كتاب أكاديميا

إلى وزير التربية.. التعليم بحاجة إلى نفضة وإعادة هيكلة.. بقلم: أ. د. عبدالله الغصاب

إن تسارع الأحدث داخل قطاع التعليم، تجعلنا نتمهل ونفكر ونتساءل من أين نبدأ الحديث عن هذا القطاع المهم والحيوي في البلد؟! فالحديث عن التعليم ومتطلباته وما يحدث فيه يتطلب منا نظرة عميقة لحال المؤسسات التعليمية والأكاديمية في الوقت الحالي، والذي لا يخفى على أحد حجم المشاكل والمعاناة التي تعيشها تلك المؤسسات من تأخر وتراجع في مؤشرات جودة التعليم وتطوير المؤسسات التعليمية للحاق بالركب التكنولوجي وعصر الذكاء الاصطناعي ومكافحة التهديدات السيبرانية التي تهاجم مؤسسات الدولة.
إن احتياجات قطاعات الدولة من كوادر وطنية متخصصة مسلحة بالعلم والمعرفة ومدربة تدريباً جيداً في المجالات الحديثة كافة أصبح أمراً ضرورياً ومهماً ، لا غنى عنه خاصة مع ما تعانيه مؤسسات الدولة من مشكلات حقيقة لعدم وجود العنصر الوطني في التخصصات الحيوية التي تتماشى مع احتياجات العصر ومتطلبات سوق العمل المحلي، من أبرز تلك التخصصات المطلوبة «الأمن السيبراني و»الذكاء الاصطناعي» اللذين لا وجود لهما في الكليات والجامعات الحكومية، مع ضرورة زيادة أعداد الطلبة المقبولين في التخصصات الطبية بالجامعة والبعثات الخارجية، والتي يتقيد القبول فيها لضعف الميزانية، وأسباب أخرى تحتاج إلى المقالات عدة لشرحها.
إن الجميع يعلم علم اليقين بأن التعليم المتميز يحقق ويضمن ثروة بشرية تحقق النهضة لأي مجتمع ولنا عبرة في اليابان فبعد الحرب العالمية أين أصبح تصنيفها الاقتصادي والسياسي الآن؟!، مستوى متقدم جداً عالمياً على الرغم أنها دولة غير نفطية، وهذا ما يجعلنا أن نوجه رسالتنا إلى معالي وزير التربية وزير التعليم العالي د. عادل المانع بنصيحة مُحب ومهتم بالشأن الأكاديمي والتعليمي: إن ما يحدث من عدم استقرار قيادات الوزارة في مناصبهم والتكاليف الإدارية من قاع الهرم إلى قمته أسهمت في فراغ إداري مخيف لا يحتمل الانتظار أكثر من هذا الوقت لتصحيحه لمعالجة المشكلات القائمة والنهوض بمؤسسات الوزارة.
معالي الوزير المحترم.. إن مؤسسات التعليم العالي تتطلب إدارات مميزة جديرة بالوصول إلى بيئة تعليمة جاذبة وليست طاردة لها، وهذا يتطلب الإسراع في اتخاذ القرارات الصارمة، وعلينا جميعاً الأخذ بكلمة سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله ورعاه – خلال جلسة الافتتاح لدور الانعقاد الفصل التشريعي الـ 17 لمجلس الأمة في 31 أكتوبر الماضي، حيث قال: «الأداء الحكومي لم يحقق طموحات ولم يلامس تطلعات المواطنين على الرغم من دعم القيادة السياسية له فما زال هذا العمل صفته التردد في اتخاذ القرارات» فهذه العبارة لا بد من إدراكها جيداً وجعلها حافز لكم وليس عليكم في قاموس الإدارة لتحقق إيجابيات العمل.
معالي وزير التربية.. أعلم جيداً حداثة توليك حقيبة الوزارة، ولكننا نعلم أيضاً بأنك رجل أكاديمي بامتياز لديه الخبرة الكافية ومدرك تماماً لما يعانيه قطاع التعليم بجميع مستوياته، وما يميزك عن الوزراء السابقين أنك رجل قانون مدرك بأن القانون يحدد العلاقات بين الآخرين والمؤسسات ويسهم في إنجاز العمل، ونحن بدورنا نوجه إليك النصح وليس النقد، فجميع المؤسسات التعليمية والأكاديمية، وفي وزارة التعليم العالي تحتاج إلى إعادة هيكلة وذلك انطلاقاً من كلمة سمو ولي العهد حفظه الله ورعاه.

اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهدها وشعبها وانصر إخواننا في فلسطين.

بقلم أ. د. عبدالله الغصاب

العميد المساعد للشؤون الأكاديمية في كلية التربية الأساسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock