون مع المعاهد الصناعية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.
يجب أن تكون مدة هذه الدورات قصيرة ومكثفة وأيضا مركزة على المهارات الحديثة المطلوبة بحيث تتأكد الجهة المنظمة لهذه الدورات من اتقان المتدرب للمهارات والممتازة لهذه الأجهزة والتقنيات الجديدة سواء بعمل الاختبارات اللازمة او التقييم المستمر للتأكد من استيعاب المتدرب واتقان هذه المهارات.
تتمتع المعاهد الصناعية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بورش ذات مواصفات عالمية وأيضا أدوات السلامة والأمان. لدى المعاهد الصناعية القدرة على تدريب المتدربين على هذه الدوارات فهي تتمتع بالكوادر المتخصصة والممتازة بالإضافة الى الورش عالية الجودة واجراءاتها الصارمة في السلامة ولا سيما الإدارة المتعاونة والمبادرة في رفع كفاءة العاملين ورفعة شأن هذا البلد. انا على يقين أن الكوادر الموجودة في المعاهد على كفاءة عالية من العلم والمهارة مع التحديث المستمر لكل جديد سواء للأجهزة والمهارات.
إن المبادرات التي تقوم بها بعض الوزارات والشركات مه الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب خجولة بعض الشيء فإذا أرادة الوزارات والشركات تحقيق الجودة والكفاءة في تطوير العمالة عليها التعاون مع الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والتنسيق لعمل دورات تخصصية دقيقة تهتم بمهارات محددة وأجهزة معينة فالهيئة هي المكان المناسب لهذه الدورات.
بقلم: عبدالعزيز نزال البذالي
عضو هيئة تدريب