أخبار منوعة

التقييم الذاتي للطلاب: أربع أفكار لبناء مهارة التقييم الذاتي للطلاب خلال عملية التعلم

التعليم القائم على تنفيذ المشروعات هو منهج تدريسي محوره الطالب وما يقوم به من جهود تعليمية، وبذلك يكون التقييم الذاتي ومراجعة الطالب لخبرته جزء أصيل في عملية تعلمه، يساعده على الربط بين تجاربه الحالية وخبراته المعرفية السابقة، وتذكر راشيل شوالتير أن الإنتاج المعرفي للطلاب يرتقي فقط من خلال الفهم الجيد للمحتوى التعليمي. ويتحقق هذا الفهم العميق من خلال تدريب الطلاب على تقييم أدائهم الدراسي خلال فترة محددة وتحسينه كخطوة أساسية لتعزيز عملية التعلم وتحقيق النتائج المرجوة منها.

ويتبع العديد من المعلمين الذين يطبقون نهج PBL (التعليم القائم على تنفيذ مشروعات تعليمية) أو نهج STEM (نهج تعليمي يدمج بين تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات للطلاب مع تعليمهم مهارات القرن الواحد والعشرين) تصميمًا للدرس يضمن بلوغ الطلاب مرحلة “تحسين العمل “حيث يتوقفون عن عملهم للتفكير فيه وتقييمه بقصد العودة إلى مرحلة التفكير لتحسينه.
إن مطالبة المتعلمين بتقييم أدائهم والتعرف على نقاط قوتهم وضعفهم وتتبع تطورهم ترشدهم لأسباب نجاحهم وإخفاقهم وإدراك عملية تعلمهم بصورة أعمق، فيبصروا مواطن الضعف ويسلطوا عليها طاقاتهم كي يحصلوا على أفضل النتائج، وبذلك ومع تطور مهارتهم وراء المعرفية، يُصبح الطلاب قادرين على مواجهة تحديات التعلم وإدارته بأنفسهم. (يقصد بما وراء المعرفة: قدرة الفرد على التفكير في الشيء الذي يتعلمه وتحكمه في هذا التعلم)

تأكد من فهم طلابك للمعايير التعليمية ولأهداف المشروع

قبل تطبيق التقييم الذاتي تأكد من فهم الطلاب للمهام المطلوبة منهم والمقصود بالنجاح في هذه المهام، فيمكنك أن تعطي لهم قائمة بهذه المعايير والمتطلبات، أو نموذج للتقييم الذاتي، تكون دليلهم الذي من خلاله يقيمون أدائهم الدراسي ويطورونه، ويحققون أهدافهم على الصعيد الأكاديمي والشخصي والاجتماعي. وتذكر أن نماذج التقييم الذاتي الناجحة هي التي توفر للطلاب إجراءات محددة لتحسين أدائهم.

خصص وقت للمراجعة والتقييم الذاتي

إن تطبيق مهارة التقييم الذاتي تتطلب تخصيص وقتٍ لها في عملية التعلم، مع إرشاد الطالب لإجراءات محددة للتقييم.

أفكار لتطبيق التقييم الذاتي خلال التعلم

فيما يلي بعض الأفكار التي تساعدك على دمج مهارة التقييم الذاتي للطلاب خلال عملية التعلم.

الفكرة الأولى: كتابة اليوميات
إن كتابة اليوميات من أسهل الطرق التي يستطيع من خلالها الطلاب بناء مهارة التقييم الذاتي، فليكن لكل طالب دفتر للمشروع أو للمادة يسجل فيها تقييمه الذاتي بالإجابة عن بعض الأسئلة مثل:
• ما المعرفة الجديدة التي تعلمتها اليوم؟
• كيف أثرت جهودك في تحقيق نجاحك؟
• اذكر النقاط التي تحتاج أن تُركز عليها في المرحلة المقبلة؟
هذه العملية تساعدك وتساعد طلابك على تتبع وتقييم أدائهم وتطورهم.
وإذا كانت كتابة اليوميات تؤثر سلبًا على وقت الدرس، اطلب منهم في آخر كل حصة كتابة ثلاثة أشياء فقط مما تعلموه كتأشيرة خروج من الصف.

الفكرة الثانية: التقييمات الذاتية النهائية
بالإضافة إلى دفتر اليوميات، اطلب من طلابك في نهاية الوحدة أو بعد إنجاز المشروع تقييما ذاتيًا شاملًا يسجلون فيه ملاحظاتهم عن نقاط القوة والضعف في أدائهم الدراسي ويقيمون جهودهم التي بذلوها لتحسينه.
قد تطلب منهم أن يكتبوا عن:
• المعلومات التي اكتسبوها
• المهارات التي اكتسبوها مثل إدارة المشاريع، ومهارات القيادة، وغيرها
• التحديات التي واجهوها وكيف تغلبوا عليها
• الخلافات بين أفراد الفريق الواحد وإلى ماذا توصلوا من خلالها
• الدروس الشخصية التي تعلموها أثناء عملية التعلم
التقييمات الذاتية المكتوبة هي إجراء أصيل يؤديه الطلاب بعد انتهائهم من أي مشروع تعليمي، وبالرغم من ذلك فإنها لا تكفي وحدها ومن المهم أيضا أن يُقيم الطلاب أدائهم في مراحل مختلفة من مراحل المشروع؛ مما يسمح لهم بتحسين أدائهم ويشعرهم بأن التعلم عملية مستمرة.

الفكرة الثالثة تقييم ومراجعة الأقران
تبدو هذه الطريقة بعيدة عن التقييم الذاتي، والحقيقة أن مراجعة الطالب لأعمال زملائه تساعده على رصد أخطائه ونقاط الضعف في أدائه الدراسي بسهولة، ومن ثم تحسينه. وتقييم الأقران الجيد يعتمد على الكتابة والنموذج الفعال لتوصيل الفكرة.
ولكي تؤتي هذه الطريقة ثمارها، فعليك الحرص بدايةً على تدريب طلابك على عناصر الكتابة الجيدة والتواصل الفعال والإعداد الجيد. فعلى سبيل المثال، وجههم إلى العبارات اللطيفة والمهذبة في إبداء الآراء وتوجيه الانتقادات، مثل:
• إنك تقوم بعمل رائع/ أحب رؤية المزيد من أعمالك.
• أيمكنك شرح كذا؟
• أقترح أن تفعل كذا.
وبعد تبادل الآراء، أعط طلابك وقتاً كافياً للقيام بالتعديلات اللازمة لأعمالهم. بمرور الوقت وبتعود الطلاب مراجعة وتقييم أعمالهم وأعمال الأقران ستتكون لديهم ثقافة التطوير والتحسين.

الفكرة الرابعة: الملفات الدراسية
إذا ما عزمت على تدريب طلابك على مهارة التقييم الذاتي، اطلب منهم إنشاء ملفات إنجاز رقمية تضم مواد تعلمهم على مدار العام، حيث يحتفظ الطلاب في هذه الملفات بكل نجاح وتطور ارتقوا إليه، سواء أكان هذا متمثلا في مشاريعهم الدراسية أو تقييماتهم الذاتية. وتُنمي هذه الملفات قدرة الطالب على تقييم نفسه؛ لأنه هو من يختار الأعمال التي يرى أنه حقق فيها نجاحا أو تطورا، ثم يكتب لمُعلمه نصا أو يُسجل صوتا أو يصور فيديو يشرح فيه لمَ اختار هذه الأعمال بالذات. ولكن لا تنس عزيزي المُعلم أن هذه الملفات لا تكون مُتقَنة ونافعة للطلاب إلا بعد وضع معايير لطلابك تساعدهم في انتقاء الأعمال التي يتوافق نجاحهم وتطورهم فيها مع أهداف التعلم والتي توضح لهم نموهم بمرور الوقت.

وفي الختام يتضح لنا كيف يساعد التقييم الذاتي الطلاب في إدارة عملية التعلم وتنظيمها، فهم ابتداءً يلاحظون مدى نجاحهم وتقدمهم في كل مرحلة أو نشاط، ثم يقومون بتحديد الأشياء التي تعلموها من خلال التجربة. ويستفيد منها المعلم أيضًا في تتبع أداء طلابه وتطورهم إذا جمع بين نتائج التقييمات التكوينية والنهائية لطلابه مع التقييمات الذاتية وتقييم الأقران لرسم صورة أوضح لنمو وتقدم الطلاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock