مشاكل أساتذتنا وفلذات أكبادنا في جامعة الكويت.. بقلم:د.فلاح الهاجري
لا أعلم ما الحاصل في عملية التسجيل في جامعة الكويت حتى يصل الأمر فيها إلى القرارات الارتجالية والتي أدت إلى الاستياء والتذمر العارم لدى الطلبة والأساتذة على حدٍّ سواء.
إن المشاكل المتكررة في القبول والتسجيل لا يمكن غض الطرف عنها خلال الأشهر الستة الماضية، والحديث فيها يطول ولا يمكن حصره في مقالٍ واحد، ولنا في هذا الشأن تصاريح عديدة، ونحيلكم إليها لعدم الإطالة.
إنّ المشاكل التي تفاقمت وتعددت كان آخرها مأساة التسجيل المسمّى بـ«الباي فورس»، وبدعة: «القائمة المفضلة»، والحديث سيقتصر عليهما ولو فتحنا الباب على مصراعيه لما كفتنا صفحات الجريدة.
أما في ما يتعلق بتسجيل «الباي فورس» فقد جرى العرف فيه لعشرات السنوات بتسجيل الطلبة واستكمال جداولهم لمن كانت عدد وحداته أقل من الحد المسموح به، وكذلك لإيصال من يريد استعجال تخرجه إلى الحد الأقصى.
والذي كان الأمر عليه في نهاية «الباي فورس» في بداية كلِّ فصلٍ دراسي: استكمال الجداول للطلبة الذين لم يجدوا الشعب الكافية، وتوفر نسبي للشعب للذين يريدون استكمال جداولهم للحد الأقصى، وكانت هذه العملية تحد من أزمة الشعب المغلقة.
الأزمة الكبرى في الأسبوع الماضي هي منع الكليات! صاحبة الصلاحيات المطلقة في شُعبها! من تسجيل الطلبة الذين وصلت عدد وحداتهم 12 وحدة في أول يوم من «الباي فورس» وإلى 15 وحدة في اليوم التالي، وهذا التقييد حرم أكثرية الطلبة من التسجيل عبر «الباي فورس» وأصابهم بسبب هذا الحرمان: القلق والانهيار؛ والسبب: أنّ الطالب عادةً يريد استكمال الحد الأقصى بشعبٍ وموادٍ وأوقاتٍ وأماكن معينة تفاديًا للتعارض أو التسجيل في مواد زائدة على سجل تخرجه، والحاصل أصاب ثلثي إجمالي طلبة الجامعة بالشلل الإلكتروني؛ وحالهم وهم ينظرون إلى السيستم والشعب الدراسية كحال أبي عبدالله الصغير وهو ينظر إلى غرناطة وقد سُلبت منه.
أما الحديث الثاني: فهو عن البدعة المسماة بـ«القائمة المفضلة» والتي جعلت الطالب يسيّر عملية الاحتياج! وبالأخص الذي لم يصل إلى الـ12 وحدة دراسية! وذلك بحجة معرفته لما يحتاج إليه! والحقيقة أنّ في هذه البدعة مخاطرَ يندى لها الجبين، فأين صلاحية القسم العلمي؟! وأين الدراسات المفترض عملها في عمادة القبول والتسجيل على الوجه الخاص؟! كيف يسير الطالب الاحتياج ويفرضه على عمادة القبول والتسجيل؟!
إن بدعة «القائمة المفضلة» جُعلت حصرًا على من كان عدد وحداته أقل من 12 وحدة، والكلام هنا أيضًا حول من عدد وحداته وصل إلى 12 وحده وتجاوزها، أليس له الحق في إيصال السقف الأعلى لعدد وحداته وهي «21» بتحديده لما يفضله ويحتاجه!
لماذا هذا التمييز بين الطلبة؟! ولماذا لم تكن القائمة المفضلة على شقيّن وتسجيلين في حال اعترفنا بهذه البدعة؟! لماذا لا يكون الشق الأول دراسة احتياجات من هم أقل من 12 وحدة، والثاني لمن عددهم 12 وحده فأكثر؟! هنا تكمن العدالة الحقيقية، ولكن الحاصل عكس ذلك والله المستعان.
وأما في ما يتعلق بالأساتذة وحساب مسألة الاحتياج لإنزال الشعب، فلتعلم أنّ الحاجة حصرية بالشعب لا بالمواد فقط، فالمادة الواحدة قد يكون لها أكثر من شعبة غير ممتلئة، وعلى ذلك لا يقومون بإنزال شُعبٍ أخرى، والحقيقة أنّ الحاجة مرتبطة لا بامتلاء الشعب حتى نقول بوجود الحاجة، بل الحاجة للطالب والأستاذ ترتبط بالمادة والشعبة والزمان والمكان، لذا تجد مادة لها شعب فارغة ثم تضع شعبة لذات المادة بوقت أو مكان مغاير للشعب الفارغة وسرعان ما تجدها قد امتلأت!
الحقيقة عندما ننظر إلى الإحصاءات والأرقام أتذكر المثل السيّار: «أرى جعجعةً ولا أرى طحينًا».
د. فلاح محمد فهد الهاجري
DrFalahAlHajri@