أخبار منوعة

عبدالعزيز المطيري الذي لا يحمل شهادة دراسية… من «البلياردو» إلى «الهاكاثون»

– طورت مهاراتي في عالم الاختراق ذاتياً وأعتبر نفسي محترفاً

– رفضت عروضاً خليجية للعمل ولا أرغب في الالتحاق بالشركات العالمية

ما بين «تهكير» حسابه في لعبة البلياردو في العام 2006 وفوزه بالمركز الأول في مسابقة هاكاثون الكويت في أكتوبر 2023، ضمن الفريق الخماسي «الجريمبة» (التي تعني واحدة من طرق نسف الغترة)، 17 عاماً من الخبرة والتمرس والاحتراف للهاكر «الأبيض» عبدالعزيز المطيري، المُصلح غير المفسد.
المطيري، الذي فك شيفرة أسراره، أوضح أنه دخل عالم الهاكرز بعد «تهكير» حسابه في لعبة البلياردو، لافتاً إلى أنه بعد هذه السنوات تمكن من اكتشاف ثغرات في «واتساب» و«انستغرام» و«تيك توك»، فضلاً عن شركة «آبل» التي شكرته بعد اكتشافه ثغرة في أنظمتها.
وكشف المطيري، نجم «الجريمبة»، الذي لا يحمل شهادات دراسية، النقاب عن أنه رفض عروضاً خليجية للعمل ولا يرغب في الالتحاق بالشركات العالمية، مؤكداً أنه «لن أقبل أيّ فرصة عمل تجعلني أعيش خارج الكويت فأنا لا أحب الغربة».
وعن فوزه مع فريقه بالمركز الأول في «هاكاثون الكويت» في منتصف أكتوبر الجاري، قال: «كنت متأكداً من الفوز بالمركز الأول وأبلغت بعض المقربين بذلك»، لافتاً إلى أن «والدتي هي التي شجعتني على احتراف الأمن السيبراني».
المطيري، الذي يبدو هادئاً ولا تغيب عنه البسمة، حرص على التأكيد أنه «ليس دائماً كلمة (هاكر) تحمل دلالات سلبية فهي تشير للخبير في الإنترنت»، مضيفاً «طوّرت مهاراتي في عالم الاختراق ذاتياً».
واعتبر أن «أكثر ما يعتد به في التقييم هو الإنجازات العملية وخدمته لمجتمع الأمن السيبراني»، مشيراً إلى أن «محترفي الأمن السيبراني في الكويت عددهم قليل، وهم قرابة ألف شخص، وهناك أشخاص لا نعلمهم».
وشدّد على أن «الكويت تفتقد قيام الجهات الحكومية بتقديم مبادرات لدراسة الأمن السيبراني»، مشيراً إلى أنه «ننتظر الإعلان عن الفرص الوظيفية التي تمت الإشارة إليها في مسابقة هاكاثون الكويت».
وفي ما يلي تفاصيل اللقاء مع المطيري، «الهاكر الأبيض»:
• متى بدأت دخول عالم الأمن السيبراني؟
– بدأت في العام 2006، عندما «تهكر» حسابي في احدى الألعاب الإلكترونية (لعبة البلياردو) وتم اختراقه. كان عمري وقتها قرابة العشرة أعوام ولم أكن أعرف حتى معنى كلمة «هاكر» وبعدها بدأت أتعرف على أبجديات هذا المجال.
لم يكن حسابي وقتها به نقاط تستوجب الطمع فيه فلم يكن يزيد على خمسين نقطة، واستخدم من قام باختراقه وقتها طريقة بدائية حيث طلب البيانات لزيادة عدد النقاط وأعطيته البيانات، وكتب «تم تهكير الحساب» وعرفت في ما بعد أنه هاكر من داخل الكويت وأقول له «الله يجزاك خير» لأن ما فعله جعلني أقدم على هذا الأمر.
أنشأت بعدها حساباً جديداً وبدأت أعرف أن ثمة عالماً يسمى عالم «الهاكرز».
بدأت أتعلم في هذا المجال بفضل توجيه والدتي التي جعلتني أنمي مهاراتي في الإنترنت وشجعتني على احتراف الأمن السيبراني.
• هل كل دلالات كلمة «هاكر» دائماً سلبية؟
– لا هذا أمر غير صحيح، لأن هذه الكلمة تشير إلى الخبير في مجال الإنترنت بشكل عام.
• كيف طورت مهاراتك في عالم الاختراق؟
– ذاتياً عن طريق الإنترنت، ولم تكن وقتها المعلومات متاحة بشكل سهل مثل الآن، وكانت أكثر صعوبة واجهتني هي عدم صحة بعض المعلومات الموجودة في الشبكة العنكبوتية، بعكس الحاصل الآن.
• هل يوجد أحد من أفراد أسرتك أخذ نفس الطريق؟
– لا يوجد أحد من أقاربي لديه نفس الميول.
• هل تعتبر نفسك «هاكر» هاوياً أم محترفاً؟
– أعتبر نفسي «هاكر» محترفاً.
• ما هي إنجازاتك التي جعلتك تصنف نفسك كـ«هاكر» محترف؟
– اكتشفت ثغرات في شركة «آبل»، و«تيك توك»، وكذلك في «فيس بوك» و «انستغرام» و«واتساب». وبعد اكتشافي لثغرة «آبل» تواصلت معهم وسجلوا لي الشكر على موقعهم.
وهذه الثغرات، التي اكتشفتها في تلك الشركات العالمية، تتنوّع بين الخطيرة والبسيطة.
• وهل ترغب في أن تعمل في هذه الشركات العالمية؟
– لا أرغب في العمل خارج الكويت، أحب أن أعمل في بلدي فقد أتتني عروض من دول خليجية ولم أقبلها.
أقبل التعاون مع أي أحد شريطة أن يكون عملي داخل الكويت وليس خارجها، لأنني لن أقبل أي عرض يجعلني أعيش خارج الكويت فأنا لا أحب الغربة.
• كيف نفرّق بين الهاكر الخَيّر (الأخلاقي) والشرير؟
– هناك أربعة مسميات تكاد تكون رسمية لأنواع «الهاكرز»، وهم هاكر أبيض (المساعد للآخرين) وهاكر أسود (المستولي على الأموال) وهاكر رصاصي (المزيج بين الاثنين) وهاكر أخضر (المبتدئ).
• وكيف تصنف نفسك بين هؤلاء؟
– بالتأكيد هاكر أبيض، لأن عملي كله يتم بشكل رسمي ويتم بموافقات وفي العلن.
• هل هناك معايير يمكن من خلالها الحكم على مهارة الهاكر؟
– بالتأكيد ثمة خريطة توضح حجم مهارة الهاكر، وأكثر ما يعتد به في التقييم هو الإنجازات العملية وخدمته لمجتمع الأمن السيبراني، بغض النظر عن الشهادات.
بالنسبة لي أفضل هاكر هو مَنْ يجد حلولاً للمشاكل التي تواجهه.
• ما هو أكثر مجال تجيده في مجال الأمن السيبراني؟
– مجال تطبيقات الإنترنت ومجال الشبكات، وهما وجهان لعملة واحدة لكن بينهما فروقات.
• كيف كانت أجواء عملكم حتى استطعتم الفوز بالمركز الأول في مسابقة هاكاثون الكويت؟
– كنا متوقعين أن المسابقة ستكون فردية لكن وجدنا أنها من خلال فرق.
لديّ خبرة لأنني شاركت في مسابقات خارجية وحققت فيها نجاحات، والمشاركة كفريق كان أمراً جيداً، لأن الأمن السيبراني يضم أكثر من مجال.
• هل كنت تتوقع الفوز بالمركز الأول؟
– نعم كنت متأكداً من ذلك، وأبلغت بعض المقربين به.
• ماذا طُلب منكم خلال المسابقة؟
– كان المطلوب اجتياز تحديات معينة، ولم تكن هذه التحديات سهلة لأنها وضعت من قبل شركة عالمية.
• ماذا تفتقد الكويت في مجال الأمن السيبراني؟
– الكويت تفتقد قيام الجهات الحكومية بتقديم مبادرات لدراسة الأمن السيبراني، وهناك بعض دول الجوار لديها مبادرات لتدريسه، فهذه المبادرات من شأنها أن تخلق كوادر وطنية متخصصة.
• هل أعداد محترفي الأمن السيبراني في الكويت قليلة أم كثيرة؟
– بالنسبة لعدد المواطنين، عددهم قليل وهم قرابة ألف شخص، وهناك أشخاص لا نعلمهم.
• ما هي خطواتك المقبلة؟
– ننتظر الإعلان عن الفرص الوظيفية التي تمت الإشارة إليها في مسابقة هاكاثون الكويت، وأنا أفضل الوظيفة الحكومية على القطاع الخاص لأن الوظيفة الحكومية تتميز بالأمان الوظيفي، لكن رواتب القطاع الخاص في هذا المجال أفضل كثيراً من القطاع العام، وبالتالي على الوظائف الحكومية أن تراعي فرق الراتب.
الشركات الخاصة تعرض علينا رواتب بالآلاف، لذا يجب على الجهات الحكومية التي ستطلب خبراتنا مراعاة هذا الأمر.
الشكر للخالد
تقدّم المطيري بالشكر للنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد لرعايته «هاكاثون الكويت»، كما تقدم بالشكر لرئيس المركز الوطني للأمن السيبراني اللواء ركن متقاعد محمد بوعركي، وللنائبين عبدالوهاب العيسى والدكتور عبدالعزيز الصقعبي، وكذلك شركة «كودد» التي تولت تنظيم المسابقة.
أبطال «الجريمبة» الخمسة
عبدالمحسن المنصور
عبدالعزيز المطيري
سلمان العجمي
راشد العجمي
عبدالرحمن حمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock